في إطار الهبّة الدولية للتكافل مع تركيا بمواجهة الزلزال المدمّر الذي ضربها في السادس من فبراير/ شباط المنصرم، يجتهد فريق من الأطباء الباكستانيون في خدمة متضرري الكارثة. ولهذا الغرض، أنشأ الأطباء الباكستانيون وحدة صحية لتوفير الخدمات الطبية للمرضى، في مخيم لاستقبال منكوبي الزلزال في قضاء دفنة بولاية هطاي جنوب تركيا، التي تضررت بفعل زلزال قهرمان مرعش. * تكافل باكستاني واسع أرسلت باكستان إلى تركيا حتى اليوم، 7 آلاف خيمة شتوية وأكثر من 33 ألف بطّانية، برًّا وجوًّا، فيما يُرتقب وصول 4 آلاف خيمة شتوية إضافية عبر الجو إلى تركيا في غضون الأسبوعين المقبلين. وفي موازاة ذلك، سارعت العديد من المنظمات الباكستانية للقيام بأنشطة إغاثية متنوعة في تركيا إثر وقوع الكارثة. وعقب نحو شهر من وقوع الزلزال، لا يزال العديد من الضحايا الذين دُمّرت منازلهم أو تضرّرت في المنطقة، يعيشون في مخيمات خاصة أنشأتها بلدية ولاية قوجه إيلي غرب تركيا. وفيما تعمل منظمات الإغاثة الرسمية والمتطوعون على تلبية احتياجات ضحايا الزلزال من مأوى ومواد غذائية، يحرص فريق الأطباء الباكستانيين على توفير الخدمات الصحية المجانية للمنكوبين. الفريق قدِم من ألمانيا تحت مظلة منظمة "الإنسانية أولًا" الإغاثية (Humanity First)، ومقرها المملكة المتحدة. وضمن أنشطة المنظمة، يعمل هؤلاء الأطباء مع مترجمين متطوّعين، معززين بذلك روابط الأخوّة التاريخية بين الشعبين التركي والباكستاني. * لا ننسى المساعدات التركية! وقاص أحمد، المدير الميداني لمنظمة "الإنسانية أولًا" الإغاثية في مركز استقبال ضحايا الزلزال في دفنة، قال للأناضول، إنهم سارعوا لتوفير الخدمات الصحية لمتضرري الزلزال في ولايتي عثمانية وهطاي بعد وقوع زلزال قهرمان مرعش. وأضاف أحمد، وهو أحد أعضاء مجموعة الأطباء الباكستانيين المتطوعين، أن "الفريق يضمّ أطباء من مختلف الاختصاصات، وهو موجود هنا لدعم المرضى والناجين من الزلزال والعمل على توفير الرعاية الصحية للجرحى وحالات الطوارئ". وتابع: "علينا ألا ننسى المساعدات الإنسانية السخيّة التي قدمتها تركيا لضحايا الزلزال الذي حدث في باكستان عام 2008". "نشعر أن علينا التضحية بكل ما نملك لتقديم العون للأشقاء في تركيا الذين لم يدّخروا أي جهد في مدّ يد العون لنا في الأوقات العصيبة، لهذا نحاول مساعدة متضرري الزلزال في تركيا ونبذل قصارى جهدنا لمساعدة أشقائنا في هذا البلد الذي نتشارك معه بروابط تاريخية ودينية"، استطرد أحمد. ولافتا أن "الأطباء الباكستانيين أجروا منذ مباشرتهم عملهم في هطاي أكثر من 8 آلاف معاينة"، أشار إلى أنهم "يشعرون بالفخر لمدّهم يد العون لتركيا، ويعملون على توفير كافة أنواع الدعم الصحي لضحايا الزلزال". * "نأمل أن يساعد الجميع تركيا" وأعرب الطبيب الباكستاني عن أمله في أن "يهرع الجميع لمساعدة ضحايا الزلزال ويبذلوا قصارى جهدهم بطريقة ما لتقديم الخدمات اللازمة للضحايا". وأشار إلى أن "الفريق يتكون من أكثر من 20 طبيبًا، معظمهم قدموا كمتطوعين من ألمانيا، إضافة لأطباء من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا". وتحدث عن مشاهدته "وصول الكثير من المتطوّعين من الناجين من زلزال عام 1999 (زلزال كولجك غربي تركيا) إلى المناطق المتضرّرة، للمساعدة في أعمال البحث والإنقاذ وتوفير المساعدات الإنسانية". بدوره، قال يوسف كوزليورت، أحد المرضى الموجودين في الوحدة الصحية التي أنشأها الأطباء الباكستانيون، إنه يعاني من ضيق في التنفس وآلام في القدم والظهر، وأن الأطباء فحصوه وأعطوه الدواء المناسب. وشكر كوزليورت الأطباء الباكستانيين على الجهود التي يبذلونها من أجل توفير خدمات الرعاية الصحية لضحايا الزلزال والمناطق المتضررة. وفي 6 فبراير/شباط 2023، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجات والثاني 7.6 درجات، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية، ما أودى بحياة عشرات الآلاف معظمهم في الجنوب التركي، إضافةً إلى دمار هائل. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :