ما من منطقة في العالم يبدو انتشار الصين فيها أكثر وضوحاً منه في أفريقيا، وقد عاد الرئيس الصيني شي جينبينغ، أخيراً، من رحلة هناك، وعد خلالها المسؤولين الأفارقة بمنح بلادهم 60 مليار دولار أميركي في صورة استثمارات جديدة. وقد غدت بكين أكثر نشاطاً من الناحية الثقافية والتعليمية والعسكرية، وعلى سبيل المثال، شاركت في 16 مهمة حفظ للسلام تابعة للأمم المتحدة في أفريقيا، وتخطط لإنشاء أول قاعدة لها في جيبوتي. وتخشى الولايات المتحدة بوضوح من خسارة أنشطة الأعمال: التجارة الأفريقية مع الصين تجاوزت نظيرتها مع أميركا عام 2009، وتقلل بكين من أهمية الضغط الغربي لتحسين الديمقراطية وحقوق الإنسان لديها. ومع ذلك تظل النتائج النهائية لزيارة الرئيس غير معروفة. التعامل مع القارة لا يزال يمثل تحدياً، إلا أن كثيراً من الدول الأفريقية لا تزال تعاني الأزمات. جمهورية أفريقيا الوسطى أغرقت بالحرب الطائفية، ولا تزال جمهورية الكونغو الديمقراطية تعاني الصراع، وتدخل حملة رئاسية غير مؤكدة. وقتلت هجمات نوفمبر الماضي الإرهابية في مالي ثلاثة مواطنين صينيين. ويبدو أن مخاوف الغرب من الهيمنة الصينية مبالغ فيها في أفريقيا. وعلى الرغم من أن بكين حاولت التأقلم مع الانتقادات التي وجهت لها، فإن تقارير من مؤسسة راند أشارت إلى أن التصورات الأفريقية عن الصين تشتمل على مزيج من الموافقة واللامبالاة والاستهتار. وبينما تقلص الدور الأميركي هناك، فإن واشنطن تظل أكبر وأكثر شريك اقتصادي مميز بالنسبة إلى الدول الأفريقية. وتمتاز مشاريع الولايات المتحدة بأنها توفر ظروف عمل أفضل وتشتري البضائع المحلية وتحول تقنيات أكثر. وخسرت الولايات المتحدة أولويتها الاقتصادية في أفريقيا كما في آسيا لحساب الصين، إلا أنها تفعل الصواب طالما أن الأميركيين يختارون التنافس بدلاً من البكاء على عالم متغير.
مشاركة :