نختتم اليوم مقال (مجالس الزمن الجميل) فمن خلال التواجد في المجلس هناك بعض المبادئ والأفعال التي يجب أن يتحلى بها الرِّجال ومنها: عدم ذكر السوالف التي لا فائدة منها سوى التقليل من شأن صاحبها ففي مثل هذه الحالة يكون السكوت أفضل بكثير، وقد عبّر في مثل هذا الموقف عقاب بن مصقال السهلي بوصفه تلك المجالس التي يحدث فيها الشتائم وهدر الكرامة، وكذلك بمدحه المجالس التي يحصل فيها الفائدة والوناسة: بعض المجالس إلى جيت مليته سوالفهم في شامت.. وعذالي وبعض المجالس ينشرح بالي إلى جيته ألقى نشامى سوالفهم على بالي ويحدث في مجالس مواقف في الحقيقة تبيّن قدرة الرجل ومدى تحمّله.. ففي الحقيقة أنه يوجد مجالس تجمع أهل النوايا الحسنة، والقلوب الطاهرة، ومجالس تجمع أهل المكر والخديعة الذين يحاولون تجريح الآخرين وخداعهم بطرق خبيثة فيها من الغدر والدهاء الشيء الكثير، والتجارب لها دور كبير بمعرفة أجناس الناس، وكذلك نعمة الإحساس التي أنعم بها المولى -عزوجل- على البشر وتميزوا بها وفي هذا الاتجاه يقول رشيد الزلامي: لو كان بين الصم والبكم لي مجلاس هذا ما يكلمني.. والآخر ما يسمعني حياه التجارب علمتني وأنا حساس وخلتني أعرف نظرة العين وش تعني ويتوجب على الرَجّال الذي يعزّ نفسه ويكرمها ويصونها من الخبائث أن يتجنّب مجالس الأنذال، ويتجاوز أخطاءهم، فمن صبر ظفر، والله سبحانه وتعالى خير مُعين، والرجل الحكيم لا يذهب لمثل هذه المجالس التي تجمع أهل الكراهية والحقد.. بل يسمو للشرف والفضيلة، ومجالس الشرفاء والأنقياء، وإن ندرت في هذا الزمان. قبل النهاية للشاعر مجعد متعب الرشيدي: القلب نسمات العليل ابتهاجه والفكر خلته الدواكيك مسهاج فج الخلا لاضاق صدرك علاجه يغنيك عن بعض المجالس والازعاج
مشاركة :