لم تتوقف دولة الإمارات العربية المتحدة عن تقديم كل أنواع الدعم والإسناد لكافة أفراد المجتمع، ووجهت سياسات واستراتيجيات الدولة بتعزيز البنية التحتية والخدماتية وخلق بيئة محفزة عمادها الإنسان. وتمكنت الدولة من الوصول إلى مراتب متقدمة على صعيد تنمية الإنسان وأمنه ورفاهه، وتشكل الإمارات نموذجاً متميزاً في الاهتمام بإسعاد أبنائها، واليوم تحتل الدولة المركز الأول عربياً وخليجياً والعشرين عالمياً على مؤشر السعادة حسب تقرير دولي صادر تحت إشراف الأمم المتحدة. ولم يأت ذلك من فراغ، حيث كان الإنسان محور اهتمام القيادة الرشيدة منذ تأسيس الدولة. هذا الاهتمام بالإنسان جاء نتيجة إنجازات متواصلة وترجمة للتوجهات التي تستثمر في العنصر البشري وتسعى إلى تطوير قدراته وتمكينه على كافة المستويات، منذ المراحل العمرية الأولى. وتشكل إمارة الشارقة واحدة من أهم العناوين التي تدعم الإنسان وتركز عليه في جميع مبادراتها، فلم تدخر الشارقة جهداً إلا وفعلته للارتقاء بأفراد المجتمع وربطهم بعجلة التنمية التي تقودها البلاد، فليس غريباً على إمارة مثل الشارقة أن تتصدر المشهدين الثقافي والإبداعي، وتتوج عاصمة للثقافة العربية والإسلامية. ويشهد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، دعمه للاستثمار في الإنسان وتمكينه في كافة الحقول الثقافية والمعرفية، ودعم صحته وسلامته البدنية، وإطلاق المبادرات التي تشجع على الاهتمام بالإنسان وتنمية وصقل قدراته وتسليحه بالعلم والمعرفة. كما يحسب لسموه دعمه للأسرة والطفل وتقديم كافة أوجه الرعاية لهم نحو بناء إنسان سليم ومعافى، وأصدق دليل على ذلك إعلانه الشارقة إمارة صديقة للطفل، لتكون أول مدينة صديقة للطفل على مستوى العالم. وهذا الإعلان يأتي استكمالاً للمبادرات التي تستهدف دعم الأطفال نحو تكوين مجتمع سليم وصحي، وتتويجاً للمرسوم الأميري الصادر عن صاحب السمو حاكم الشارقة في العام 2011 بإطلاق حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل. واليوم وبعد أربعة أعوام على إطلاق هذه الحملة، أصبحت الشارقة تمتلك حوالي 140 جهة ومؤسسة ومرفقاً صديقاً للطفل، وبلغ عدد المؤسسات الصديقة للأم 82 مؤسسة، في حين هناك 18 مكاناً عاماً صديقاً للأم والطفل، إلى جانب وجود 28 حضانة و12 مرفقاً صحياً صديقاً للطفل. ولم يكن ذلك ليتأتى لولا توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة وتفاعل المؤسسات الرسمية والمجتمعية مع المبادرات المطروحة. إن إعلان الشارقة إمارة صديقة للطفل يضيف تحديات كبيرة على مختلف المؤسسات صاحبة العلاقة، لأنها مدعوة اليوم للعمل بقوة والتنسيق فيما بينها لترجمة هذا الإعلان، خصوصاً أن رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للاستثمار في الأطفال وكافة الأجيال، تأتي انطلاقاً من انشغاله بتكريس الثقافة وتشييد صروح العلم والمعرفة باعتبارها جميعاً الركيزة الأهم في بناء الإنسان. وتسعى هذه الندوة إلى تسليط الضوء على دور المؤسسات المجتمعية في الإسهام بترجمة إعلان الشارقة إمارة صديقة للطفل، وطبيعة التنسيق والتفاعل فيما بينها على قاعدة المسؤولية الاجتماعية وتجسيد الشراكة الذي يعزز من فرص ضمان مستقبل أفضل في ظل منظومة قيمية قائمة على النجاح وتسير في الطريح الصحيح. المحور الأول: رؤية الشارقة صديقة للطفل: القناعات والتصورات والأهداف والآليات. المحور الثاني: ترجمة المؤسسات الاجتماعية لرؤية الشارقة صديقة للطفل. المحور الثالث: التنسيق بين المؤسسات الاجتماعية لتحقيق هدف الشارقة صديقة للطفل. صالحة غابش الشارقة صديقة للطفل ودور المؤسسات المجتمعية في هذا المشروع الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة منذ أسابيع. فالشارقة صديقة للطفل بدأت بحملة تحت شعار بداية صحيحة لمستقبل أفضل، حيث كان ذلك عام 2011 بمرسوم صادر عن صاحب السمو حاكم الشارقة ثم اتخذت مسارات معتمدة على عدد من المحاور التي تُفعّل هذا الجانب الشارقة صديقة للطفل، ومن خلال هذه المسارات أنشئت حضانات للطفل وأماكن عامة ومؤسسات وحدائق صديقة للأم والطفل. كانت هذه الحملة تهدف إلى تعزيز الصحة الجسدية والنفسية للطفل، ولو عدنا إلى الوراء لوجدنا أن الاهتمام بالطفل بدأ بالفعل منذ سنة 1985 حيث كانت البداية عبر مهرجان الطفل لتوسيع مدى الاهتمام بالطفل في إمارة الشارقة يليها أيضاً إنشاء مكتبات أطفال في الضواحي، وباعتقادي أن أول مكتبتين أنشئتا عام 1985 وكانتا في منطقتي الطلاع والرفاع كانتا نتاجاً لمهرجان ثقافة الطفل. هذا يعني أن هناك شمولية في الاهتمام بالطفل من الناحية الجسدية والنفسية إضافةً إلى الجانب الفكري والثقافي والعلمي. د. حصة خلفان الغزال بصفتنا مختصين في مجال صحة الأم والطفل لاحظنا حالات من التراجع في نسبة الرضاعة الطبيعية مما كان له أثر سلبي في صحة الأم والطفل وسبب هذا التراجع عدة عوامل اجتماعية وصحية وثقافية عامة، مما حدا بمريم أحمد الأمين العام للمجلس الأعلى للأسرة بمحاولة وضع مشروع لرأب هذا الصدع وإيجاد حلول عملية لرفع نسبة الرضاعة الطبيعية. وكوني متطوعة في جمعية أصدقاء الرضاعة في عام 2010 فقد قمت بوضع المشروع بناءً على التسويق وأساليبه، حيث إن تبني المؤسسات لهذه المبادرات يجعل انتشار هذه المفاهيم والبرامج صعبة بدون وجود نموذج يضمن فيه التعبئة الاجتماعية أو تبني المجتمع لهذه المبادرات. وقد قمت في بداية المشروع بفصل مفهوم مدينة صديقة للطفل إلى مفهومين الأول يعني مدينة صديقة للطفل الرضيع Baby friendly والذي يكون من سن الولادة إلى عمر السنتين وهو المشروع الأقرب إلى حملة الشارقة صديقة للطفل حيث إنه يهتم بصحة الطفل والرضاعة الطبيعية ونشر ثقافة الرضاعة وتهيئة بيئة دائمة للأم في المجتمع وهذا هو المفهوم العالمي لمدينة صديقة للطفل. أما المفهوم الثاني للمشروع فهو ينطلق من مبادرة مجتمعية تتبع لمنظمة اليونيسيف وتتبناها وزارة الشؤون الاجتماعية وهي مدينة صديقة للطفل اليافع والتي تضمن حقوق الطفل ضمن مشاركة الطفل في المجتمع، وقد قمنا قبل إطلاق الحملة وبعد وضع المشروع بالنقاش مع عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ومريم الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية في إمكانية دمج المفهومين أو فصلهما، وقد ارتأينا البدء بمشروع مدينة صديقة للطفل الرضيع والتي تعنى بصحة الأم والطفل، أما المشروع الثاني (صديقة للطفل اليافع) فهو تطور طبيعي للمشروع الأول. موزة الشومي يمكن القول إن إمارة الشارقة كانت دوماً سباقة في مجال الاهتمام بالطفل من خلال المبادرات التي أطلقتها خاصة فيما يخص توفير الحضانات والمبادرات التي تدعو إلى الرضاعة الطبيعية قبل الإعلان حتى عن حملة الشارقة صديقة للطفل، لكن نحن كوزارة للشؤون الاجتماعية يهمنا التركيز أكثر على معايير المدن الصديقة للطفل وقد سعينا للتنسيق مع منظمة اليونيسيف لمعرفة هذه المعايير لنطبقها كحكومة اتحادية تشمل كل مدن الدولة ويتم تطبيقها، ومن المشاكل التي نعانيها كمؤسسات اتحادية أننا وجدنا أن كل حكومة محلية تعمل بشكل منفصل في ظل انعدام خطة وطنية للطفولة ولما تم تأسيس المجلس الأعلى للطفولة والأمومة بقيادة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، تم وضع مظلة لهذا الموضوع واستراتيجية للطفولة لكن طلب منا كوزارة وضع مؤشرات تنافسية فيما يخص الطفل. وبالفعل فقد أنهينا كحكومة اتحادية الخطة الاستراتيجية لسنة 2016 وقد ناقشنا مع مجلس الوزراء اتخاذ الخطة الخمسية للحكومة الاتحادية والتي ستكون من سنة 2017 إلى سنة 2020 ومن ضمنها تم وضع معايير المدن الصديقة للطفل والتي تشمل تشريعات وأنظمة للبنية التحتية، مثل معايير اللعب والترفيه ومعايير الصحة والخدمات الاجتماعية والتي ركزت عليها إمارة الشارقة ومعايير السلامة والحماية والبيئة المنزلية، ومن خلال الأبحاث التي قمنا بها في الدولة اكتشفنا أن إمارة الشارقة متقدمة في مجال الاهتمام بالطفل وجاهزية المرافق العامة، وإمارة دبي متقدمة في مجال السلامة والحماية، أما أبوظبي فهي متقدمة في مجال التعليم، وبالتالي كان من ضمن خطتنا الاستراتيجية أن تطبق جميع المعايير في جميع إمارات الدولة وخاصة البلديات لضمان تحقيق مدينة صحية للطفل فمعنى مدينة صحية لا يعني فقط توفير مرافق للرضاعة وحضانات للأطفال، بل يجب أن يشمل مواصفات الصحة والسلامة كأن توجد دورة مياه للأطفال في كل مرفق عام للعب على سبيل المثال، إضافة إلى أهمية توفير السلامة والحماية للأطفال من أجل منع حوادث سقوطهم من الشرفات، فكل هذه العوامل تدعونا إلى المطالبة بقانون أو قرار يعكس حالة من التفاعل بين مختلف مكونات المجتمع للتأكيد على سلامة وصحة الطفل. د. محمد خليفة آل علي يقاس نجاح الأمم بجودة الخدمات التي تقدمها للأطفال لأنهم جيل المستقبل وجيل الغد وباستثمارنا جيداً في هذا الجيل فقد استثمرنا مستقبلاً مشرقاً للأمة. لاشك أن هناك تأثير ما بين الأسرة وصلاح هذا الطفل وحمايته وبالتالي نطالب المرأة أن تكون الشريك في المجتمع وتوفير الممكنات لها، فعلى سبيل المثال تبين لنا أن كثرة الحوادث المنزلية سببها الخادمات، فضلاً عن تدني مستوى السلامة المنزلية مثل وقوع الأطفال من الشرفات أو الدرج أو تناول أدوية عن طريق الخطأ، وبالتالي يمكن القول إن توفير الممكنات للأسرة من توعية وغير ذلك، بالتأكيد سينعكس إيجاباً على طريقة تربيتها للطفل والوصول به نحو أن يكون فاعلاً في المجتمع. كما أن بعد الطفل عن أمه خاصةً في السنوات الأولى بعد ولادته يولد لديه تأثيرات نفسية تؤثر في علاقته بأمه وبالتالي نحن نؤكد أهمية التواصل بين الأم وابنها لتفادي هذه المشكلة. إحسان مصبح السويدي مبادرة الشارقة صديقة للطفل تشكل إنجازاً متفرداً يضاف إلى المسيرة التنموية لإمارة الشارقة ويعطي لها بعداً تنموياً هاماً، ويجب علينا ألا نغفل مشاركة الأطفال في صنع القرار وأن يكون لهم البصمة في المشاركة بحملة مدينة صديقة للطفل، إلى جانب أهمية توفير إطار قانوني يشمل كل المؤسسات، كما أن تأسيس وحدة لحقوق الطفل أمر مهم لتعزيز هذه المبادرة، فمن خلال مجلس شورى الأطفال أو برلمان الطفل كانت هناك الكثير من الموضوعات التي أسهمت في توفير بعض الخدمات التي تخدم الطفل بحيث يجد البيئة المناسبة للعيش. ثم إن محور التعليم والثقافة في إمارة الشارقة واضح وجلي من خلال فنون الطفل ومسرح الطفل، ومن خلال ثقافة بلا حدود ومراكز الأطفال، ورؤية صاحب السمو حاكم الشارقة هي رؤية واضحة لإدارة مراكز الأطفال وتساعد على التنمية الشاملة للطفل التي تشمل التنمية الصحية والثقافية والاجتماعية للطفل، وقد تجسدت رؤية صاحب السمو في هذه المبادرات من خلال تأسيس نواد للطفل، وبرلمان الطفل وتوفير مرافق صحية صديقة للطفل مثل مركز الأمومة والطفولة الذي تم اعتماد معاييره بنهاية سنة 2015. كما أن محور الأمان والحماية يتركز في إدارة الخدمات الاجتماعية والشرطة، فمثلاً مركز قوارير وفّر الكثير من الحماية والأمان للأطفال وجعلهم يشعرون بمدى اتصالهم بهذا المجتمع ومؤسساته من خلال البعد المجتمعي، كما أن الطفل لا بد له أن يعيش في بيئة خالية من التلوث وقادر على أن يمارس نشاطاته في بيئة صحية. خالد جاسم المدفع نحن دائماً نفتخر بإنجازات الدولة وتفوقها في كافة المجالات وهذا نلمسه في تحقيقها مراكز عالمية متقدمة، فكل إمارة مختصة في مجال معين وقد ركزت إمارة الشارقة على مجال الثقافة والاهتمام بالطفل ونرى ثمار هذا الاهتمام من خلال الجوائز التي حصلت عليها وهو ما يعتبر حافزاً للدولة لتوسيع آفاق هذه المبادرات. وبرأيي لا تقتصر هذه المبادرات على المؤسسات المجتمعية فقط، فمثلاً في إمارة الشارقة كل المؤسسات المجتمعية تدعم هذا المجال وتعتبر داعماً رئيسياً للجوانب الاجتماعية، وعلى سبيل المثال نحن في هيئة الإنماء التجاري والسياحي ورغم أن دورنا يعنى بالترويج للإمارة، غير أن دورنا الاجتماعي موجود وبارز كداعمين ورعاة لحملة الشارقة صديقة للطفل، فعلى سبيل المثال نقوم بتوفير الخدمات اللازمة للأم والطفل في المهرجانات والفعاليات وفي المراكز التجارية والمتاحف، حيث نقوم بالتنسيق مع كل الجهات لضمان توفر كل الرعاية والإحاطة بالأم والطفل في هذه الأماكن وبالتالي هذه المسؤولية لا تقتصر فقط على المؤسسات المجتمعية بل إن كل المؤسسات في إمارة الشارقة معنية بتوفير مختلف الخدمات للأم وطفلها. أحمد إبراهيم الطرطور إمارة الشارقة كانت دائماً سباقة في مجال حماية حقوق الطفل خاصة عندما أصدر صاحب السمو حاكم الشارقة أول قانون لحماية الطفل وهو قانون الأطفال المحرومين من الرعاية والمجهولي النسب وهو قانون رقم 9 لسنة 1985، وقد بدأنا نعمل على هذا القانون ثم تم بعد ذلك تعديله نظراً للحاجة إلى قانون حماية الأطفال المحرومين من الرعاية الاجتماعية، فصدر القانون رقم 3 لسنة 2006، كما أنشأنا خط نجدة الطفل وكان أول خط في منطقة الخليج لحماية الأطفال، وبناءً عليه أنشئت دار رعاية الأطفال وكانت تضم الأطفال المحرومين من الرعاية الاجتماعية ثم تطورنا بعد ذلك إلى تأمين حقوق الطفل وبدأنا الآن من خلال حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل بوضع معايير لإنشاء مبنى صديق للطفل وستكون بداية طرحنا لهذا المشروع سنة 2016 وسنقوم بالاتفاق مع إدارة الأشغال بإصدار كتيب سيشمل معايير حمائية للأطفال في أماكن عدة مثل رياض الأطفال، المسابح، الفنادق، وحتى في المنازل. وبصفتنا دائرة عضوا في منظمة خطوط نجدة الأطفال العالمية والتي مقرها هولندا، فإن جهدنا مكثف نحو تطوير أعمالنا حسب المعايير الدولية للوصول إلى أرقى مستوى لحماية الأطفال. وبدأنا مؤخراً بتطبيق مشروع مبنى صديق للطفل على بعض الحضانات والفنادق وسيمنح المبنى درجات على حسب مطابقته لمعايير المشروع. عائشة سيف لإمارة الشارقة قصب السبق في إنشاء الحضانات على مستوى الدولة حيث بدأت في المدارس بين سنة 2002 و2003 أما في أندية سيدات الشارقة فقد بدأت منذ التسعينات من القرن الماضي ومن خلال الحضانات يمكننا أن نستقبل أكبر عدد من الأطفال من عمر الشهر إلى الأربع سنوات ومن خلال نجاح تجربة الحضانات لوحظ لدينا إقبال كبير من جانب الأسر لإلحاق أطفالهم بالحضانات حيث صارت الأم مطمئنة الى أن ابنها بأيد أمينة وبالتالي من خلال نجاح هذه التجربة باستطاعتنا تحقيق رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة بجعل الإمارة صديقة للطفل عن طريق تحقيق النمو الشامل للطفل، وبعد المبادرة التي أطلقها سموه زاد عدد الحضانات إلى 100 حضانة وهذا إن دل على شيء فهو يدل على نجاح المبادرة واستجابة كافة الأطراف المعنية للتفاعل معها. عبد الغفور الرئيسي رغم الانشغالات الكثيرة لصاحب السمو حاكم الشارقة بأمور الإمارة، إلا أنه لم يغفل جانب الطفل حيث إنه يولي الأطفال أهمية قصوى، وأذكر حين كنت طفلاً كيف كان سموه يتردد على المدارس ويتفقد أحوال الأطفال هناك، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الحنان الأبوي الذي كان يوليه للأطفال. وبرأيي أن هذه المبادرة لا يجب أن تشمل المؤسسات المجتمعية الحكومية فحسب، بل على العكس يجب أن تشمل أيضاً المؤسسات الخاصة كما أتمنى أن يدمج الأطفال ذوي الإعاقة بمثل هذا النوع من المبادرات. د. حصة خلفان الغزال في هذه المبادرة وكافة المبادرات التي أطلقها صاحب السمو حاكم الشارقة لم نفرق بين الطفل المعاق وغير المعاق، فالكل مشمول في هذه المبادرة كما أن كل مؤسسات الشارقة معنية بهذه المبادرة الحكومية منها والخاصة وهذا ما نجده من خلال مشاركة كل مؤسسات الشارقة سواء بتطبيق وتبني المعايير أو بالرعاية والدعم المادي مثل مجلس الشارقة للتعليم حيث كانت مشاركتهم متميزة، كما أن أكثر من 95% من المؤسسات الحكومية شاركت لأن المرسوم كان يطبق عليهم إضافةً إلى مشاركة المؤسسات الاتحادية بالدعوة مثل الشرطة وذلك بناءً على رغبتهم في دعم المبادرة وتنفيذ توجهات صاحب السمو حاكم الشارقة. عبد الغفور الرئيسي من الأهداف التي تأسست عليها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية هي رعاية الطفل من ذوي الإعاقة وتأهيله ليكون شخصاً فاعلاً في المجتمع، وكانت الشيخة جميلة القاسمي رئيسة الدائرة، تعمل على خدمة هذه الفئة في المجتمع بكل إخلاص وتوليها كل الاهتمام، كما أن صاحب السمو له الفضل في إنشاء ناد رياضي للمدينة والذي يضم أكثر من 400 شخصا من ذوي الإعاقة. ونتمنى تشكيل لجنة معينة لأهم الدوائر والمؤسسات التي تقدم خدمة للمجتمع، على أن تقوم بتقديم خدماتها للطفل ومتابعتها لضمان استمرارية هذه الخدمات واستدامتها. د. محمد خليفة آل علي حتى تكون الشارقة صديقة للطفل يجب أن تشمل عنصر الحماية، حيث أثبتت دراسة عالمية أن الأطفال من ذوي الإعاقة هم الأكثر عرضة للحوادث مقارنة بغير المعاقين وبالتالي فهم يحتاجون إلى رعاية وحماية خاصة، والشارقة توفر الحماية والرعاية لمختلف شرائح الأطفال، خصوصاً من ذوي الإعاقة، ومن التوصيات التي أجدها مهمة ضرورة إنشاء قناة خاصة بالطفل موازية للقنوات الموجودة حالياً والتي تقوم بالدور التوعوي والتربوي للطفل، وعلى أن تكون قناة هادفة وتتضمن ترجمة شعار الشارقة إمارة صديقة للطفل. إحسان مصبح السويدي نؤكد على ضرورة تطوير شراكات استراتيجية مع منظمات المجتمع المدني والحكومة والقطاع الخاص، لتحسين حياة الأطفال في برامج تطبق على أرض الواقع. ويجب عدم التمييز بين الطفل من ذوي الإعاقة وغير المعاق كما أن من أولويات عملنا لمدينة صديقة للطفل هو التركيز على المصلحة العليا للطفل، ثم إن المادة رقم 6 لحقوق الطفل تؤكد أن لكل طفل الحق في الحياة والنمو، وأخيراً المادة رقم 12 تركز على أهمية الاستماع للطفل ومشاركته وعدم الاستهانة بآرائه، وأعتقد أن المؤسسات المعنية تأخذ هذا بعين الاعتبار في دمج الطفل بكل أنواع الرعاية وتحصينه من أي مخاطر أو تحديات محتملة. عبدالله حميد فيما يخص حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل، ارتأت القيادة العامة لشرطة الشارقة بجميع أفرعها وأقسامها أن تنضم لهذه الحملة وكان هناك حوالي ثماني حضانات للأطفال في مراكز الشرطة، كما أن المؤسسات المشاركة من سنة 2011 إلى سنة 2015 وصلت إلى 140 مؤسسة، وللأم الدور الهام في استراتيجيتها، وشرطة الشارقة كانت دائماً مهتمة بمجال الطفل من خلال تخصيص مجلة الشرطي الصغير ومشاركته في المناسبات والفعاليات سواء على مستوى المدارس أو وزارة التربية، كما أدارت فرع الشرطة المجتمعية الذي يقوم بدوره المسؤول والملتزم بقضايا المجتمع في مشاركة المؤسسات الخدمية ورياض الأطفال. د. حصة خلفان الغزال محور الاستدامة مهم جداً لأي مشروع ومن ضمن خطة تطبيق المبادرات، قمنا بوضع استراتيجية للتطبيق بناءً على اعتماد دولي للمرافق الصحية تتبع لمنظمة اليونيسيف، فأي مؤسسة يجب أن يكون اعتمادها لمدة ثلاث سنوات وبالتالي يجب إلزامية متابعة التطبيق، وثانياً وجوب إعادة التقييم وثالثاً القيام بقياس المؤشرات والمسوحات. د. خالد عمر المدفع في طور المشاركة الإعلامية لمشاريع الشارقة المجتمعية، لا يخفى عليكم اهتمام تلفزيون الشارقة بهذه المشاريع وخاصة منها المهتمة بشأن الطفل فأول نقل خارجي مباشر لتلفزيون الشارقة خصص لتغطية حفل مهرجان الطفل وهنا تأتي أهمية دور الإعلام في تغطية هذه الفعاليات ونقلها إلى العالم الخارجي، كما نبادر من جهتنا بوضع أوقات محددة للقائمين على المشاريع، ومحاولة حث المجتمع للتفاعل معها. إضافة إلى ذلك يظهر اهتمام الإعلام بالطفل من خلال برامج الأطفال والتي تميز تلفزيون الشارقة لشموليته البرامج المختلفة التي يعرضها لكافة شرائح المجتمع وبالأخص للطفل. محمد دياب الموسى بدأ التعليم النظامي أوائل العام 1953، وكان تلفزيون الشارقة يركز على البرامج المحلية التي كانت موجهة للطفل، وشملت مختلف شرائح المجتمع فكان الهدف الذي تأسس على أساسه هو توجيه تربوي شامل، ثم قامت الدائرة الثقافية بعد بضع سنوات وكان لي الشرف أن أكون أول مدير لها وكان تركيزها الأول على الطفل، بعد ذلك تأسس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الذي كان يعنى بالطفل والأم أيضاً. وبعد قيام دائرة الثقافة في الثمانينيات من القرن الماضي، ارتفع عدد مراكز الأطفال في إمارة الشارقة وكانت هذه المراكز ترفيهية ولكن لأغراض تربوية ومن خلال مشاركتنا في مسابقات عربية ودولية كان تلفزيون الشارقة دائماً يفوز في البرامج المختصة ببرامج الطفل. أيضاً هناك معرض الشارقة للكتاب الذي كان يهتم بالطفل وأدب وكتب الطفل، وأصبح مع الوقت واحداً من أهم معارض الكتاب في العالم، كما تأسست في إمارة الشارقة أول مدرسة نموذجية في الدولة. وجائزة الشارقة للتميز والتفوق التربوي كانت أولى الجوائز التي تمت في إمارة الشارقة ومازالت في طليعة الجوائز، وكل هذه المؤسسات الثقافية التي تأسست كان هدفها الأول هو الاهتمام بالطفل، وعندما نقول إن الشارقة صديقة للطفل فهي فعلاً وليست قولاً فقط. إحسان مصبح السويدي لماذا لا يكون هناك علاقة تفاعلية بين الإعلام المرئي والإعلام المكتوب، كأن تنشر جريدة الخليج تقارير حول عديد الحوادث التي يتعرض لها الأطفال، وبالتالي يجب أن يكون هناك مرصد لهذه المشكلات الموجودة في المجتمع، ودور الإعلام المرئي يأتي للتنسيق مع الصحافة المكتوبة للوقوف على هذه الحالات ولتوعية المجتمع بهذه القضايا التي تهم المجتمع، إلى جانب تسليط الضوء على الندوات والفعاليات التي تستهدف المجتمع وفي القلب منه الطفل. عائشة سيف باعتبار الشارقة إمارة سباقة في الاهتمام بقضايا الطفل، فمن الضروريات التي أراها مهمة تتصل بإنشاء قناة تعليمية موجهة للطفل، وفي بداية تعييني كمديرة مدرسة منذ سنوات، اقترحت هذه الفكرة لما لها من الأهمية في تعزيز ثقافة الطفل وتربيته بالطريقة الصحيحة. د. خالد عمر المدفع في ظل اكتساح مواقع التواصل الاجتماعي لحياة الأسرة والتي طغى استعمالها على مشاهدة التلفزيون، نحن نرى أهمية توزيع المهام على مختلف المؤسسات المجتمعية لترجمة الأفكار المهمة ونقلها على برامج التواصل الاجتماعي، فهناك الكثير من المؤسسات التي ترغب في قنوات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل قناة خاصة بذوي الإعاقة أو قناة تهم الشأن السياحي بالإمارة وبالتالي دورنا كتلفزيون الشارقة هو توفير الدعم من تدريب للكوادر خاصة في مجال التصوير من خلال مركز التدريب الإعلامي لمؤسسة الشارقة للإعلام. إحسان مصبح السويدي من الضروري التسويق لحملة الشارقة إمارة صديقة للطفل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لتفاعل المجتمع معها أكثر من وسائل الاتصال الأخرى. خالد جاسم المدفع بوجود قناة خاصة بالطفل في تلفزيون الشارقة يمكن تعزيز الثقافة والتربية الصحيحة للطفل في ظل اكتساح مواقع التواصل الاجتماعي للأسرة والتي تؤثر سلباً في تربية وتفكير الطفل. موزة الشومي حكومتنا الرشيدة مشكورة لاهتمامها بجانب البنية التحتية الملائمة للأطفال حيث تم توزيع هذا الجهد على عدة مؤسسات مختلفة مثل وزارة الداخلية التي تحمل على عاتقها مسؤولية حماية المرافق، وقد قمنا بعقد ملتقى مباني صديقة للطفل والذي كان بالاشتراك مع دائرة الأشغال في الشارقة وكان من بين الشروط أنه عند إنشاء أي مبنى حكومي يتبع للدائرة نفسها، أن يأخذ بعين الاعتبار عند التصميم توفير مرافق خاصة بالطفل مثل أماكن اللعب، دورات المياه، غرفة رضاعة، وحضانة. كما قمنا بدعوة كبرى الشركات التطويرية للمشاريع وطلبنا منهم الأخذ بعين الاعتبار توفير المرافق الخاصة بالأطفال، رغم أن بعض الشركات مهتمة بهذا الجانب غير أن البعض الآخر يحتاج إلى متابعة مستمرة. ثم إن بعض مراكز تنمية مواهب الأطفال لا تخضع للشروط المطلوبة، حيث إنها تمارس أنشطتها بتراخيص اقتصادية دون مراعاة جانب الحماية والوقاية للأطفال، وبالتالي اضطررنا إلى التنسيق مع الدوائر الاقتصادية لإيقاف أي نشاط يهم الأطفال لا يخضع للشروط والمعايير المطلوبة، فبعض المزاولين للمهنة المتخصصين في متابعة الأطفال غير مناسبين لهذا النشاط وعلى هذا الأساس قمنا برفع الأمر إلى مجلس الوزراء الذين قاموا بدورهم بعديد الإجراءات من ضمنها ضرورة حصول أي شخص يعمل مع الطفل على رخصة مزاولة مهنة. توصيات الندوة الدعوة لتضافر جهود مختلف المؤسسات لتمكين الطفل وحمايته أوصت الندوة بضرورة تعزيز التعاون بين مختلف المؤسسات واستدامة البرامج والأنشطة الخاصة بحملة الشارقة إمارة صديقة للطفل، وأن إمارة الشارقة تمتلك بحق مقومات مدينة صديقة للطفل وأنها ملتزمة بالمعايير العالمية ولديها بنية تحتية وتشريعات وأنظمة وقوانين، فضلاً عن مختلف الخدمات من صحة وتعليم وترفيه ومرافق تحرص جميعها على سلامة الطفل وضمان أمنه على كافة المستويات. ودعت إلى تضافر كافة الجهود بين مختلف المؤسسات لتمكين وحماية الطفل، وعلى أن تخصص برامج مستدامة، وعلى أهمية أن يقوم القطاع الخاص بدوره الملتزم في المسؤولية الاجتماعية عبر تقديم الخدمات والدعمين المادي والمعنوي للاستثمار في كل ما من شأنه تحقيق الأهداف المرجوة لصالح الأطفال. وأوصت الندوة بأهمية دور الإعلام باعتباره شريكاً أساسياً في تنمية الأطفال وليس ناقلاً للأخبار فحسب، مع استحسان فكرة إنشاء قناة خاصة للأطفال توجههم وتنمي وتصقل من قدراتهم الثقافية والمعرفية، إلى جانب أهمية تطوير شراكات استراتيجية لتحسين نوعية البرامج المخصصة للأطفال، سواء أكانت إعلامية أم ثقافية أو صحية أو حتى ترفيهية... إلخ، وقياس كل تجربة ومدى التزامها بالمعايير، فضلاً عن عقد برامج توعوية للأطفال وأولياء أمورهم، بالإضافة إلى المتخصصين الذين يتابعون الأطفال في الحضانات والمدارس والمؤسسات المعنية، وأهمية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تسويق حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل وتعزيزاً لمفهوم التنمية الأسرية والاستثمار في الأطفال وتوجيههم ورعايتهم على كافة المستويات المشاركون في الندوة * خالد جاسم سيف المدفع:رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي في إمارة الشارقة. * د. خالد عمر المدفع:مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام. * صالحة عبيد غابش:مدير عام المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى للأسرة. * عائشة سيف:أمين عام مجلس الشارقة للتعليم. * محمد دياب الموسى:المستشار التربوي في الديوان الأميري. * موزة الشومي:مدير إدارة الطفل في وزارة الشؤون الاجتماعية، عضو المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. * المقدم عبدالله حميد:مدير مركز شرطة واسط الشامل. * الرائد الدكتور محمد خليفة آل علي:مدير مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل. * إحسان مصبح السويدي:رئيس لجنة الأسرة في المجلس الاستشاري بالشارقة. * د. حصة خلفان الغزال:مدير اللجنة التنفيذية لحملة الشارقة إمارة صديقة للطفل. * عبدالغفور الرئيسي:رئيس اللجنة الإعلامية وعضو مجلس إدارة نادي الثقة للمعاقين. * أحمد إبراهيم الطرطور:مدير إدارة حماية حقوق الطفل في دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة
مشاركة :