أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين اليوم (الخميس) رفضها دعوة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش "لمحو" بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية. وقال بيان صادر عن البعثة تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن تصريحات سموتريتش "غير مقبولة" وتعد تحريضا على العنف العشوائي في وضع متوتر للغاية بالفعل. واعتبر البيان أن التصريحات متعصبة وغير مقبولة وتسير في عكس الاتجاه المطلوب، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل منها والعمل مع جميع الأطراف المعنية لنزع فتيل التوتر. وأعرب البيان عن قلق الاتحاد الأوروبي البالغ إزاء تصاعد العنف على الأرض، مؤكدا ضرورة اتخاذ تدابير فورية لخفض التصعيد. ودعا سموتريتش وهو زعيم الصهيونية الدينية بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية العامة "لمحو" حوارة التي تعرضت ليلة الأحد لهجمات غير مسبوقة من المستوطنين الأمر الذي قوبل بتنديد ورفض فلسطيني وعربي ودولي. وقال سموتريتش في كلمة خلال مؤتمر نظمه موقع ((ماركر)) الاقتصادي الإسرائيلي في القدس إن حوارة يجب أن تمحى وأعتقد أن على دولة إسرائيل أن تفعل ذلك وليس المستوطنين. وتعرضت قرى وبلدات جنوب نابلس خاصة حوارة ليلة الأحد الماضي إلى نحو 300 هجوم تمثلت في حرق منازل ومركبات وتحطيم نوافذ تحت حماية قوات الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وجمعية الهلال الأحمر في حينه عن مقتل سامح الأقطش (37 عاما) وإصابة أكثر من 300 آخرين بالاختناق جراء الغاز المسيل للدموع والكدمات بفعل اعتداء قوات الجيش والمستوطنين على قرى جنوب نابلس. إلى ذلك، أفادت الإذاعة العبرية العامة بأن المحكمة الإسرائيلية أطلقت سراح معتقلي أعمال الشغب العنيفة الثمانية في حوارة اليوم، وبعد ذلك بوقت قصير فرض على اثنين منهم، أحدهما قاصر، اعتقال إداري لمدة أربعة أشهر بموجب أمر وقعه وزير الدفاع يواف غالانت بتوصية جهاز الأمن العام (الشاباك). من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إقدام المحكمة بإطلاق سراح المستوطنين الذين اعتقلوا بشبهة الاعتداء في حوارة بزعم عدم وجود أدلة. وقال البيان إن القرار دليل على أن منظومة القضاء والمحاكم في إسرائيل "جزءا لا يتجزأ من منظومة الاحتلال نفسه واثبات جديد على تورطها والحكومة في التغطية على الجريمة ومرتكبيها وتوفير الحماية القانونية لهم"، على حد قول البيان. وفتح مسلح فلسطيني النار تجاه مركبة إسرائيليين اثنين في بلدة حوارة يوم الأحد الماضي ما أدى لمقتلهما، وفي أعقاب ذلك، هاجم مستوطنون البلدة وأحرقوا عشرات المركبات والمنازل الفلسطينية فيها.
مشاركة :