القاهرة - تعرضت النجمة المصرية منى زكي لسيل من الانتقادات بسبب صورتها التي ظهرت على البوستر الرسمي الأول لمسلسلها الجديد "تحت الوصاية" المقرر بثه في الموسم الرمضاني على منصة شاهد، بزعم أنها تسيء للمرأة المصرية المحجبة. وتظهر منى زكي مرتدية الحجاب وبوجه خال من مساحيق التجميل لكن تملؤه بقع داكنة اللون والنمش، بالإضافة إلى حاجبين كثيفين وهو ما أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وحول الحاجبين لحديث المعلقين دون الالتفات لموضوع المسلسل وقصته. وأبدى النشطاء على السوشيال ميديا اعتراضا على الصورة التي ظهرت بها النجمة المصرية، معتبرين في ذلك محاولة للإيحاء بأن الحجاب ينزع جمال المرأة وأن العمل مكرس للهجوم على المحجبات. وذهب البعض حد تصور سيناريوهات تخيلية لأحداث المسلسل، حيث قال حساب على تويتر باسم "Araby" "هذه أكيد قصة بنت محجبة تتعرض يوميا للضرب والتعذيب من قبل أهلها، وممنوعة من عيش حياتها بشكل طبيعي وعاجزة عن الخروج.. لذلك لا بد أن تكون حواجبها ثقيلة، لكن في النهاية تتحرر بمجرد أن تخلع الحجاب". وتسأل معلق باسم (Marwan Elshafeay) "ألم نتخلص بعد من هذه المواضيع المستهلكة، هذه تحت الوصاية ومحجبة وحواجبها ثقيلة وضعيفة الشخصية وزوجها يقهرها وستتمرد عليه وعلى الحجاب وتعيش حياتها وتقع في حب شخص آخر وتطلب الطلاق". وبعيدا عن التكهنات فإن، سياق العمل بعيد كل البعد عن فكرة الإساءة إلى الحجاب أو المرأة المصرية، حيث تجسد منى زكي من خلال "تحت الوصاية" شخصية الحاجة صيصة وهي شخصية حقيقية من صعيد مصر. والحاجة صيصة هي سيدة مات زوجها وهي تبلغ من العمر 21 عاما، وكانت حاملا بابنتها؛ فقررت الاعتماد على نفسها، ونظرا لعادات الصعيد التي تمنع عمل المرأة ارتدت الجلباب الرجالي الصعيدي لتعمل مثل الرجال لمدة 43 عاما، في أعمال كثيرة شاقة جدا كحمل الطوب ومسح الأحذية، ونجحت في تزويج ابنتها الوحيدة، لكن زوج ابنتها أصبح هو الآخر غير قادر على العمل بسبب المرض، فتقاعد في المنزل لتتولى هي الإنفاق عليه وعلى ابنتها وأحفادها. والمسلسل المقرر عرضه في 15 حلقة فقط ضمن المسلسلات المصرية لموسم رمضان 2023 من تأليف محمد دياب وشيرين دياب وإخراج محمد شاكر خضير وإنتاج ميديا هب، ويشارك في بطولة العمل منى زكي ودياب ونسرين أمين ورشدي الشامي وعلي الطيب ومها نصار وخالد كمال ومحمد عبدالعظيم. وهناك من حاول عكس الهجوم واتخاذ وضع المدافع عن العمل والتلميح إلى أن مهاجمة مسلسل منى زكي مقصودة. وكتب مدير المركز الصحفي لمهرجان القاهرة محمد عبدالرحمان في تغريدة على تويتر "كل المتداول عن قصة مسلسل (تحت الوصاية) غير صحيح وأمر مدهش وجديد على السوق في مصر أن يتم توزيع سكريبت على صفحات من إياها للضرب في مسلسل قبل عرضه بثلاثين يوما، بالطبع سيكتشف الجمهور الحقيقة مع أول حلقة، لكن هل سنعرف من يقف وراء الهجوم المفتعل؟". ولفت الروائي والباحث التاريخي والفلسفي سامح عسكر إلى أن العمل الدرامي يحمل أفكارا تنويرية تناقش وضعية الأرملة وتحملها الآلام والاستغلال في مجتمع ذكوري عنصري. ويأتي تعرض منى زكي للهجوم مجددا ليزكي رصيدها من الانتقادات التي طالتها في السنوات الأخيرة، حيث أثارت بعض أعمالها تفاعلا كبيرا وجدلا بالأوساط الفنية المصرية على غرار فيلمها "أصحاب ولا أعز" الذي عرض في يناير/كانون الثاني 2022، ومسلسل "لعبة نيوتن" الذي عرض في رمضان 2021 والذي كان ضمن المسلسلات الأكثر مشاهدة وقتها. وكان "أصحاب ولا أعز" الذي عرض على منصة نتفليكس العالمية أثار انتقادات حادة وأحدث ضجة بذريعة الحفاظ على الأخلاق وذلك بعد تعرضه لقضية المثلية الجنسية. وتعامل الكثير من المنتقدين حينها مع العمل الفني بمعايير محلية غير فنية وتجاهلوا أن المنصة عالمية وجمهورها نخبوي ومن المشتركين في المنصة وعلى درجة عالية من الثقافة وله كامل الحرية في مشاهدة ما يراه مناسبا وعدم مشاهدة ما يعتبره غير ملائم. أما مسلسل "لعبة نيوتن" فقد تناول قضية الطلاق الشفوي والمخاطر التي تنطوي عليها في سياق فني جذاب وبأسلوب متوازن وبعيد عن التشنجات الدينية والاجتماعية. ويبدو أن منى زكي لا تأبه بالانتقادات الموجهة إليها، فكما وجّهت التهنئة والتحية إلى من شاركوها التمثيل في "أصحاب ولا أعز" من خلال منشور عرضته عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي عمدت هذه المرة أيضا إلى إعادة نشر الملصق الإعلاني الخاص بمسلسلها الجديد "تحت الوصاية" عبر صفحتها على فيسبوك ومن خلال خاصية الستوري على حسابها بإنستغرام.
مشاركة :