اعتبر خبراء ومحللون سياسيون في تصريحات لـ«الاتحاد» أن قوة العراق جاءت من خلال دعم العرب له، وأن تركيز الحكومات العراقية على المحيط العربي ساهم بالنهوض في مختلف المجالات اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وثقافياً، مشيرين إلى أن العلاقات الخارجية لبغداد مع الحاضنة العربية بدأت بالعودة بعد عام 2017، خصوصاً أن السياسة الخارجية بعد عام 2003 كانت تخضع لاعتبارات عقائدية وقومية وشخصية. وقال خبراء ومحللون إن السياسية الخارجية للعراق اعتمدت على رؤية المسؤول عن تنفيذها والتي قد تخضع في الكثير من الأحيان لاعتبارات عقائدية أو قومية أو حتى شخصية، ما جعل السياسة الخارجية فاقدة البوصلة خلال عقدين من الزمن. لكن تلك العلاقات ومنذ العام 2017، وبعد تحرير الأراضي العراقية من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، اتخذت منحى آخر في العودة إلى الحاضنة العربية، وتجسدت بعقد المؤتمرات وزيارات لمسؤولين عراقيين وعرب أعادت الكثير من الدبلوماسية العراقية إلى مكانها الطبيعي. وخلال العامين الماضيين، ركزت الدبلوماسية العراقية على المحيط العربي للنهوض بواقع البلاد اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وثقافياً. واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، رئيس «مركز التفكير السياسي» الدكتور إحسان الشمري، أن العلاقات الخارجية تمثل مرحلة جديدة في تاريخ العراق ما بعد عام 2003، خصوصاً أن الثقة التي توليها المنظومة العربية بالعراق بدت متنامية بشكل كبير. وقال الشمري في تصريح لـ«الاتحاد»: «نحن نعيش هذه المرحلة التي تتعاطى فيها المنظومة العربية مع العراق على أساس تمكينه من استعادة دوره الفاعل على مستوى جامعة الدول العربية والقرار العربي وقضايا المنطقة». وأشار إلى أن «هناك إدراكاً عربياً لأهمية ودور العراق وتاريخه وأهميته الاستراتيجية، مع الأخذ بعين الاعتبار انفتاحه على محيطه العربي الذي وجد أن العراق الآن أكثر إدراكاً بأن هذا المحيط هو الرافع والداعم له، وهذا بحد ذاته تحول على مستوى السياسة الخارجية العراقية». وقال: إن «هذه الثقة ستسهم في دعم العراق وقوته في المنطقة وطبيعة الأدوار التي سيلعبها للتقريب ما بين دول المنطقة والدول العربية، وهو ناقل رسائل في بعض الأحيان، وهي تمثل مرحلة جديدة لهذه القوة التي لم تأتِ إلا من خلال الدعم العربي»، مضيفاً أن «قوة العراق جاءت من خلال دعم العرب له». من جانبه، اعتبر المحلل السياسي ومدير «المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية» الدكتور غازي فيصل حسين، أن صفحة جديدة من العلاقات بين العراق ومحيطه العربي قد فتحت للتأسيس للعمل والشراكة الاقتصادية والسياسية والأمنية. وأشار حسين في تصريح لـ «الاتحاد» إلى أن السياسة الخارجية العراقية أخذت في التغيير على صعيد تبني سياسة متوازنة مع دول الجوار، سواءً كانت عربية أو تركيا وإيران لتقريب مفهوم الحياد وتحقيق المصالح المتبادلة بما يضمن حقوق واستقلال وتحقيق التنمية، وضمان تعظيم الموارد الاقتصادية للعراق. وقال: «العلاقات مع المحيط العربي ستوجد قواعد جوهرية ثابتة عبر الاتفاقيات والحوار بين العراق وهذا المحيط».
مشاركة :