- تدخلات الطبيب المغربي "زهير لهنا" جعلت ذاكرته تفيض بالكثير من القصص الإنسانية الناجحة، مثل قيامه بعملية خياطة جفن امرأة مسنة بعدما سقطت على وجهها حيث نجحت العملية، ومد يد العون لرجل مسن لا يقدر على الحركة، وتدريب شباب وشبات قرية على الإسعافات الأولية - وفق إحصاءات رسمية، تضرر من زلزال المغرب 2.8 مليون نسمة ونحو 2930 قرية، بينما انهار 59 ألفا و675 مسكنا، منها 32 بالمئة تهدمت كليا. منذ اندلاع زلزال المغرب يوم 8 من سبتمبر الماضي، يجوب "زهير لهنا"(ملقب بطبيب الفقراء) جبال المناطق المتضررة للمساعدة في عمليات جراحية وتقديم الإسعافات الأولية. لهنا يعمل جاهدا على استهداف القرى النائية، والتي تتطلب أحيانا التنقل مشيا على الأقدام أو بالاستعانة بالدواب. معاناة السكان وتدخلات الطبيب المغربي جعلت ذاكرته تتذكر الكثير من القصص الإنسانية الناجحة، مثل قيامه بعملية خياطة جفن امرأة مسنة بعدما سقطت على وجهها حيث نجحت العملية، ومد يد العون لرجل مسن لا يقدر على الحركة، وتدريب شباب وشبات قرية على الإسعافات الأولية. وأشاد الطبيب بكرم أهل القرية التي توجد في منطقة نائية غير معبدة الطريق. و"زهير لهنا"(56 سنة) طبيب مغربي تحدى الصعاب والعراقيل ليؤدي مهمته متخصصا في أمراض النساء والتوليد في أكثر من عشر دول بعضها يشهد حروبا وأخرى محفوفة بالمخاطر. تجربة تجربة لهنا التي قادته سابقا لعدد من الدول من أجل تقديم مساعدات طبية ساهمت في تسهيل مأمورية التحرك بجبال الأطلس الكبير، التي عرفت زلزالا مدمرا. وقال لهنا للأناضول إنه بمعية فريق يضم 5 أفراد يجوبون القرى من أجل تقديم الإسعافات الأولية وإجراء العمليات فضلا عن تقديم النصائح الطبية. وأشار إلى أن القوافل الطبية تكون محدودة الزمن، وتستهدف قرى قليلة، بدل تجربته التي تقوم على زيارة عدد كبير من القرى في إطار حملات طبية، فضلا عن عدم تضييع الوقت في الذهاب والمجئ للمبيت في الفندق بمدينة مراكش أو مدينة أخرى لأنه المسافة تتطلب ساعات طوال. وأوضح أن عمله في هذه المناطق سيمتد على مدى الطويل. قصص مؤثرة لفت لهنا أن زياراته انطلقت من قرى القريبة من ستي فاضمة(التابعة لمدينة تحناوت ). واعتبر أن الإصابات الخطيرة الأولية تم نقلها لمراكش من طرف السلطات أو إلى المستشفى العسكري ببلدة آسني، ويقتصر عمله حاليا على تقديم الإسعافات الأولية، وتقديم نصائح للذين يعانون من الأمراض المزمنة، وتضميد الجراح وتبديل الضمادات. وتابع قائلا "بقرية تماسنت(شمال)، رجل يعاني من شلل نصفي في ظل غياب الترويض ، مما تسبب له عدة أورام في ساقيه، ونعمل على معالجة ارتفاع الضغط الذي يعاني منه ، ونبحث له عن مروض الذي يجب أن يمكث معه على الأقل أسبوع، مع تعليم زوجته طرق الترويض في أفق أن يقف على رجليه وعلى الأقل التحرك قليلا". ومن القصص التي علقت في ذهن لهنا شاب يبلغ من العمر 19 سنة لديه شلل في الساقين، ولا يتوفر على الإمكانات والسرير الملائم، حيث عمل الطبيب المغربي على التنسيق مع ممرضة لمتابعة حالته. ولفت إلى أن البعد على المراكز الصحية يفاقم وضع المواطنين بهذه المناطق. الطبيب ويامنة استطاع لهنا بمعينة فريق من الأطباء الآخرين من التنقل لعدد من القرى النائية المتضررة من زلزل الحوز، مما خلف ارتياحا لدى الأهالي. لهنا يشعر بالسعادة عندما يدخل الفرحة لأهالي بلاده، لذلك فإن عدة قصص لا تزال عالقة في ذهنه، من بينها قصة يامنة (آمنة). وقال لهنا في تدوينة له بفيسبوك" يدعونها في الدوار يامنة، جدة في السبعينات اتت لعرض جرحها علي فور علمها بوجودنا في قريتها." واستطاع لهنا الوصول إلى هذه قرية في أعالي جبال الأطلس الكبير، لا تصل إليها سيارة رباعية الدفع إلا بشق الأنفس. آمنة أصابتها غيبوبة منذ ثلاثة أيام فسقطت على وجهها، فجرح وجهها و أصابها شق في أنفها والجفن السفلي من عينها. وبعدما أخذوها لمستشفى تحناوت الذي يبعد عن مسكنها بثلاثة ساعات على أقل تقدير، خيط لها الممرض جرح أنفها لكنها رفضت ان يخيط الجفن لأنها أحست بألم شديد و فضلت البقاء على هذا الحال. وأضاف لهنا" لما رأيت الجرح علمت أنه يحتاج للخياطة وإلا تتعرض يامنة لمكروه في عينها فطلب منها أن يجري لها عملية عبر خياطة الجفن، وطمأنها بكونه يتوفر على الأدوات الطبية، بما فيها المخدر الذي يساهم في عدم الشعور بالألم. ترددت يامنة بعض الشيء، وقبلت بشرط ألا تحس بالألم. وتابع" تشجعت ثم قبلت. فذهبنا إلى بيت ابنتها الذي تحول لقاعة عمليات في أعالي الجبال ... كانت يامنة محتاجة للطمأنينة والاحتواء لتستلم وتتركني أخيط جفنها الأسفل، عملية في حد ذاتها بسيطة، لكنها دقيقة". وأوضح الطبيب المغربي أنه بتشجيع من أبنائها وأهالي الدوار تمت الأمور في أحسن حال و لم تحس يامنة بأي أذى. لما انتهى لهنا من عملية طلب مرآة حتى ترى يامنة النتيجة بأم عينها. فأجابته: لا داعي لذلك فأنا أحس ان البرد لا يدخل في عيني لأنها أصبحت كما كانت من قبل . فضحكنا كثيرا... بعدما الانتهاء من العملية، قدم عائلة يامنة لهنا الشاي والخبز والزبدة و زيت الزيتون والعسل... وعلق على ذلك بالقول "كرم و صبر و لطف أغشى كل اللذين زاروا أهالي الجبال..." معادلة جديدة يعمل لهنا بالجانب العمل الذي يقوم به بتدريب فتيات وشباب القرى من أجل القيام بالإسعافات الأولية. ودعا الأطباء والممرضين المغاربة على زيارة هذه المناطق المتضررة. وقال إنه من الأفضل على الأطقم الطبية أن تقوم بحملات منتظمة طوال هذه الفترة، بدل القافلة الكبيرة التي تكون محدودة في الزمن وتتطلب لوجيستيكا كبيرا. طبيب العالم سافر "لهنا" إلى سوريا وقطاع غزة أثناء الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين عام 2014، وإلى أفغانستان خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية على تنظيم القاعدة عام 2001، وساعد مرضى في أكثر من أربع دول إفريقية، منها دول تعيش حروبا أهلية. و "لهنا" من مواليد عام 1966 في حي "درب السلطان" بمدينة الدار البيضاء (كبرى مدن المغرب)، درس في مسقط رأسه إلى أن حصل على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة)، ثم شهادة الطب عام 1992 من جامعة الحسن الثاني في المدينة، قبل أن يتوجه إلى باريس للتخصص في مجال طب النساء والتوليد، وبعد الدراسة استقر في فرنسا. وفي 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، ضرب زلزال مركزه إقليم الحوز، بقوة 7 درجات عدة مدن منها العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش (شمال)، وأغادير وتارودانت (وسط)، مخلفا 2960 وفاة و6125 إصابة، إضافة إلى دمار مادي كبير، وفقا لأحدث بيانات وزارة الداخلية. ووفق إحصاءات رسمية، تضرر من زلزال المغرب 2.8 مليون نسمة ونحو 2930 قرية، بينما انهار 59 ألفا و675 مسكنا، منها 32 بالمئة تهدمت كليا. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :