"كيف استطاع غوار أن يخدعنا طيلة الوقت؟"

  • 2/3/2016
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

العربية(ضوء): تزال ردود الأفعال تتوالى على عبارات التبجيل والمديح التي وجّهها الفنان السوري دريد لحام، الى مرشد الثورة في إيران علي خامنئي، في الفيديو الذي تناقلته وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والذي قال فيه لخامنئي: في عينيك القداسة وأشار اليه خبرٌ في العربية.نت بتاريخ 27 يناير 2016. وعبّرت ردود الأفعال عن استيائها الشديد واستنكارها البالغ لما قام به لحّام، والذي اعتبرته أغلب ردود الأفعال المستنكرة بأنه أطاح بتاريخه الفني وتنكّر لقوميته وعروبيته. مادح الملالي.. لا يمكن أن يكون وطنياً ومنها ما أورده الدكتور علي القحيص في الرياض السعودية، أمس الاثنين، معبّراً عن صدمته من الفنان الذي استطاع أن يقنع الكثيرين بفنه إلا أن أحداً من الذين صدقوه لم يخطر بباله أن هذا الفنان العربي الشهير يخفي في جلبابه الفني شبح الطائفية والعنصرية البغيضة. وذلك في تعليقه على مدائح لحّام لخامنئي، والتي قال بعض المستائين منها إن الإيرانيين أنفسهم لم يقولوا هذا الكلام عنه. ويضيف القحيص متسائلاً: كيف لمن يمتلك هذا التاريخ أن يخلع اليوم عن جسده ثوب القومية التي كان يختبئ وراءها؟ مؤكداً أن مادح الملالي اليوم لا يمكن أن يكون بحال من الأحوال وطنياً. دريد يدفن غوّار الطوشة! وبمثل هذا الاتجاه عبّر الكاتب الفلسطيني ابراهيم جابر ابراهيم، فقال إن أغلب زملاء دريد لحام ماتوا، كـأبو كلبشة وحسني البورظان وأبو عنتر إلا أن دريد لحام مات بالنسبة للناس لأنهم اكتشفوا أنه يمثّل فعلاً لأنه تخلص من ماضيه، ودفن عروبته، حين خاطب المرشد الأعلى الإيراني بقوله إن بلادنا ازدادت قداسة حين دخلها جنودك. متسائلاً: كيف استطاع أن يخدعنا كل هذا الوقت؟. مؤكداً: مات غوار الطوشة، لقد دفنه دريد لحام. وجاء في تقرير للشرق الأوسط اللندنية، تعليقاً على الفيديو الذي ظهر فيه دريد لحام مخاطبا خامنئي بعبارات التبجيل والتكريم، بأن لحام ذهب أبعد مما كان متوقعاً بتأييده المطلق لخامنئي ولإيران، ضاربا عرض الحائط بجزء من جمهوره. ومثلها ذهبت صحيفة الحياة في إشارتها الى مدائح لحام التي وجهها لخامنئي، فتحدثت عن انتقادات واسعة وصفته بالمستفز. خادم في معبد الفُرس الكاتب محمد آل الشيخ علّق بدوره على مدائح لحام التي أثارت استياء واسعاً في الوسط الصحافي العربي، الذي لم تخل فيه مطبوعة، على وجه التقريب، إلا وتعرضت بالنقد والتعبير عن الاستياء من موقف لحام الذي خدعنا كما ذهبت مقالات كثيرة، ومنها مقال آل الشيخ الذي قال: حينما قرأت هذه الخزعبلات التبجيلية من هذا الفنان الذي كان صرحاً شامخاً فهوى، تأكدت أن براميل بشار المتفجرة، ومدافع ميليشيات الخامنئي، ومتفجرات حزب الله، لم تسحق الحجر، وتقتلع الشجر، وتقتل مئات الألوف من البشر، وإنما سحقت أيضاً قممهم الفنية المثقفة، فساوتها بالتراب، فخرّت من عليائها تتوسّل محتلّها خامنئي وتقدسه وتبجله، في تموضع دنيء، يندى له جبين كل سوري عربي أصيل. وينتهي آل الشيخ الى اعتبار لحّام مجرد خادم في معبد الفرس المقدّس. ترحيب حزب الله بالفعل اللاّوطني الفاضح أمّا قناة العالم الإيرانية فقد أبرزت خبر مدائح لحام لخامنئي، وعارضة للفيديو تحت عنوان: ماذا قال دريد لحام عن آية الله خامنئي؟ ومهّدت للموضوع بـوجّه الفنان السوري دريد لحام كلمة الى قائد الثورة الاسلامية في إيران. ومثلها فعلت قناة المنار اللبنانية التابعة لـحزب الله. إلا أن الأخيرة قامت بالهجوم على منتقدي الفنان الذين عبّروا عن استيائهم من مدائحه لمرشد الثورة الإيراني على حساب القضايا العربية والهوية العربية والانتماء العربي. كما ورد في كثير من ردود الأفعال التي استهجنت تصريحات لحام ومدائحه بحق مرشد الثورة الإيراني، في الوقت الذي يقوم فيه الأخير بإرسال جنوده لقتل شعبه. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد شهدت موجة عارمة من ردود الأفعال التي عبّر عنها سوريون وعرب، وتستهجن ما قام به الفنان السوري الذي لطالما ادعى الدفاع عن العروبة والعرب في أعمال فنية عديدة. واتفقت التعليقات على أن لحّام أطاح بتاريخه الفني أو ما تبقى منه ولن يصدّقه أحد بعد الآن بعد أن نجح بالتمثيل على الجميع وها هو الآن يتغزل بمرشد الثورة الإيراني في وضح النهار في فعلٍ لا وطنيٍّ فاضح كما قال تعليق في الساعات الأخيرة. بالفيديو.. دريد لحّام يقول لخامنئي: في روحكَ القداسة! صدمة كبيرة في الشارع السوري، وتحديداً في الوسط الفني، بعد ظهور الفنان السوري دريد لحام، في مناسبة مسجلة ومصورة، وهو يقدم المدائح التي وصفت بغير المسبوقة لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي. فقد ظهر الفنان السوري دريد لحام، وبصحبته بعض الفنانين السوريين، في مناسبة يبدو أنها كانت مخصصة لـشكر مرشد الثورة الإيرانية، نظراً لما اشتملت عليه الكلمات من مدائح متوالية له. وقال دريد لحام لخامنئي: السيد علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، في روحك القداسة، وفي عينيك الأمل، وفي يديك العمل. مختتماً كلمته بالقول: لك الحب والإجلال. عاشت إيران، وتحيا سوريا. وعلى الفور انهالت التعليقات على الفنان الذي لم يتحرج من تقديم الشكر وعبارات الإجلال إلى الشخص الذي يرسل مقاتليه ومستشاريه إلى بلده، كي يقتل شعبه. وقال محمود في تعليق: إخس عليك. وتلاه عبد القادر: يا عيب الشوم لوين وصل النفاق على حساب دم الشعب الطاهر. ولا تزال آثار الصدمة في الشارع السوري، على كلمة دريد لحام، التي اعتبر فيها أن روح خامنئي مقدسة، بينما يرسل الأخير رجاله إلى بلده، ليقتلهم في كل المحافظات. ووردت تعليقات كثيرة في هذا المجال، يمتنع العربية.نت عن نشرها لما تتضمنه من تعابير قاسية بحق لحّام والذين معه في الاحتفال. https://www.youtube.com/watch?v=TciSRCTMKuU مات غوّار الطوشة مات غوّار الطوشة . ذلك الفتى الذي تربّى في بيتنا، أيام الأبيض والأسود. وكان يُضحكنا ويبكينا، وينام بجانبنا كأنَّه فردٌ من العائلة. كنَّا نتعاطف معه رغم أننا نعرف ان الحق مع ذلك السمين الطيب “حسني البورزان”، وأنَّ “فطّوم” تستحق هذا الرجل الرزين حسني، وليس ذلك الفتى “المحتال” ! مات حسني البورزان، ومات ياسين بقّوش الغلبان، ومات ابو عنتر شيخ الشباب، ومات أبو كلبشة، وربما ماتت فطّوم (لستُ متأكداً )، ومات محمد الماغوط الذي صنع عبقرية دريد لحّام، .. كلُّهم ماتوا ، وما يزال دريد لحام حيّاً. تلك هي الحقيقة الفيزيائية، لكنَّ الذي مات بالنسبة للناس فعلاً، هو الذي اكتشف الناس أنَّه كان “ يُمثّلُ “ فعلاً ! الذي استطاع تنفيس غضب الناس لسنوات طوال، في مهمّة رسمية لتنفيس غضب الناس ! ذلك هو دريد لحام، الذي يدفن الآن بيديه القاسيتين بطلنا الشعبي “غوار الطوشة”، ويتخلَّص من ماضيه ويستنكره بشدة، دافناً عروبته بنكران قلَّ نظيره، حين يخاطب المرشد الأعلى الإيراني بقوله ان بلادنا ازدادت قداسة حين دخلها جنودك ! ويضيف مخاطبا المرشد “ في روحك القداسة، في عينيك الأمل، في يديك العمل، وفي كلامك أمر يلبى”. هكذا يخاطب بطل “ غربة” و”ضيعة تشرين” و”كاسك يا وطن” الجيش الذي يساعد على ذبح شعبه وتهجيره وطرده من بيوته، وينسى ان الملايين الآن من السوريين هم “ عبد الودود” المرميّ على حدود غربستان أو شرقستان في فيلم “الحدود”. كيف ينسى ؟ كيف يتنكَّر لكل ما “حفظه” من سيناريوهات. وكيف استطاع أن يخدعنا كل هذا الوقت. لستُ في صدد الجدل الذي لن يحسم بخصوص المعارضة والموالاة للنظام السوري، ذلك شأن السوريين آخر الأمر، ولكن السؤال عن حالةٍ كحالة دريد لحام تحديداً، عن بطل “كاسك يا وطن” الذي جعلنا نعتقد أنه أحد أساطير الفن الملتزم العِظام، الممثل الذي جعلنا نبكي ألف مرّة على مسرحية “غربة”، كيف لرجل قدَّم تلك الأدوار أن يصفّق لنظام يذبح شعبه حتى لو كان في آخر الأرض.. فما بالك بشعبه هو ؟! هل تحتمل “الثقافة” كل هذا الكذب ؟ كل هذا التزوير في الشعور الوطني والقومي والانساني ؟ هل كان كاذباً حقاً وهو يخاطب والده الميت في مسرحية “كاسك يا وطن” بقولته المشهورة “ الله وكيلك يا ابي مو ناقصنا الا شوية كرامة” ! هل هذه هي الكرامة التي كان يبحث عنها ؟ تشريد ملايين السوريين كلاجئين على عتبات الدول ! ماتت تلك الأيقونة . مات “غوّار الطوشة”. دفنه دريد لحام. ولا أعرف إن كان باستطاعتنا بعد الآن ان نصدّق أي ممثل او كاتب او شاعر. فحين كنا نتحدث عن الدور التراكمي للثقافة والفن كنا نقصد بالضبط ما كانت تفعله الرسائل والإشارات التي تحملها هذه الثقافة ويحملها هذا الفن . أليست الثورات حصيلة وعي تراكمي . ألم يكن غوار الطوشة ممن صنعوا هذا الوعي. ألم يكن فنه تحريضاً على الثورات ! فلماذا يدفن رجلٌ نفسه حيّاً ! *العربية.نت – عهد فاضل 0 | 0 | 2

مشاركة :