موسكو – أحمد فايز ألوان زاهية لعالم النباتات، وشفافية مياه الأنهار الجبلية، والجبال الشامخة، سوف تتذكرها طوال حياتك، عند زيارة إلى أبخازيا الغنية بالبحيرات الجبلية، والتي من بينهم “بحيرة ريتسا” رائعة الجمال على وجه الخصوص، ففي كل عام يذهب إليها الآلاف من السائحين لرؤية هذا الإبداع الطبيعي الذي لا ينسى بأعينهم، وسبحان الخالق، بحيرة ريتسا هي أشهر المعالم الطبيعية في أبخازيا، وهي بحق لؤلؤة القوقاز بأكمله، وهي أكبر بحيرة في أبخازيا، لها شكل مستطيل، طولها 2.5 كم، وعرضها من 270 إلى 870 مترًا، تبلغ مساحتها 1.25 كيلومتر مربع، ويتراوح العمق من 63 إلى 131 مترًا، تغذيها مياه الأنهار الجبلية والينابيع الجليدية والجداول، تقع على الجانب الشرقي من سلسلة جبال جاجرا على ارتفاع 950 مترًا فوق مستوى سطح البحر. إن شفافية مياهها مدهشة، ترى فيها كيف تعيش الأسماك في المياه، والسلمون المرقط يلعب ويلتقط خطاف الصيادين، تشكلت منذ نحو 250 سنة، وهي محاطة من جميع الجوانب بجبال شاهقة (أتسيتوك وأريهوا وبشيغيشكا)، قممها تتألق دائمًا بثلج غير قابل للذوبان حتى في فصل الصيف، ومن المثير للاهتمام هو أن مياه البحيرة تحتفظ بشفافيتها، ولا ترتفع درجة الحرارة على 18 درجة، في فصل الشتاء الشديدة تتجمد البحيرة، لكن سمك الجليد لا يتجاوز 5 سم، وأحد أهم عوامل الجذب فيها هو قدرتها على تغيير لونها، فإن لون المياه متغير للغاية ويعتمد غالبًا على الظروف الجوية والمواسم، فيروزية زمردية في الصيف والربيع، وفي الشتاء تتحول إلى مرآة زرقاء دخانية باردة، ويعتبر صيد الأسماك في بحيرة ريتسا إحدى أفضل وسائل الترفيه، حيث توجد الأسماك بكثرة في بحيرة ريتسا، ويمكن صيد سمك السلمون المرقط أو السمك الأبيض اللذيذ، كما يمكن أخذ صور تذكارية للمناظر الطبيعية الخلابة، واستنشاق الهواء النقي، لقد تم تطوير البنية التحتية السياحية حول البحيرة، بما في ذلك موقف سيارات كبير مجهز، والكثير من محال بيع التذكارات، حيث يمكن شراء الهدايا التذكارية الخشبية اليدوية والعديد من الحلي الأخرى، وكذلك جميع أنواع الأعشاب الجبلية، كما توجد مقاهٍ على محيط البحيرةق حيث يمكن طلب حساء سمك السلمون المرقط الطازج أو السمك المشوى اللذيذ، وبعد تناول الطعام الجيد والمشي على الساحل، يمكن الذهاب في رحلة بالقارب حول البحيرة للاستمتاع بروعة مشاهد الماء والاستمتاع بالسلاسل الجبلية الضخمة. في الطريق إلى بحيرة ريتسا: بحيرة ريتسا محاطة بالكامل بالكثير من المعالم السياحية، تشاهد على شاطئها مبنى أخضر زجاجي مختبئ بين أشجار التنوب والصفصاف الباكي، هو منزل الزعيم ستالين، تم الحفاظ على التصميم الداخلي، الذي تم إنشاؤه على الطراز السوفيتي الرسمي سليمًا، فإن السائحين دائمًا لديهم انطباع بأنهم أصبحوا مسافرين عبر الزمن، بجانب هذا المبنى يوجد منزل الزعيم خروتشوف، متصل بالمبنى بواسطة معرض، بدأ تشييده من قبل شخصية تاريخية مشهورة أخرى من الحقبة السوفيتية الزعيم ليونيد إيليتش بريجنيف. تنطلق الرحلات إلى بحيرة ريتسا ليس فقط من منتجعات أبخازيا، ولكن أيضًا من سوتشي، (تستغرق الرحلة من غاغرا حوالي ساعة، من سوتشي أدلر – أكثر من ساعتين) خلال الرحلات، لا يزورون البحيرة فحسب، بل يزورون معالم سياحية أخرى في “منتزه ريتسا ريليك الوطني”: البحيرة الزرقاء، وشلال دموع الرجال، وشلال دموع الفتاة، وشلال جيغ، ومضيق يوبشار، وشلال منقار الطيور، وشلال مولوشني، ويمرون على معارض العسل الجبلية، والمقاهي المغرية تقع كل هذه المعالم على طول الطريق الوحيد المؤدي إلى البحيرة، خلف البحيرة على طول الطريق، توجد العديد من الأماكن الأكثر جاذبية أيضًا مثل: وادي البحيرات السبع، بحيرة مزو، قرية آدخارا، والتي يقع بالقرب منها نبع ماء آدوخارا الذي يشتهر بخصائصه العلاجية والتركيب الكيميائي للماء فيه فريد من نوعه، لكن عادة ما تتم زيارتها في شكل رحلات منفصلة أو رحلات مستقلة. لا يوجد مطار دولي في أبخازيا؛ لذلك على المسافر طلب تأشيرة متعددة الدخول لروسيا أولًا عبر السفارة الروسية، ثم السفر إلى مطار “سوتشي” الروسي على البحر الأسود، والانطلاق منه برًا بالحافلات نحو أبخازيا. بحيرة ريتسا هي المكان المثالي للاسترخاء وتجربة الطبيعة الرائعة لأبخازيا. هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.