توصيف علاقة حزب الله والمردة بـ'زواج المتعة' يؤجج أزمة لبنان

  • 3/3/2023
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - كادت تغريدة سياسية نشرها قيادي بارز في حزب القوات اللبنانية أن تفجر فتنة في لبنان الغارق في أزمة مالية وجمود سياسي هو الأسوأ في تاريخه، حين تحدث عن تحالفات الثنائي الشيعي مع تيار المردة الذي يتزعمه سليمان فرنجية أحد الشخصيات المترشحة لرئاسة لبنان بدعم من حزب الله وحركة أمل. وفجرت تغريدة لرئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات الوزير السابق ريشار قيومجيان الخميس على حسابه بتوتير، توترا مع حزب الله والطائفة الشيعية التي دعت لاستنكار ما نشره حول زواج المتعة لدى الشيعة في حديثه عن تحالف الثنائي الشيعي (حزب الله وأمل) وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية، بينما قدم هو اليوم الجمعة اعتذاره، معتبرا أنه أسيء فهم منشوره الذي كان ردا سياسيا على وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري زعيم حركة أمل (الشيعية) مرشح المعارضة للرئاسة بـ"تجربة طفل الأنبوب". وقال قيومجيان إن تغريدته حول زواج المتعة لدى الشيعة اعتبرها البعض إساءة دينية للطائفة الشيعية، موضحا أن التغريدة سياسية صرفة، مضيفا في بيان أنه وفي معرض الردّ على مواقف بري الأخيرة عبر صحيفة الأخبار اللبنانية، "استخدمت في تغريدتي السياسية الصرفة مصطلح زواج المتعة لتوصيف العلاقة بين الثنائي حزب الله-أمل وحلفائه". وكان  قيومجيان قال أمس الخميس عبر صفحته بموقع تويتر "إن قحط الشيعية السياسية مهما بالغت بالفوقية تجربة الأنبوب تأتي بمولود شرعي من أب وأم معروفين بينما زواج المتعة، ولو شرّعه الفقه، يبقى حالة زنى تأتي بلقيط تخجل به أمه، وأبوه الفعلي غير أبوه الإسمي". وأوضح في تصريح لاحق أنه لم يقصد "بتاتا الإساءة إلى الطائفة الشيعية. وقال "ما قصدته بزواج المتعة هو الزواج السياسي بين الثنائي الشيعي ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية وفحوى حديثي كان في الإطار السياسي فقط ". وتابع "من يعرفني يدرك مدى احترامي لكافة الأديان والطوائف والعقائد وللطائفة الشيعية الكريمة ومصطلح زواج  المتعة السياسي سبق أن استخدم لوصف علاقة حزب الله والتيار الوطني الحر وكذلك العلاقة بين الثنائي حزب الله وأمل و تيار المردة". وتعرض القيادي في حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، إلى انتقادات حادة خاصة من قبل حزب الله الذي دعا الجمعة المرجعيات الدينية والقوى السياسية إلى استنكار تصريحات قيومجيان التي وصفها بأنها مسيئة للشيعة. وقال حزب الله المدعوم من إيران والذي يعتبر القوة النافذة سياسيا وعسكريا في بيان "أدلى المسؤول في القوات اللبنانية ريشار قيومجيان بتصريحات مُدانة ومستنكرة ومرفوضة، أساء فيها إلى المسلمين الشيعة في لبنان وفي العالم ومعتقداتهم ومذهبهم إساءة بالغة". وتابع "تصريحات المسؤول المذكور وما تضمّنته من عبارات مُقزّزة أمر لا يُمكن السكوت عنه في أي حال من الأحوال ويستوجب الرفض والاستنكار من كل المرجعيات الدينية على وجه الخصوص وسائر القوى السياسية عامة واتّخاذ  الإجراءات والتدابير كافة في حقّ الشخص المذكور من قبل الجهات المعنية والمختصة." ورأى حزب الله أن قيومجيان تعرّض إلى كرامات المسلمين الشيعة بلغة وصفها بـ"الوضيعة وتكشف حالة الانحطاط الفكري والثقافي الذي وصلت إليه بعض القوى السياسية في البلاد وممثلوها والناطقون باسمها والعجز الفادح عن مواجهة الموقف السياسي بمثله والتصريح بالتصريح والرأي بالحجة والبرهان المضاد والانزلاق الأهوج إلى الخلط المتعمد بين الخلاف السياسي المشروع والإساءة إلى الأديان والمذاهب والجماعات والأعراض". وقال أيضا "إنّ تبادل التصريحات السياسية الحادة جزء من حالة البلاد العامة التي اعتاد عليها اللبنانيون بما فيها تلك التي تخرج أحيانا عن حدود اللياقة والآداب والمنطق مع الأسف الشديد". وصدر عن هيئة علماء بيروت اليوم الجمعة بيان جاء فيه أن "ما تناوله مسؤول العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية ريشار قيومجيان يمثل اعتداء وقحا على معتقداتنا الدينية التي يكفلها الدستور اللبناني الذي يتغنون به كذبا وزورا". كما صدر عن جبهة العمل الإسلامي بيان قالت فيه إن "كلام رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية المدعو ريشار قيومجيان هو كلام مغلوط ومحض افتراء لأنه مس وتعرض إلى حيثية فقهية من حيثيات مذهب إسلامي معتبر وأن الاعتذار منه بعد توضيح ما قاله بشكل مجتزأ لا يفي بالمطلوب لأنه مغاير تماما لما قاله بوضوح". وخلصت إلى القول "بات اليوم أكثر من أي وقت وضع قيود وضوابط لكل من يفتري على الله وعلى دينه وشرعه بالتجديف وبالرأي الذي يناسب قناعاته حتى ولو أدى هذا الأمر إلى مشكلة حقيقية مع مكون من مكونات المجتمع اللبناني".

مشاركة :