10 ركائز تعزز مهارات الخريجين لمواكبة وظائف المستقبل

  • 3/4/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أحدثت تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ثورة في برامج حاسوبية تحاكي القدرات الذهنية فأصبحنا أمام متغيرات جديدة تتطور بسرعة فائقة، مما يتطلب البحث وإعادة النظر في أساليب التعليم ذاته. وظهرت الحاجة ملحة لتطوير البرامج الأكاديمية وذلك للاستعداد والجاهزية في إطار تقنيات حديثة من المتوقع أن تغير موازين التعليم ومقدراته، بل ستقلب موازين وظائف المستقبل والمهارات اللازمة لها نتيجة تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي. وفي هذا الإطار أوضح عدد من المسؤولين والمختصين لـ«البيان»، أن سوق العمل يشهد منافسة شديدة على مستوى العالم، ولا يعترف إلا بالأفضل، لذا يجب تزويد الخريجين بالمهارات اللازمة وتطويرها باستمرار وهي ليست مجرد مهارات تقنية تحتاج إلى تنميتها، بل هناك مهارات ذاتية وشخصية ينبغي أيضاً العمل عليها وتطويرها. وذلك لأننا مع انتقالنا إلى الثورة الصناعية الرابعة، واستمرار وتيرة التغيير، تتبدل المهارات التي يحتاجها الموظف في مكان العمل. وقدموا 10 ركائز لمواجهة تحديات الثورات الصناعية وتعمل على تعزيز مهارات المستقبل. وهي: إعادة هندسة المساقات التعليمية والمناهج الدراسية منذ المراحل الدنيا، ومواكبة المناهج الدراسية للمتغيرات على مستوى العالم، وإعادة تأهيل الكادر الأكاديمي تكنولوجياً. وإعادة تطوير المناهج الدراسية باستمرار بما يواكب سرعة وتيرة التقدم التكنولوجي، وإعادة هندسة هيكلة الجامعات بحيث تقوم على عنصرين مهمين وهما الطالب والمعلم، وإعادة النظر في تقييم الطالب على أساس معرفي وليس كمياً. وأن تكون عملية تقييم الطالب مستمرة طوال العام الدراسي أو الأكاديمي، وإعادة النظر في معايير ترخيص جامعات المستقبل بغرض زيادة رقعة الجامعات الذكية، وضمان الجودة في التعليم بصرف النظر عن الأساليب، وتعزيز المهارات الناعمة لدى الطلبة. وقالوا: رغم أن زمن الروبوتات قد بدأ بالفعل، حيث ستشغل «الأتمتة» أكثر من 11 مليون وظيفة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها في العقد المقبل، وذلك حسب تقرير أصدرته شركة «فورستر» (Forrester) أخيراً، إلا أنه ستظهر مكانها وظائف أخرى للبشر شريطة أن يطوروا مهاراتهم وقدراتهم بشكل دائم ومستمر كي يبقوا في سوق العمل. وألا يفقدوا مهنهم ووظائفهم، وهذه المهارات جزء منها ذاتي مثل الذكاء العاطفي، وتنمية مهارات التواصل، والمرونة العقلية، والقدرة على تقبل التغيير والتأقلم معه، وجزء آخر تقني بحت مثل القدرة على تحليل البيانات الضخمة، والتعامل مع الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات والمهارات. تعزيز المهارات وأكدت منى غانم المري نائب رئيس مجلس دبي للإعلام والعضو المنتدب، ضرورة تعزيز المهارات التكنولوجية لدى طلبة وخريجي الإعلام، بما يواكب المتغيرات في الذكاء الاصطناعي والبيانات والتقنيات الثورية، مشيرة إلى أن خريج الإعلام مستقبلاً يمكنه أن يكون متعدد المواهب بفضل التكنولوجيا، حيث يمكنه أن يصبح صحفياً أو شاعراً أو حتى ممثلاً وغير ذلك. وأشارت إلى أن مستقبل سوق العمل في قطاع الإعلام سيكون مبنياً على تقديم محتوى إعلامي أفضل، مع ضرورة التفكير بشكل خلاق للتكيف بشكل إيجابي مع الزخم الإعلامي في ظل التحول الرقمي، لضمان تلبية متطلبات الجمهور وتعزيز التواصل معه بشكل مستمر وضمان الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع مع الالتزام بإيصال رسائل واضحة ومباشرة وليست مبهمة من خلال منصات وتقنيات الإعلام الرقمي، عبر سد فجوة المهارات لمواكبة الثورات الصناعية القادمة وما بعدها. وأكدت أن التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة هي فرصة لتسهيل وتسريع العمل الصحفي، وليست تهديداً باعتبار أن العنصر البشري هو الأساس في إنجاح عملية إيصال المعلومة الصحيحة إلى الجمهور المستهدف. مرونة التعليم من ناحيته يرى الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، بأن المستقبل سيعتمد على المرونة وستكون هناك طفرة تعليمية متسارعة ستخلق أثراً فارقاً من التسارع بمقدار 10X بحيث ستتميز هذه التطورات بقفزات سريعة وتغيرات غير مسبوقة. وعرف الدكتور البستكي الطفرة التعليمية بأنها النظام التعليمي الذكي والمرن الذي سيعتمد على تقنية فائقة السرعة ومعتمدة وآمنة تحمل صفر تأخير، أي أن التعلم سيكون حسب خيارات الطالب مما سيخلق طفرة في النظم التعليمية، حيث سيتمكن الطالب من اختيار نظام المدرس والمنهج والوقت والجهاز والمكان المرن، كما يمكن للمتعلم اختيار موعد وسنة التخرج. وأضاف أن التكنولوجيا تلعب دوراً رئيساً في هذه الطفرة التعليمية، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز وإنترنت الأشياء والبيانات الكبيرة والسحابة الحاسوبية وطباعة ثلاثية الأبعاد والأمن الإلكتروني والبلوكشين وميتافيرس والتكنولوجيا النانوية والجيل الخامس والسادس. وشدد البستكي على أهمية مواكبة التغيرات التعليمية والتكنولوجية المتلاحقة، لافتاً إلى أن دولة الإمارات رائدة عالمياً في تطبيق الطفرة التعليمية الذكية والتكنولوجيات المصاحبة لهذه القفزات كونها سباقة دائماً في العديد من المجالات. وقال إن التطبيق الجديد Chat GPT الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي أثار حفيظة المؤسسات التعليمية وتخوفها من عدم القدرة على قياس مهارات الطالب الحقيقية،. حيث يمكن لهذا التطبيق أن يحل محل المدرس وأن يقوم بالأبحاث عن الطالب ويكتب مواضيع التعبير وغيرها، فيما شرعت بعض الجامعات في الاستفادة منه وكذلك تصميم برامج تكشف النسخ عن هذا التطبيق. وأضاف أن هذه التقنيات والبرامج ستخلق طفرة في مجال التعليم عبر ما يسمى بالكون الموازي الافتراضي أي عالم ميتافيرس، الذي سيحاكي العالم الحقيقي الذي سيكون فيه قريناً (avatar) أو أكثر لكل شخص، وهذا القرين سيمثلنا في كل مكان وسيتفاعل مع البيئة الافتراضية دون اللجوء إلى صاحبه. حيث إن القرين سيتعلم ويعلم وسيشتري ويبيع وسيحل محل صاحبه في كل الخدمات الممكنة التي يحتاجها. وأشار إلى أن هذه التطبيقات الذكية ستنتج طفرات تكنولوجية وتعليمية ستغير من وظائف المستقبل بشكل كبير ومتسارع، وستكون مختلفة تماماً عن وظائف الحاضر. حيث ستستحدث وظائف مثل السائح الفضائي والمزارع للتعديل الوراثي والمزارع العمودي والمطبب عن بعد وإعادة هندسة تغيير المناخ وغيرها.وأكد أن دولة الإمارات مدركة هذه التحديات ومؤهلة لقيادة العالم في مجابهة هذه التحديات وابتكار الحلول وتطبيقها لتصبح رائدة في تصميم وإنتاج المعرفة. أدوار المستقبل ويختلف الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، مع فكرة انقراض بعض الوظائف، ويرى أن الوظائف ستتوفر بأشكال وأدوار جديدة، مشدداً على أهمية تدريب وتأهيل الطلبة لأدوار المستقبل وهي تعليم الآلة. وأضاف أن الجامعات التي لن تواكب هذه المتغيرات ولم تباشر بتأهيل طلبتها على الأدوات والأساليب التكنولوجية الحديثة ستصبح في ذاكرة النسيان. وأشار إلى وجوب إعادة هندسة التعليم التي طالما نادت بها جامعة حمدان الذكية منذ نشأتها وأن يتم إعادة النظر في العملية التعليمية وأساليب الامتحانات وتقييم الطلبة. مؤكداً أن الطرق التقليدية لن تجدي، ويجب أن تكون الامتحانات وطرق التقييم قائمة على أساس المهارات، بطريقة متصلة ومستمرة على أساس معرفي وليس كمياً. وأضاف أن أعضاء هيئة التدريس وأعضاء الهيئة الأكاديمية هم رهان الفرس في عملية تطوير وإعادة هندسة التعليم، لأن الطلبة أفهم وأقدر في التكنولوجيا، مشيراً إلى أن جامعة حمدان الذكية ربطت استمرار عضو هيئة التدريس على رأس عمله بمهاراته التطويرية لخدمة التكنولوجيا، وتعمل بمبدأ الخبرة تساوي المهارة. وأكد أن الجامعات هي المسؤول الأول عن البطالة في العالم العربي، وهي من يجب أن يحاسب في ذلك كونها قصرت في تزويد الطلبة بالمهارات المستقبلية اللازمة للمنافسة والاستمرار في سوق العمل لأن البقاء للمهارات. تحديث وتسريع ويقول الدكتور يوسف العساف رئيس جامعة روشستر للتكنولوجيا بدبي، إن التطبيقات والتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي فرصة يجب أن تستثمرها الجامعات في عملية تطوير وتحديث برامجها وتسريع وتيرة التعليم، وقد تختصر سنوات الدراسة، بحيث تواكب المستقبل وتحدياتها. وأوضح أن هذه التكنولوجيا مفيدة في العملية التعليمية، إذا لم يسيء استخدامها لذا يجب احتضانها والاستفادة منها، لافتاً إلى أن تقييم الطالب يجب أن يكون عبر قياس مهاراته في إيجاد الحلول للتحديات. وقال إن الخريج مستقبلاً سيتعين عليه إعادة صياغة نفسه ليجاري التطورات التكنولوجية المتسارعة، مشدداً على ضرورة أن تركز الجامعات على تزويد الطلبة بالمهارات الناعمة مثل التفكير الإبداعي والعمل ضمن الفريق الواحد وغيرها. ومن جهته يقول الدكتور سعيد خلفان الظاهري مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي: نحن نعيش في عصر متسارع التحول، بما يفرض علينا إعادة النظر في كثير من الأشياء في مجتمعنا وفي حياتنا ‏ومنها الطريقة التي نعلم بها جيل اليوم وجيل المستقبل. ‏وأضاف: هناك تسارع في تطور التقنيات وشاهدنا في 2022 ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تطبيقات توليد الصور والفيديو من النصوص وكتابة النصوص والمقالات والإجابة عن الأسئلة مثل تطبيق شات جي تي، كما دخل العالم الآن في اقتصاد الإبداع، وأصبح بمقدور كل شخص أن يبدع ويرسم صوراً فنية متميزة ويكتب مقالات لم يستطع أن يكتبها من قبل ويؤلف شعراً وهو ليس بشاعر. وأشار إلى أن تطبيق «تشات جي بي تي»، يزعزع كل المجالات ومنها التعليم ورأينا استجابة بعض الدول مثل أستراليا ومدينة نيويورك في أمريكا في حجب الوصول للتطبيق من المدارس ووضع سياسات لمنع الطلبة من استخدام التطبيق لكتابة الواجبات المنزلية والمقالات العلمية أو الإجابة عن أسئلة الواجبات. ويرى الدكتور الظاهري أنه يجب على صناع القرار والمسؤولين في التعليم حول العالم إعادة النظر في طرق التقييم التي عفا عليها الزمن، لافتاً إلى أن التغيير يعتبر تحدياً كبيراً يواجه التعليم اليوم. وأشار إلى المثل الذي يقول: «إذا درسنا لأبنائنا اليوم مثل ما كنا نُدّرس بالأمس فإننا نسلب منهم الغد أي (المستقبل)»، ونوه بأن هذا المثل ينطبق على ما يحدث الآن من ردة فعل تجاه الإمكانيات التي يوفرها تطبيق «تشات جي بي تي» للتعليم في حل الواجبات وكتابة المقالات، حيث يرفض الناس التغيير بغض النظر عن إيجابياته. «تسميم» المحتوى ومن ناحية أخرى، أشار إلى أن مثل هذه التطبيقات والتقنيات قد تعطي نتائج ومعلومات مغلوطة في كثير من الأحيان وقد تعطي معلومات عامة قريبة من الواقع وقد تكون مضللة أحياناً، وبالتالي فإن هذا التطبيق لا يمكن الاعتماد عليه بنسبة 100% وسينتج عنه كتابات ومعلومات خاطئة مما سيؤدي إلى ما يعرف بـ«تسميم» المحتوى الموجود في الإنترنت، وبالتالي حتى الإجابات التي قد يحصل عليها الطلبة ممن يلجؤون إلى هذا التطبيق ستحتاج لمراجعة وتدقيق من الطالب للتأكد من مدى صحة ودقة هذه الإجابات. 6 مليارات قيمة الذكاء الاصطناعي في التعليم بحلول 2024 حول تأثير التطبيقات الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي على المشهد التعليمي، تقول الدكتورة نعمت الجيار مدير برنامج الدراسات العليا للذكاء الاصطناعي في كلية الرياضيات وعلوم الحاسوب في جامعة هيريوت وات بدبي: إن الذكاء الاصطناعي قادر على مواجهة بعض أكبر التحديات في التعليم وسيسهم في ابتكار ممارسات جديدة ومرنة للتدريس. وأضافت: «وفقاً لتقرير اليونسكو، من المتوقع أن تبلغ قيمة الذكاء الاصطناعي في التعليم 6 مليارات دولار بحلول عام 2024، مشيرة إلى أن إحدى مميزات أدوات الذكاء الاصطناعي هي تحسين أنظمة تقييم الطلبة، مما يساعدهم على أن يصبحوا أكثر كفاءة وأن يكون التقييم أكثر دقة وبالتالي تحقيق العدل». وأشارت إلى أنه بحسب دراسة «الذكاء الاصطناعي العالمية» التي أجرتها شركة PwC، قد تصبح 30 % من الوظائف معرضة للزوال بحلول عام 2035، بسبب استبدال العنصر البشري بالآلة، مما يحفز على تطوير المهارات الضرورية للخريجين لمواكبة المتغيرات. وقالت الدكتورة الجيار: يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أيضاً تحديد الأنماط وتنبيه المعلمين لها، ليتعرفوا على المزيد من عادات الطلبة وإنشاء جدول دراسي جديد يتماشى مع متطلباتهم بشكل أفضل وأكثر دقة، ورغم ذلك قد تحمل هذه التطورات التكنولوجية تحديات. وحول الفوائد التي سيجنيها الطلبة والأساتذة من هذا التطور، بينت الجيار، أن ظهور أدوات وتطبيقات جديدة للذكاء الاصطناعي مثل «شات چى بى تى» يشكل تحدياً قد يهدد قدرة الطالب على الابتكار والإبداع، لا سيما وأن هذه المنصات تعتمد أساساً على جمع المعلومات والبيانات من شبكات الإنترنت. وفي بعض الأحيان قد تكون غير موثقة، ويتعين على المستخدمين التأكد منها، فضلاً عن التحدي الرئيس لاستخدام هذه المنصات ألا وهو ضمان الاستخدام الأخلاقي والشامل والمنصف للذكاء الاصطناعي في التعليم، وكيف يمكن للتعليم أن يعد البشر للعيش والعمل مع أدواته المتطورة، وكيف يمكن لهذه التطبيقات تحسين وتعزيز التعليم وتقديم تجربة تعليمية استثنائية للطلبة والأساتذة على حد سواء. وأكدت الجيار أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم يجب أن يركز على أولويات الطالب وأن يحترم القواعد والمعايير الأخلاقية والاستخدام الآمن. وشددت الدكتورة الجيار على ضرورة أن تقوم المؤسسات التعليمية بخلق ونشر الوعي بين طلابها بشأن مزايا وعيوب استخدام تلك المنصات ومناقشة أصول أخلاقيات البرمجة مع الطلبة كأولوية، وترى أن الاعتماد على هذه الأدوات قد يؤثر على قدرة الطالب على التفكير والإبداع، لذا يجب تنمية قدرة الطالب على الانتقاد والتحليل والإبداع وحل المشكلات. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :