أصبحت أجهزة المراقبة الإلكترونية (مونيتور) من الأساسيات في غرف الأطفال بهدف مراقبتهم وحمايتهم، لكن يرى البعض أنها سلاح ذو حدين، إذ قد تصبح وسيلة للمتطفلين لمراقبة الطفل والتحدث معه. وتعتمد أجهزة المراقبة الحديثة على الإنترنت في توصيل الصوت والصورة إلى أجهزة أخرى يراقبها الأهل، ولذلك يستطيع المقرصن اختراقها بسهولة عبر عنوان بروتوكول الإنترنت (IP Adress)، ليصبح قادراً على رؤية وسماع كل ما هو موجود في غرفة الطفل، بالإضافة إلى إمكان مخاطبته. وذكر موقع «بازفييد» الأميركي المختص بالأخبار الاجتماعية، أن أبوين من نيويورك لم يفهما ما كان يقصده طفلهما، البالغ ثلاث سنوات، عندما كان يقول إنه خائف من الرجل في جهاز المراقبة الموجود في غرفته، وذلك حتى سمعا صوتاً مصدره الجهاز يخاطب الطفل وهو نائم، قائلاً: «هيا استيقط.. والدك يبحث عنك»، وعندما دخلا الغرفة واصل الصوت التحدث إلى ولدهما، وقال: «انظر من جاء إلى الغرفة». ونقل موقع «كمبيوتر ورلد» التكنولوجي قصة أبوين في واشنطن ظنا أن ابنهما يتخيل عندما كان يقول لهما إن جهاز المراقبة يأمره دوماً بالبقاء في السرير، لكنهما فهما قصده بعدما سمعا امرأة تتحدث عبر الجهاز. واتصلت الأم بالشركة المصنعة وأخبرتها بما حدث، فأوضح العاملون في الشركة أن «الجهاز مخترق، وهو أمر غير مستبعد في أي جهاز يعمل بواسطة الإنترنت، لكن لا توجد طريقة لمعرفة هوية الشخص الذي اخترقه أو مكان تواجده»، وأشاروا إلى أنه قد يكون خارج الولايات المتحدة. وفي كندا، تقدمت عائلة ببلاغ إلى الشرطة بعدما سمع الأبوان موسيقى في غرفة ابنهما مصدرها جهاز المراقبة الإلكتروني، ما تسبب في إثارة الرعب لدى العائلة بكاملها. ويضع الخبراء ثلاث خطوات أساسية على الأهل الذين يملكون جهاز مراقبة يعمل عبر الإنترنت القيام بها لحماية أطفالهم، منها تغيير كلمة السر التي تأتي مع الجهاز عند شرائه إلى كلمة أكثر صعوبة، وتنزيل التحديثات التي توفرها الشركة المصنعة للجهاز باستمرار، لضمان الحصول على آخر التحديثات الخاصة بالأمان، بالإضافة إلى التأكد من وجود كلمة سر على خدمة الإنترنت المتوافرة في البيت «الواي فاي». ولا يُعتبر اختراق أجهزة مراقبة الأطفال أمراً حديثاً، إذ كان موجوداً في السابق أيضاً في أجهزة المراقبة القديمة التي تعمل بموجات التردد، والتي كانت توفر خدمة مراقبة الصوت فقط من دون نقل الصورة، لكن الأمر حينها كان يحتم على المقرصن أن يكون قريباً من بيت الطفل. أما اختراق الأجهزة الحديثة التي توفر خدمتي نقل الصوت والصورة معاً، فأصبح يتم عبر الحدود، بسبب اعتمادها على شبكة الإنترنت. وفي شهادة نادرة من نوعها لأحد المقرصنين سابقاً، قال الشاب والأب حالياً مانين لييست على موقع «رديت» الإلكتروني إنه «اخترق عدداً من أجهزة المراقبة القديمة التي كانت تعتمد على الترددات، عندما كان في سن المراهقة من أجل الترفيه والمتعة»، موضحاً أن الأمر حينها كان يتم عبر شراء جهاز مراقبة خاص بالمقرصن، ثم البحث عن جهاز قريب يعمل على التردد ذاته. وروى أنه كاد يُقتل بسبب هذه اللعبة الخطرة، مشيراً إلى أنه اخترق في إحدى المرات جهاز مراقبة في منطقة بعيدة من منزله، وأخذ يتحدث عبره معتقداً أنه يتحدث مع الطفل ويخيف الأهل، لكن اتضح فيما بعد أنه كان يتحدث مع قاتل ذبح العائلة بكاملها تلك الليلة. واعتبر لييست نفسه محظوظاً لأنه استطاع الهرب، ولم يتمكن المجرم من الوصول إليه، معبراً عن شعوره بالأسف والذنب لما قام به سابقاً، خصوصاً أنه «أصبح الآن أباً، ويعلم كم هو مرعب أن تسمع غرباء يتحدثون في غرفة طفلك».
مشاركة :