تعهد مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون في ختام اجتماع برعاية عربية أمريكية بمدينة العقبة الأردنية بـ"خفض التصعيد ومنع المزيد من العنف". وعقد الاجتماع في توقيت حرج إذ أعلنت إسرائيل عن مقتل اثنين من مواطنيها قرب نابلس. دعت الأردن إلى اللقاء الفلسطنيني الإسرائيلي لوقف التصعيد في المنطقة. عقد في مدينة العقبة الساحلية في أقصى جنوب الأردن الأحد (26 فبراير/ شباط 2023) اجتماع "أمني سياسي" بين ممثلين عن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي "لبحث تهدئة" بعد أيام من العنف الدامي، حسبما أفاد مصدر رسمي أردني. وذكرت قناة "المملكة" التلفزيونية الرسمية الأردنية إن "إجتماع العقبة (328 كلم جنوب عمان)، وهو الأول من نوعه منذ سنوات، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، "انتهى للتو بالتوافق على عدد من الخطوات". وعقد الاجتماع بين رئيس جهاز الاستخبارات الفلسطيني ماجد فرج ورئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار، حسب مصادر مطلعة. وقال مسؤول حكومي إسرائيلي لوكالة فرانس برس طالباً عدم كشف هويته إن الوفد الإسرائيلي يضم كذلك مستشار الامن القومي تساحي هانغبي. بيان مشترك وفي بيان مشترك صدر عقب انتهاء الاجتماع، أبدت إسرائيل التزاماً بالتوقف عن "مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لأربعة أشهر والتوقف عن الموافقة على أي مستوطنات جديدة لستة أشهر". وحسب البيان أكد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على "استعدادهما المشترك والتزامهما بالعمل فوراً لوقف الإجراءات الأحادية لمدة 3-6 أشهر". وتعهد المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون بـ"خفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف". وأورد البيان الذي وزعته وزارة الخارجية الأردنية أن "الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أكدا التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بينهما (...) وجددا التأكيد على ضرورة الالتزام بخفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف". كما اتفق الجانبان، حسب البيان، على "دعم خطوات بناء الثقة من أجل معالجة القضايا العالقة من خلال الحوار المباشر". واتفقا أيضاً على الالتقاء مجدداً الشهر المقبل في منتجع شرم الشيخ المصري. الملك الأردني عبد الله الثاني يقوم بدور محوري في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. لقاء بمشاركة عربية وأمريكية وعقد الاجتماع بحضور مسؤولين أمنيين من الأردن ومصر وكذلك منسق البيت الأبيض للشؤون الأمنية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك، حسب المصادر المطلعة. واعتبرت مصر والولايات المتحدة والأردن التفاهمات "تقدماً إيجابياً نحو إعادة تفعيل العلاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي". واتفق الأطراف الخمسة: إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن ومصر والولايات المتحدة، "على مواصلة الاجتماعات وفق هذه الصيغة، والحفاظ على الزخم الإيجابي، والبناء على ما اتفق عليه لناحية الوصول إلى عملية سياسية أكثر شمولية تقود إلى تحقيق السلام العادل والدائم". ومفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ عام 2014. من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله ماكغورك، الأحد، "أهمية تكثيف جهود الدفع نحو التهدئة وخفض التصعيد بالأراضي الفلسطينية وإيقاف أية إجراءات أحادية الجانب من شأنها زعزعة الاستقرار وتقويض فرص تحقيق السلام"، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. وكان مصدر رسمي أردني طلب عدم كشف هويته، قال لوكالة فرانس برس إن هذا اللقاء "يأتي في سياق الجهود المبذولة لوقف الإجراءات الأحادية للوصول إلى فترة تهدئة وإجراءات لبناء الثقة وصولا لانخراط سياسي أشمل بين الجانبين". وقع إطلاق النار الذي استهدف مركبة عند مفترق طرق قرب قرية حوارة بين مدينتي نابلس ورام الله في الضفة الغربية المحتلة. لقاء في توقيت حرج وتزامن اللقاء مع مقتل اسرائيليين اثنين في هجوم "إرهابي فلسطيني" في الضفة الغربية المحتلة، حسب بيان من مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي. وقال البيان المشترك الصادر عن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير "في هذا اليوم الصعب (...) قتل مواطنان إسرائيليان في هجوم إرهابي فلسطيني". ووقع إطلاق النار الذي استهدف مركبة عند مفترق طرق قرب قرية حوارة بين مدينتي نابلس ورام الله في الضفة الغربية المحتلة. وبحسب متحدث باسم خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء لوكالة فرانس برس، تم نقل مصابين اثنين إلى المستشفى قبل أن يعلن عن وفاتهما لاحقا. وأكد الجيش الإسرائيلي "ملاحقة الإرهابيين وإغلاق المنطقة". ورصد مصور فرانس برس قوات الأمن الإسرائيلية التي انتشرت على طول الطريق وشرعت في تفتيش المركبات العابرة. وعقب الهجوم، دعا وزير الاستيطان في الحكومة الإسرائيلية أوريت ستروك "الوفد الإسرائيلي للعودة فورا" من اجتماع العقبة. ويأتي الهجوم بعد عدة أيام من العملية العسكرية الإسرائيلية الأربعاء في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة والتي أدت إلى مقتل 11 فلسطينياً وجرح أكثر من 80 آخرين. ع.ح./أ.ح (أ ف ب)
مشاركة :