قرر المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني مواصلة البلاد دفع الانفتاح العالي المستوى، ويعني ذلك أن الصين سيكون لها انفتاح أكبر في العقد المقبل. ولهذا السبب جاء المزيد من الأجانب إلى الصين، ومن أجل تحقيق أحلامهم، اختاروا البقاء بها واعتبروها وطنهم الثاني. وجاء نورفان روماريو لومبا من أفريقيا، وبعد أن عاش في الصين لمدة سبع سنوات، أصبح مدونا مشهورا على وسائل التواصل الاجتماعي، ويعرِّف الناس بالأطعمة الصينية في جميع أنحاء البلاد، حيث لديه ما يقرب من أربعة ملايين متابع. وبعد تذوق العديد من الأطباق الصينية، أدرك تدريجيا أن ثقافة الطعام تتدفق في دماء الشعب الصيني. إن مسقط رأس نورفان هو أنغولا في جنوب غربي أفريقيا، حيث يجعل مناخ السافانا هذا البلد غنيا بالفواكه، كما أن أشعة الشمس الوفيرة تجعل الفواكه المحلية حلوة للغاية. وفي عام 2015 ، قطع نورفان آلاف الكيلومترات من أنغولا إلى الصين للدراسة في جامعة هواتشياو بمدينة شيامن جنوبي الصين، مما فتح له بابا لعالم جديد. وبعد التخرج، اختار نورفان تغيير أسلوب حياته وجاء إلى مدينة شنتشن حيث تتسم وتيرة الحياة بالسرعة. وبسبب حبه للطعام الصيني، اختار أن يصبح مدونا للطعام، ويعتقد نورفان أنه بفضل شغوف الشعب الصيني بدراسة الطبخ، يمكن للناس من مختلف المناطق إيجاد الطعام الذي يناسب أذواقهم الفريدة. وفي مدينة ليوتشو، تذوق نورفان المذاق الفريد لمعكرونة الحلزون؛ وفي مدينة لانتشو، تذوق المعكرونة بلحم البقر اللذيذ؛ وفي مقاطعة سيتشوان، جعلته المعكرونة الحارة يتعرق كثيرا. ويستخدم أسلوبه الخاص لتعريف المزيد من الناس بالطعام الصيني الفريد. وفي عملية استكشاف الطعام الصيني مرارا وتكرارا، مرَّ نورفان أيضا بالعديد من اللحظات الدافئة مثل اللقاءات مع المعجبين بسعادة لالتقاط الصور معه، وسماح بعض أصحاب المطعم غير المعروفين له بطلب طعام مجاني. وكان نورفان متأثرا جدا بهذه اللحظات التي لا تنسى. وقال نورفان لمراسل وكالة أنباء شينخوا إنه رغم وجوده في بلد أجنبي بعيدا عن مسقط رأسه، لكن الشعب الصيني المتحمس دائما ما يجعله يشعر أنه يعيش في “أسرة دافئة”. ويعتقد نورفان أن المطعم الصيني له تراث ثقافي غني، ومن خصائص الطعام في مختلف مناطق الصين، يمكن للناس رؤية التغيرات في التاريخ الصيني وفي حياة مختلف المجموعات العرقية. وقال إن وراء الطعام اللذيذ حكمة وتفاني العمال. وعلى سبيل المثال، عدل أبناء منغوليا الداخلية طعامهم للتكيف مع المناخ المحلي بعد الهجرة، وأصبح يتسم بنوع من الخصائص التاريخية والثقافية عن غير قصد. وعندما تذكر سبع سنوات من حياته في الصين، قال نورفان للمراسل إنه عندما وطأت قدماه أراضي الصين، أدرك أن الصين مختلفة تماما عن الصورة القديمة التي كان يتخيلها. وبعد السنوات التي قضاها في الصين، أصبح نورفان “نصف صيني”، وقد مكنه نظام الدفع الميسر عبر الهاتف المحمول ونظام اللوجستيات المثالي في الصين من تطوير عادة تسوقه عبر الإنترنت، وغالبا ما يشتري أشياء على الشبكة. وأضاف نورفان أنه طالما لديك هاتف محمول في الصين، يمكنك الذهاب إلى أي مكان تريد، ولا داعي للقلق بشأن نسيان إحضار النقود أو بطاقات الائتمان. وإن السكك الحديدية الفائقة السرعة ومترو الأنفاق مريحة وسريعة للغاية، مما يوفر تسهيلات كبيرة لحياة الناس. وعند حديثه عن الخطة المستقبلية، ربط أحلامه بشكل وثيق بالصين حيث إن حلمه الأول هو إنشاء مطعم خاص به، والحلم الثاني هو الحصول على البطاقة الخضراء الصينية، وأما الحلم الثالث فهو الزواج من فتاة صينية ذات يوم.
مشاركة :