الشاهين الإخباري تحت رعاية سمو الأمير الحسن بن طلال أطلقت، اليوم الخميس، منظمة أطباء بلا حدود بالتعاون مع وزارة الثقافة النسخة العربية من كتاب “إعادة بناء الحياة: ضحايا الحرب في الشرق الأوسط ومنظمة أطباء بلا حدود” من تأليف الكاتبة وباحثة الأنثروبولوجيا الدكتورة فانيا كوفاتشيتش. وأكد سمو الأمير، في كلمة ألقاها مندوبا عنه وزير الصحة الأسبق الدكتور سعد جابر، أن منظمة أطباء بلا حدود قدمت الدعم الطبي الشامل للمتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاع والنزوح وغيرها من الأزمات بغض النظر عن المنطقة الجغرافية، أو العرق أو الدين أو العقيدة أو الانتماء وأوفت المنظمة بالتزاماتها بتقديم المساعدة للضعفاء والمهمشين في جميع أنحاء العالم. وأشار أن هذا الكتاب يُضفي طابع إنساني على الإحصائيات، ويؤكد أن الخسائر النفسية والوجدانية في الكوارث والحروب بالتزامن مع خسارة الأرواح والمجتمعات لا يمكن حصرها بالأرقام. ولفت سموه أن الكتاب يسلط الضوء على مشهد متعدد الأبعاد للمعاناة التي يسببها الصراع، فضلاً عن الدور الفعّال الذي تلعبه المساعدات الإنسانية في التخفيف من حدتها. ونوه إلى أن المساعدات الإنسانية، وبرغم دورها الفعّال، إلا أنها ليست حلاً للأزمات بل أن تمكين وتفعيل الأشخاص وتحديد الأولويات والتخطيط ضرورات للعمل على الحد من الأزمات بأشكالها المختلفة. مشدداً على أن الوقت قد حان للعمل من أجل شيء بدلاً من العمل ضد شيء ما. من جانبها قالت الكاتبة وباحثة الأنثروبولوجيا الدكتورة فانيا كوفاتشيتش، إن الكتاب يوثق عمل الواقع اليومي الذي يعيشه المرضى في المستشفى وبعد عودتهم إلى أوطانهم وبيوتهم، ويبحث ويوثق تجارب أولئك الذين تم تقديم الرعاية لهم. وأضافت أن الهدف العام للدراسة يتلخص في إثراء المعارف التي قد تضع حجر الأساس لمقاربة أكثر شمولاً إزاء إعادة التأهيل ومقاربة من شأنها أن تتأقلم بما يتناسب مع احتياجات المرضى على المدى الطويل. وقالت الدكتورة كوفاتشيتش: “في السياق الإنساني، تُبذل الجهود اليومية لتوفير الرعاية الطبية بمستوى عالٍ من الحماس والمثابرة. ومن واقع خبرتي كعالمة أنثروبولوجيا طبية، فإن خلق بيئة تحاورية مع متلقي المساعدات الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني أمر ضروري لضمان تحديد ومعرفة الاحتياجات ومعالجتها وتعديل الأنشطة والبرنامج بما يتماشى معها”. ويُعد الكتاب الذي أطلق باللغة الإنجليزية وترجم إلى العربية والفرنسية، ثمرة ثلاثة أعوام من التعاون بين منظمة أطباء بلا حدود، وباحثة الأنثروبولوجيا الدكتورة فانيا كوفاتشيتش، وهو بحث مستقل يركز على برنامج أطباء بلا حدود للجراحة التقويمية الذي يعني بضحايا الحرب في الشرق الأوسط، وعلاجهم في الأردن قبل عودتهم إلى أوطانهم. ويصف الكتاب ضحايا حرب سوريين وعراقيين، ويبحث في تفاعل طواقم أطباء بلا حدود والمرضى وكيف أسهم هذا التفاعل في مهمة العلاج والتعافي. كما يقدم الكتاب نظرة للواقع اليومي للمرضى أثناء وبعد مرحلة الترميم ويسعى إلى تطوير آلية جديدة لإدراك مشاعرهم وفهمهم واحترامهم وإشراكهم في الرعاية الصحية. وخلال الحفل عقدت ثلاث جلسات نقاشية حول الكتاب بحضور أطباء ومختصين ومرضى، وعرض صور للمصور مويسس سامان الحائز على جائزة ماغنوم الدولية للتصوير الفوتوغرافي والعديد من الجوائز الأخرى. يذكر أن منظمة أطباء بلا حدود تدير برنامج الجراحة الترميمية في عمان منذ عام 2006، والذي يهدف إلى تقليل الآثار الجسدية والنفسية للحروب في منطقة الشرق الأوسط. الوسوم الاردن الشاهين الاخباري
مشاركة :