وسط إجراءات تنظيمية وُصفت من قبل الجمهور والحضور بالحازمة والسلسة في آن، انطلقت على مسرح النادي الأدبي بمدينة جدة فعاليات مهرجان الشباب للأفلام، والذي ترعاه الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتنفذه مؤسسة رواد ميديا للإنتاج الإعلامي المرئي والمسموع. وتوافد على المهرجان أكثر من 400 نجم فني ورياضي وإعلامي من جميع أرجاء المملكة لمؤازرة الحدث الفريد من نوعه، لاسيما وأنه يضع على رأس أهدافه تعزيز القيم الإيمانية والوطنية في المجتمع السعودي، وترسيخ الوازع الديني لدى فئة الشباب على وجه الخصوص ، وتأكيد مفهوم الانتماء لولاة الأمر، وتبني الأفكار التي من شأنها إعلاء مكانة الوطن ورفعته. وأثنى العديد من الفنانين الحاضرين على تنظيم الدخول إلى القاعة، مؤكدين أنهم لم يتوقعوا هذا المستوى من الانضباط والجدية، حيث قامت إدارة المهرجان بتخصيص ٤ بوابات للدخول، واحدة منها لدخول الجمهور النسائي فقط، وواحدة لكبار الشخصيات النسائية، وفي المقابل تم تخصيص بوابة للنجوم الرجال، والبوابة الرابعة لجمهور الرجال فقط، وهو الأمر الذي أدى إلى سلاسة في الدخول، واستقلالية تامة بين الرجال والنساء. ولمزيد من الانضباط لجأت إدارة المهرجان إلى استخدام آلية حجز لحضور الجمهور حفل الافتتاح لضمان حصر الأعداد المشاركة بما لا يتجاوز عدد المقاعد المتاحة في قاعة المسرح حتى لا يحدث أي تكدس. تكريم الزامل هذا وقد كرَّم المهرجان ضمن فعاليات الافتتاح المنتج عبدالرحمن الزامل على دوره المتميز اقتصاديًا في دعم الثقافة والأفلام الوثائقية التي تخدم التاريخ الإسلامي، وكذلك لما حققه فيلمه السعودي الرحلة إلى مكة من نجاحات، حيث عرض في العديد من المهرجانات الدولية ودور العرض العالمية، كما تم تكريم الفنان القدير محمد بخش وذلك لجهوده المتواصلة في إثراء الساحة الدرامية ودعمه للمواهب الشابة. فيلم الافتتاح وبأداء متميز قدَّم الإعلامي طراد سندي فعاليات المهرجان ورحب بضيوفه من النجوم والمتسابقين والجمهور، فضلاً عن إدارته والجهة الراعية، مؤكدًا أن الجميع كانوا على مستوى المسؤولية في الإعداد والمشاركة في هذا الحدث الفريد من نوعه، ليعلن بعدها عن افتتاح عروض المهرجان بفيلم الرحلة إلى مكة والذي اختير ليكون فيلم الافتتاح الرئيس، ويحكي الفيلم بأداء مشوق على مدى 45 دقيقة التجربة الصعبة التي خاضها الرحالة المسلم ابن بطوطة في السفر من بلده المغرب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج والتي استغرقت 18 شهرًا واجه خلالها صعابا جمة كادت تودي بحياته على يدي قطاع طرق. أهداف المهرجان ثم ألقى أحمد الروزي كلمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب منظمة المهرجان، وبدأ بتحية الحضور، ليؤكد بعدها أن الأهداف التي انطلق من خلالها المهرجان ويأتي على رأسها تعزيز القيم الدينية والاجتماعية للمجتمع السعودية، وترسيخ مفاهيم الوطنية والولاء لولاة الأمر، فضلاً عن الارتقاء بالمواهب الشبابية التي يزخر بها المجتمع السعودي وتطويعها إلى ما فيه مصلحة الشباب والوطن على السواء، كل ذلك يجعل من رعاية الرئاسة للمهرجان محل فخر واعتزاز. وأضاف انه ليس أحد أحرص على قيم المجتمع السعودي وخصوصيته أكثر من أبنائه، الذين يعلمون جيدًا ما يمكن أن يبني ويرتقي بمجتمعهم، وما يمكن أن يسيء إليه. خصوصية وطننا بدوره ألقى مدير المهرجان ممدوح سالم كلمة رحب فيها بالحضور جميعًا، وتوجه بالشكر إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتبنيها المهرجان والإيمان بأهدافه والتي تلتقي مع عديد من أهدافها، مشيرًا إلى أن كل جهد يصب في صالح الوطن والارتقاء به وبأبنائه فيجب المضي فيه قدمًا مهما كانت العقبات والعراقيل. وأشار إلى أن اختيار فيلم الرحلة إلى مكة ليكون محور الافتتاح لم يكن اعتباطًا، إنما لما يحمله من رمزية على أن طريق الخير محفوف دومًا بالصعاب، ولا بد من تخطيها واحدة تلو الأخرى. وأكد سالم أنه والقائمين على المهرجان حينما فكروا في إطلاقه، حرصوا على أن يكون له رسالة سامية وهادفة ورؤية تبني ولا تهدم، تنطلق من خصوصية المجتمع وتعبر عنه بأفلام نابعة من الوطن ذاته وليست وافدة عليه، أفلام كتبها سعوديون، وصورها سعوديون، وأخرجها سعوديون، وجسدها سعوديون، لتحاكي وتعكس كل ما يعبر عن انتماء المواطن السعودي وخصوصيته وحبه لوطنه، ورغبته في المساهمة في هذا الوطن وفق طاقاته وإمكاناته، وهذا ما يقطع الطريق أمام الغزو الفكري الذي يطرق الأبواب بلا استئذان. وتطرق سالم إلى التعرف على الفعاليات العديدة التي يقدمها المهرجان وتستهدف في مجملها حماية الوطن من الأفكار السلبية.. ونحن بدورنا نرحب بكل نقد بناء، يتقاسم معنا الانتصار لقيمنا وخصوصيتنا. عشاء النجوم وفي ختام فعاليات يوم الافتتاح توجه المدعوون من نجوم وإعلاميين إلى أحد المنتجعات لتناول طعام العشاء في أجواء هادئة.. لم تخل من مناقشات عديدة حول فيلم الافتتاح والفعاليات الأخرى التي يحفل بها المهرجان. وعكس المهرجان مستوى النضج المتميز الذي وصل إليه السينمائيون الشباب من خلال أعمالهم، والورش التي تم تنفيذها على ايديهم، ومنها ورشتا مقترحات انتاج الافلام لبنتلي بروان وكيف تصنع فيلم رسوم متحركة للدكتورة سهام اسماعيل التي اعتبرت هذا النوع من الأعمال من أهم البرامج التي يتمّ عرضها على وسائل الإعلام المختلفة وفي دور العرض السينمائية، حيث تتميز الرسوم المتحركة بإمكانية تنفيذ كل ما يجول في خيال الكاتب على عكس الأفلام أو المسلسلات. وعلى هامش المهرجان التقى الجسر الثقافي بالمخرجة والكاتبة بشائر نجدية التي شاركت في فيلم اقدر اخدمك وقالت: هذا الفيلم هو اول مشاركة لي، ويصنف من الأفلام الروائية القصيرة، وتدور احداثه حول فتاة ترتدي نظارة تريها عكس ما في الحقيقة، مما سبب لها بعض المشاكل حتى تكتشف المشكلة وتحلها. وقالت: إنها تشرفت بالمشاركة كأول تجربة سينمائية لها مقدمة شكر للقائمين على المهرجان لدعمهم لها، ولدعمهم لثقافة ترسيخ الصورة وصناعة الافلام واثراء الساحة الفنية بعروض افلام تبرز قدرات الشباب، ولرعايتهم مواهب السينما المحلية. في حين تحدثت المخرجة سمية العيدروس صاحبة فيلم فاطمه عن دور المهرجان في تثقيف المجتمع بمفهوم السينما، قائلة: ساهم مهرجان الشباب للافلام بمد جسور توعية للمجتمع عن أهمية السينما، لتساهم في تنمية التذوق الفني ونشر الوعي السينمائي، ومساعدة المشاهد على قراءة الأفلام بطريقة صحيحة. نجوم الفن والرياضة والإعلام توافدوا على المهرجان
مشاركة :