بوابة تراثية لتاريخ جازان السعودية

  • 2/4/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

برزت القرية التراثية في جازان السعودية، كمعلم حضاري يرمز لحقبة زمنية وتراثية وثقافية من تاريخ منطقة جازان العريق والمتنوع. وفي هذه القرية المميزة التي حصدت جائزة أفضل مشروع سياحي، تستطيع أن تختصر الزمان والمكان لتطلع على ملخص كامل عن تلك المنطقة الرائعة، التي تتنوع بين الجبال والجزر والشواطئ الممتدة على البحر الأحمر. جاءت فكرة تدشين القرية التراثية من خلال مهرجان جازان الشتوي الأول، حين تم تقديم تراث المنطقة وآثارها التقليدية في المهرجان الوليد، الذي حقق نجاحات في العام 1429ه، حيث وجَّه أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، بإنشاء مقر دائم للقرية التراثية بجازان، وشرعت الجهات المعنية في إنشاء القرية في موقع متميز بالكورنيش الجنوبي في جازان، ثم أصبحت مقراً دائماً لمهرجان جازان الشتوي، ويتجلى في القرية ماضي المنطقة ماثلاً للعيان في صور حية من خلال أنماط ترمز للتنوع الثقافي والحضاري، وفق بيئة المنطقة وتضاريسها. في البداية تبرز القعادة الجازانية، وسط الساحة الشعبية بقرية جازان التراثية مرحبة بضيوف جازان، حيث شكلت القعادة على مر السنين رمزاً للاحتفاء بالضيف، وظلت محتفظة بمكانتها في بيوت جازان، وتعد القعادة، وهي قطعة أثاث تستخدم للجلوس والنوم، واحدة من الصناعات اليدوية التقليدية، التي عني بها أهالي جازان في فترات زمنية سابقة، مطوعين موارد البيئة المحلية على نسق من الحرفيّة، حتى أصبحت تلك الموارد أرائك وأسرّة وكراسي، وأدوات طهي وشرب. يقول رستم مقبول الكبيسي، مدير عام فرع هيئة السياحة والآثار بمنطقة جازان، وأمين عام مجلس التنمية السياحية بالمنطقة: إن قرية جازان التراثية، تمثل دار عرضٍ حي لموروثات جازان وتاريخها التليد، حيث اكتست أهمية بالغة لدى زوار منطقة جازان وزوار مهرجانها الشتوي، وباتت مقرًا دائمًا ورئيسياً للمهرجانات حيث يقف الزائر على إطلالة لحقبة زمنية من تاريخ منطقة جازان العريق، ونمط الحياة السائد في تلك الحقبة. ويضيف: من البيت التهامي، إلى البيت الجبلي، إلى البيت الفرساني، ومن الميفا إلى الجبنة وفناجين الطين، تلتقي جغرافية المنطقة وتاريخها معًا، لتبوح بعراقة إنسان المنطقة قديمًا وجهده الكبير في التعايش مع الظروف البيئية المحيطة به، الذي طوع موارد البيئة الطبيعية منذ قديم الزمن، فتحولت لبيوت وأوان وأثاث وغدت حضارة ماثلة يتباهى بها إنسان الحاضر، ولتربط بين أجيال الماضي وأجيال الحاضر، أملًا في مزيد من العمل والجهد والحياة لغد أكثر تطوراً ورقياً. ويشير إلى أن قرية جازان التراثية بمنطقة جازان، نالت جائزة التميز السياحي في دورتها الثانية، كأفضل مكان جذب سياحي في المملكة، من بين أكثر من 600 مرشح للجائزة. وعن أهمية القرية يقول الكبيسي: إنها غدت بوابة نحو تاريخ منطقة جازان، وتدوين حقيقي لحقبة غابرة لإنسان المنطقة القديم، الذي طوع موارد البيئة الطبيعية منذ قديم الزمن، فتحولت إلى بيوت وأوان وأثاث، بل تحولت إلى عمل وجهد وحياة، فغدت حضارة ماثلة يتباهى بها إنسان الحاضر، ويعمل على التواصل معها عبر القرية التراثية، ليربط بين أجيال الماضي وأجيال الحاضر، أملا في المزيد من العمل والجهد والحياة، لغد أكثر تطوراً ورقياً. ومن ملامح القرية البارزة، أنها تنبض بالحياة، من خلال معارض مفتوحة لمنتجات أبناء المنطقة وطعامهم، حيث يتولى مشروع الأسر المنتجة مشاركة العديد من الأسر من فتيات المنطقة في بيع معروضات وملابس وهدايا، ونباتات عطرية، ودمى العرائس الجازانية، والمأكولات الشعبية وغيرها، من المعروضات، إضافة إلى أجنحة للهدايا التذكارية، ومعصرة تعمل على إنتاج زيت السمسم بطريقة تقليدية، حيث تتولى الجمال تدوير الآلة الخشبية، التي تقوم بطحن الحبوب، واستخراج الزيوت منها. كما تضم القرية مسرحاً لإقامة الفعاليات ومجالس ومعرضاً لصور المبدعين من أبناء جازان، الذين يجسدون بيئتها في صور فوتوغرافية تنبض بالجمال.

مشاركة :