دمشق - تُعطي زيارة وفود برلمانية عربية من الاتحاد البرلماني العربي إلى العاصمة السورية دمشق، دفعة قوية لعودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد أكثر من عشر سنوات من القطيعة، بينما بدأت عزلة النظام السوري تتفكك تدريجيا على وقع زيارات واتصالات زعماء عرب بالرئيس بشار الأسد وتدفق مساعدات اغاثية وانسانية عربية للمناطق السورية التي ضربها زلزال مدمر في 6 فبراير/شباط. ووصل الوفد اليوم الأحد إلى دمشق قادما من بغداد بعد عقد الاتحاد البرلماني العربي مؤتمرا في العاصمة العراقية أمس السبت في غمرة تطورات جيوسياسية من المتوقع أن تعيد تشكيل المشهد السياسي في المنطقة بعد أكثر من عقد من التوترات والمشاحنات والاستقطابات.    وفي علامة برزة على بداية تفكك عزلة النظام السوري، أكد رئيس مجلس النواب المصري حنفي الجبالي الأحد الوقوف إلى جانب دمشق والتضامن معها في أسوأ محنة وكارثة طبيعية تواجهها بعد الحرب الأهلية، معلنا أن سوريا ستعود إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية والبيت العربي. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الجبالي قوله في تصريح من مطار دمشق التي وصلها صباح الأحد مع رؤساء البرلمانات والوفود المشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المنعقد في بغداد  "نحن في سوريا العزيزة الشقيقة لدعمها والتضامن معها في مواجهة محنة الزلزال ونقول للشعب السوري، نحن أخوة ونقف إلى جواره في هذه الظروف الصعبة ". وأوضح أن "هذه الزيارة هي لدعم سوريا قيادة وحكومة وشعبا"، مضيفا أن وفودا برلمانية عربية أخرى ستصل تباعا إلى دمشق بعد أن قرر المؤتمر الـ34 للاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد في بغداد تشكيل وفد لزيارة سوريا، تأكيدا على الوقوف إلى جانبها. ووصل رؤساء برلمانات مصر ولبنان وفلسطين إلى مطار دمشق الدولي قادمين من العراق لدعم الشعب السوري ولإعطاء دفعة لجهود تفكيك عزلة سوريا وللتضامن مع دمشق في مواجهة تبعات الزلزال المدمر الذي خلف آلاف القتلى والمشردين وعمق جراح السوريين المثخنة بالحرب. واعتبر رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ أن "هذه الزيارة للتأكيد على أن سوريا هي قلب العمل العربي المشترك"، موجها الشكر لـ"كل الوفود التي قدمت إلى دمشق". وقال "كانت أجواء مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في بغداد إيجابية جدا وركزت على الموقف الموحد لجميع الدول العربية بضرورة عودة سوريا إلى حضنها العربي، حيث تقرر تشكيل وفد عالي المستوى من رؤساء المجالس لزيارتها، تأكيدا على أنها قلب العمل العربي المشترك". وزيارة الوفود البرلمانية العربية لدمشق هي الأولى منذ2011. وقالت وكالة الأنباء المصرية، إن "حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب المصري وصل الأحد، إلى مطار دمشق الدولي ضمن وفد لرؤساء البرلمانات العربية"، موضحة أن "الزيارة تهدف إلى الدعم والتضامن مع سوريا في مواجهة تداعيات كارثة الزلزال تنفيذا لقرار مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي عقد ببغداد السبت والأحد". وأفادت بأن "مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي قرر في بيانه الختامي تشكيل وفد من رؤساء البرلمانات العربية لزيارة دمشق للتضامن مع الشعب السوري". وعقد المؤتمر الـ34 للاتحاد البرلماني العربي تحت عنوان "الدعم العربي لتعزيز استقرار العراق وسيادته". وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن "وفد اتحاد البرلمان العربي برئاسة محمد الحلبوسي (رئيس مجلس النواب العراقي) وصل إلى العاصمة السورية دمشق"، مشيرة إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد "استقبل الوفد في قصر الشعب". وأضافت أن" الزيارة تهدف لدعم الشعب السوري والوقوف معه جراء محنة الزلازل"، مؤكدة أن "الاتحاد البرلماني يدعم عودة سوريا إلى محيطها العربي". ونقلت الوكالة عن الحلبوسي قوله إن الوفد يمثل الاتحاد البرلماني العربي، مؤكدا أن "الموقف العربي داعم لعودة سوريا لمحيطها العربي".