دمشق – الوكالات: أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري من دمشق أمس تضامن بلاده مع الشعب السوري في مواجهة تداعيات الزلزال المدمّر، موضحاً أن هدف زيارته، وهي الأولى منذ أكثر من عقد، «إنساني» بالدرجة الأولى، في وقت تسعى السلطات الى تسريع فكّ عزلتها مع محيطها الإقليمي. ووصل شكري صباح أمس إلى سوريا، في جولة شملت تركيا أيضا، بعد سنوات من الفتور في العلاقات بين القاهرة وكل من دمشق وأنقرة، قبل عودة الحرارة إليها إثر الزلزال الذي أودى بنحو 46 ألف شخص في البلدين. وقال شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع المقداد في مقر الخارجية السورية، إنه نقل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الرئيس السوري بشار الأسد رسالة «تضامن والمواساة مع الشعب السوري الشقيق واستعدادا للاستمرار بتقديم ما نستطيع من دعم لمواجهة آثار الزلزال». ورداً على سؤال حول إمكانية عودة العلاقات الثنائية إلى سابق عهدها، أوضح شكري «الهدف من الزيارة في المقام الأول هو إنساني، لنقل التضامن على مستوى القيادة وعلى مستوى الحكومة وعلى مستوى الشعب المصري إلى الشعب السوري». في وقت لاحق، شكر الأسد، وفق بيان عن الرئاسة السورية، مصر لما قدّمته «من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال». وأكد أن بلاده «حريصة على العلاقات التي تربطها مع مصر»، معتبراً أنّ «العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام». وزيارة شكري هي الأولى لوزير خارجية مصري إلى دمشق إثر اندلاع النزاع منتصف مارس 2011. وأعقبت اتصالاً أجراه السيسي بالأسد إثر الزلزال، كان الأول من نوعه بين الرجلين منذ تولي السيسي السلطة في مصر عام 2014. كذلك، جاءت غداة توجه وفد من اتحاد البرلمانات العربية الى دمشق، ضمّ رئيس البرلمان المصري حنفي جبالي الذي وصفه الإعلام المصري الرسمي بأنه «أرفع مسؤول مصري» يزور دمشق منذ أكثر من عقد. ومنذ حصول الزلزال الذي أودى بحياة 3688 سورياً على الأقل، تلقى الأسد سيلاً من الاتصالات المتضامنة من قادة وملوك ورؤساء عرب. كذلك، استقبل موفدين أمميين. وهبطت في مطارات بلاده حتى الأحد 250 طائرة على الأقل، محمّلة مساعدات للمناطق المتضررة والتي تسيطر عليها الحكومة، بينها ثلاث طائرات مصرية وسفينتان. كذلك أكد شكري خلال زيارته إلى تركيا، وهي الأولى لمسؤول مصري رفيع المستوى منذ عقد تقريبا، مواصلة مصر تقديم الدعم إلى أنقرة على خلفية كارثة زلزال السادس من فبراير. ومن ميناء مرسين جنوب تركيا، قال شكري في مؤتمر صحفي أمس مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو «زيارتنا هي رسالة صداقة وتضامن». وأضاف «نؤمن أن تركيا ستتغلب على هذا في أسرع وقت ممكن.. إنها كارثة كبيرة»، مشيرا إلى الزلزال وتابع «سنواصل بذل قصارى جهدنا للمساعدة». ومن جهته قال أوغلو «نفتح صفحات جديدة في علاقاتنا مع مصر»، واصفا زيارة شكري بأنها «مهمة للغاية وتعني الكثير». وأوضح أنهما ناقشا «الخطوات التي سنتخذها لتحسين العلاقات.. تطوير العلاقات بين تركيا ومصر يصب في مصلحة الطرفين، ويخدم تحقيق السلام والتنمية والاستقرار في منطقتنا».
مشاركة :