الأجهزة الإلكترونية سلاح ذو حدين في أيدي الطلبة

  • 10/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: إيمان سرورالأجهزة الإلكترونية تعد من الوسائل الحديثة التي تلعب دوراً كبيراً في حياة الطفل؛ إذ يكثر استخدامها في البيت والمدرسة لساعات عدة ما بين التعلم واللعب، وعلى الرغم من الإيجابيات المتعددة لاستخدام هذه الأدوات في إثراء مسيرة الطفل التربوية والتعليمية، إلا أن كثرة وطول مدة استخدامها، قد تنعكس سلباً على حياة الطفل وتعرضه إلى اضطرابات وسلوكيات تؤثر على نموه من عدة جوانب، منها الجسدية والنفسية والعقلية.وأكد تربويون أن إدمان الأجهزة الإلكترونية له تأثير قوي على الصغار والكبار، مثله مثل إدمان المخدرات، وقد يؤدي استخدامها المفرط بالطالب إلى مشاكل أكثر خطورة تتمحور في الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية والدراسية وغيرها، ما يتطلب تكاتف جمع الجهات المعنية من مدرسة ومنزل، للحد من هذه الظاهرة التي تخلق مشاكل صحية وضغوطات نفسية تصيبه بضعف التركيز وإهمال المذاكرة لدروسه. اضطرابات جسديةوحول إدمان الطفل للأجهزة الإلكترونية، قالت الدكتورة لولوة المرزوقي، مديرة البرامج الخاصة في دائرة التعليم والمعرفة، إن إدمان الأجهزة الإلكترونية في العمر المبكر، يؤدي إلى إجهاد البصر وتأخر النطق، وضعف العظام والمهارات الحركية لليدين، وقلة النوم والكسل، واضطراب في الشهية وغيرها من الاضطرابات الجسدية، لافتة إلى أنه قد يصل الأطفال أحياناً إلى مرحلة الإدمان على الإلكترونيات، بحيث يصعب توجيههم وإرشادهم من قبل الوالدين، وحين يأتي حرمانهم من الأجهزة الإلكترونية كعقاب، يتمرد الطفل ويصبح عدوانياً لدرجة تصل إلى استخدام العنف ضد والديه جسدياً أو لفظياً، وقد يستخدم أسلوب التحايل أو الكذب ليحصل على الجهاز بأية طريقة. أسلوب أمثل وقالت فاطمة الحوسني مديرة مدرسة المروة بالإنابة، إن الانشغال بتلك الأجهزة وإهمال الطالب لدروسه وواجباته، بات ظاهرة كبيرة وعلى المعلم الانتباه والمساهمة في ذلك، بتوظيف تلك الأجهزة في العملية التعليمية، فهناك من البرامج المساندة والمساعدة في عمل الواجبات والدروس بنفس شكل البرامج الإلكترونية التي يحبها الطلبة، وهذا يعتبر الأسلوب الأمثل حتى لا يفتقد الطالب المتعة التي يجدها في تلك البرامج الإلكترونية.وأشارت شيخة الزعابي، معلمة لغة عربية، إلى أن تزويد الطلبة بالبرامج والمواد التعليمية الإثرائية من خلال الأجهزة الإلكترونية، وتفعيلها بالشكل الملائم، له الأثر الكبير على الطالب والمجتمع المدرسي والأسرة، وبالتالي تقديم فرد للمجتمع يتم التعامل معه بعقلية أكبر، حيث يعتبر تقديم المادة الخصبة عاملاً يساعد على إنشاء جيل مبتكر، اُحتُرمت فيه عقليته وقادر على الإبداع وسليم البنية، مكتمل الشخصية، مساحات العطاء الفكري لديه غير محدودة، وبالتالي خلق دولة ترتقي إلى مصاف الدول الرائدة في صناعة الإنسان، الذي يعتبر الثروة الحقيقية لكل مجتمع. حصانة ذاتية وأكد خالد بوهندي المنصوري، اختصاصي تربوي، أن الأبناء أمانة ومسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا جميعاً، تربويين وأولياء أمور، وعلينا أن نتحمل هذه المسؤولية بكل تفان وإخلاص، من أجل حماية ورعاية تلك الأمانة، وأن ندرك جميعاً أهمية الأشياء التي تحيط بهم سواء المفيدة أوالضارة، مشيراً إلى أن هناك الكثير من السلبيات التي تحيط بالأبناء من مختلف الاتجاهات، وينبغي في هذه الحالات ممارسة دور الوقاية تجاههم؛ لأن الوقاية خير من العلاج، ليس في الطب فقط؛ بل في كل مناحي الحياة، مشيراً إلى أن الأبناء نستطيع أن نشكلهم وفق اتجاهاتنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا.وقال: «ليست المشكلة أن يلعب الطفل بالألعاب الإلكترونية أو أن يستخدمها، ولكن ينبغي أن تكون لديه قيم ومبادئ تحكم تصرفاته، وحتى نستطيع أن نقي هذا الطالب أو الطفل من المشاكل التي من الممكن أن يتعرض لها، يجب تشكيل حصانة داخلية ذاتية، من خلال توعية عميقة بدوره في المجتمع، فإذا كان الوالدان والبيئة التعليمية تحفز الطالب على الإدراك والوعي بما يحيط به من مخاطر، فهذا بالتأكيد سيقيه بنسبة أكثر من 90% من أي تدخل خارجي أو فكر هدام». استخدام مقنّن وقال عمر مبارك الجنيبي اختصاصي اجتماعي بمدرسة حمدان بن زايد، إن المدرسة والأسرة تلعبان دوراً محورياً لوقاية الأبناء من هذه الظاهرة، التي باتت تشكل خطراً عليهم سواء أكاديمياً أو صحياً، حيث ينبغي على المرشد الاجتماعي أو النفسي في المدرسة تكثيف الجهود في حث الطلبة على الاستخدام المقنّن والحسن للأجهزة الإلكترونية، وإيحاد بدائل مع رفع القدرات الخاصة (التمكين) للقيام بذلك، كما ينبغي على الجهات المعنية ومنها وسائل الإعلام، والمؤسسات الأسرية والاجتماعية، توعية الأسرة من خلال دمجها في برامج الوقاية وتنمية المهارات في هذا السياق. تعويدهم على القراءة وقالت الدكتورة نجلاء النقبي مديرة الابتكار والتعليم الإلكتروني في دائرة التعليم والمعرفة، إنه ينبغي على الأسرة تشجيع أطفالها وتعويدهم على القراءة بتخصيص جدول يومي للقراءة والحوار المثمر والرياضة، مشيرة إلى أن هذه هي أسلم طريقة لوقايتهم من إدمان الأجهزة الإلكترونية، وإلى أن القراءة تساعد في تطوير فكر الطفل وتحسين قدرته الاستيعابية، كما ينبغي مراقبة الوالدين لأنشطة الأبناء على الأجهزة الإلكترونية، من خلال تحميل برامج تساعدهم في ذلك، ونشر الوعي داخل الأسرة عن طريق الجلوس والتحدث عن مثل هذه المشاكل وأضرارها بطريقة ودية ومشجعة للأطفال، وإشراكهم في وضع حلول وطرق لتفادي المشكلة. الوعي بأهمية وفوائد الأجهزة الإلكترونية أشار خالد بوهندي المنصوري إلى أن تحصين الطالب يكون من خلال نشر المعرفة والثقافة والوعي وإدراكه لأهمية وفوائد الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها أثناء التعليم، أو اللعب والتسلية في وقت الفراغ، موضحاً أن ظاهرة الدخول إلى مواقع إلكترونية غير صحية سواء في المدرسة أو المنزل، بالإمكان السيطرة عليه من خلال القناعة الذاتية للطالب، ومن خلال فرض أسلوب حياة مميز، مثل تكثيف الأنشطة اللاصفية وتنظيم محاضرات التوعية في المدارس، التي تخلق الثقة بين المعلمين والطلبة، إضافة إلى خلق الحوار بين الآباء والأبناء للإصغاء إلى آرائهم.ولفت إلى أن تلك الأساليب ستمكننا من التعامل مع هذا النشء، لمساعدته على الابتعاد عن كل المظاهر والسلوكيات السلبية، وعلى إنشاء جيل واعٍ مدركٍ لكل المخاطر التي تحيط به، ليستطيع مقاومتها بالفكر والثقافة، فبدلاً من أن يكون الطالب متلقياً لثقافات وأفكار دخيلة هدامة استقاها من مصادر خارجية، يصبح هو المصدّر لثقافته وأفكاره وأخلافه، بقيم وثوابت راسخة تعبر عن بيئة وطنية منتمية لدولته التي يفخر بها. تأثير سلبي قالت عفاف راضي غانم، مستشارة تطوير بمدرسة النخبة، إن ترك الأجهزة الإلكترونية وخاصة الشخصية للأبناء، لها تأثيرها السلبي، خاصة في غياب متابعة الأهل، كما أن عدم وضع حد لاستخدام هذه الأجهزة، يفتح المجال أمام الأبناء للإبحار أكثر في أعماق وظلمات هذا البحر، فضلاً عن وجود رفقاء ممن لديهم الخبرة في ذلك، يجذبون الأبناء في اتجاهات تعتبر بداية إلى طرق مظلمة.وأضافت أنه بإمكان المدارس تحويل الدروس والواجبات المدرسية إلى برامج تعليمية ممتعة لجذب الطالب إليها. دور الأسرة قالت الدكتورة جميلة خانجي مستشارة في التنمية الأسرية، إننا بحاجة إلى أسلوب أمثل وطريقة سهلة في محاولة إبعاد الأطفال عن الإفراط في استخدام هذه الأجهزة، مشيرة إلى أن هذا يتطلب تعاوناً شاملاً من كل الجهات في الدولة وفي مقدمتها الأسرة.وأضافت: «الأجهزة الإلكترونية أصبحت جزءاً مهماً من حياتنا، وأصبحت أساسية لإنجاز أعمالنا اليومية؛ لأننا نعيش في عصر رقمي، كما أدخلناها في حياة أطفالنا في مراحل مبكرة لدرجة انتشار ظاهرة إدمانهم عليها، وما ترتب عليه من مخاطر نفسية وصحية».

مشاركة :