«حرب أوكرانيا».. وظهور نظام عالمي متعدد الأقطاب

  • 3/7/2023
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد‭ ‬مرور‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‮»‬،‭ ‬ركزت‭ ‬التعليقات‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬الانتكاسات‭ ‬العسكرية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬لروسيا‭. ‬وعلق‭ ‬‮«‬لورانس‭ ‬فريدمان‮»‬،‭ ‬في‭ ‬‮«‬كينجز‭ ‬كوليدج‭ ‬لندن‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬،‭ ‬قاد‭ ‬بلاده‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬لا‭ ‬يجرؤ‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالهزيمة‭ ‬مهما‭ ‬بدا‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬النصر‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‮»‬،‭ ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬ماريا‭ ‬شاجينا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الروسي‭ ‬يعاني‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬‮«‬الخنق‭ ‬البطيء‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬فيه‭ ‬عقوبات‭ ‬الغرب‭.‬ وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمات‭ ‬المالية‭ ‬العالمية،‭ ‬ومشاكل‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وتقلبات‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة،‭ ‬وتصاعد‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العظمى؛‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬‮«‬الانقسامات‭ ‬الجيوسياسية»؛‭ ‬حيث‭ ‬أفرزت‭ ‬‮«‬وضعا‭ ‬سياسيا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬مجموعات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬لكل‭ ‬منها‭ ‬قيم‭ ‬ومصالح‭ ‬متضاربة،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يدعمون‭ ‬روسيا،‭ ‬مثل‭ (‬روسيا‭ ‬البيضاء،‭ ‬وإيران،‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬وسوريا‭)‬،‭ ‬والذين‭ ‬تعهدوا‭ ‬بدعم‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وتشمل‭ (‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وحلفاءها‭)‬،‭ ‬ودول‭ (‬تقاوم‭ ‬التدخل‭ ‬و‭/‬أو‭ ‬تحتاط‭ ‬في‭ ‬رهاناتها‭).‬ وبشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬تتكون‭ ‬الكتلة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وآسيا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬تتمتع‭ ‬بعلاقات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬والغرب،‭ ‬دون‭ ‬اعتماد‭ ‬على‭ ‬أحدهما،‭ ‬فيما‭ ‬يترددون‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الانحياز‭ ‬إلى‭ ‬طرف‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الآخر‭. ‬وامتدادًا‭ ‬إلى‭ ‬الحسابات‭ ‬الدقيقة‭ ‬للدول‭ ‬حول‭ ‬الحرب؛‭ ‬أظهر‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية،‭ ‬أن‭ ‬الآراء‭ ‬العامة‭ ‬حول‭ ‬نهايتها،‭ ‬والتصورات‭ ‬عن‭ ‬روسيا،‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تتناقض‭ ‬الرؤية‭ ‬تجاهها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الغربية‭ -‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الهند‭ ‬والصين‭ ‬وتركيا‭- ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬الشمالية‭ ‬وأوروبا‭.‬ وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬فإن‭ ‬الانقسامات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وغير‭ ‬الغربية،‭ ‬تتسم‭ ‬بالضبابية‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وبينما‭ ‬استخدمت‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ (‬الفيتو‭) ‬لمنع‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التي‭ ‬تدين‭ ‬أفعالها؛‭ ‬أصدرت‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬العامة‮»‬،‭ ‬إدانات‭ ‬متعددة‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭. ‬وفي‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬سجل‭ ‬‮«‬باتريك‭ ‬وينتور‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تمرير‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬لقرار‭ ‬آخر‭ ‬يدين‭ ‬روسيا،‭ ‬ويطالب‭ ‬بانسحابها‭ ‬غير‭ ‬المشروط‭ ‬والفوري‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا‭ ‬‮«‬بأغلبية‭ ‬كبيرة»؛‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬معروفا‭ ‬مسبقا‭ ‬امتناع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬عن‭ ‬التصويت،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الصين،‭ ‬والهند،‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وهي‭ ‬حقيقة‭ ‬تؤكد‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬اكتراثهم‭ ‬بما‭ ‬اعتبروه‭ ‬حرب‭ ‬الغرب‮»‬‭. ‬ وكما‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬أليكس‭ ‬فاينز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬معظم‭ ‬معارضة‭ ‬الإدانات‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لروسيا،‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭. ‬وجاء‭ ‬قرار‭ ‬17‭ ‬دولة‭ ‬إفريقية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الجزائر،‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬والمغرب،‭ ‬وإثيوبيا،‭ ‬إما‭ ‬بالامتناع‭ ‬عن‭ ‬التصويت،‭ ‬أو‭ ‬التصويت‭ ‬بالرفض‭ ‬لقرارها‭ ‬بإدانة‭ ‬موسكو‭.‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬سلط‭ ‬المحللون‭ ‬الضوء‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬مطالبة‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الغربية‭ ‬بالتوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬سلمية‭ ‬سريعة‭ ‬للحرب،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تطلب‭ ‬ذلك‭ ‬تنازلات‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬والتغاضي‭ ‬عن‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭. ‬وبالفعل،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الإجماع‭ ‬الجديد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬النصر‭ ‬الأوكراني‮»‬‭ ‬فقط،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬سيوقف‭ ‬الحرب‭ -‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬ليونارد،‭ ‬وتيموثي‭ ‬جارتون‮»‬،‭ ‬و«إيفان‭ ‬كراستيف‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬‭ - ‬يتناقض‭ ‬مع‭ ‬‮«‬سعي‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬والآسيوية‭ ‬لإنهائها‭ ‬بسرعة،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬‮«‬آثارها‭ ‬الضارة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬حين‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬جيرالد‭ ‬فايرستاين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المواقف‭ ‬الشعبية‮»‬،‭ ‬تجاه‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يتعين‭ ‬قياسها‮»‬،‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬استمرار‭ ‬برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬بنسب‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬ووجد‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬54%‭ ‬من‭ ‬الهنود،‭ ‬و48%‭ ‬من‭ ‬الأتراك،‭ ‬و48%‭ ‬من‭ ‬الصينيين،‭ ‬يريدون‭ ‬إنهاءها‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تنازلت‭ ‬‮«‬كييف‮»‬‭ ‬عن‭ ‬أراضيها‭ ‬لموسكو،‭ ‬فيما‭ ‬يوجد‭ ‬تصور‭ ‬مماثل‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬والتي‭ ‬تعانى‭ ‬شعوبها‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬التضخم،‭ ‬ومشاكل‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭.‬ وعلى‭ ‬الساحة‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لتأكيد‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأوكرانية‭ -‬والذي‭ ‬لاقى‭ ‬صدى‭ ‬لدى‭ ‬الأوروبيين‭- ‬نفس‭ ‬التأثير‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المراقبين‭ ‬غير‭ ‬الغربيين‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬ليونارد‮»‬،‭ ‬و«جارتون‮»‬،‭ ‬و«كراستيف‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬حديث‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الحرب‮»‬،‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬صراعا‭ ‬بين‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والاستبداد‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬يوفر‭ ‬‮«‬حجة‭ ‬مُقنعة‭ ‬لمناشدة‭ ‬مواطني‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬التصورات‭ ‬غير‭ ‬المتطابقة‭ ‬بدول‭ ‬تعتبر‭ ‬نفسها‭ ‬‮«‬أفضل‭ ‬الديمقراطيات‮»‬‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬ وبالفعل،‭ ‬تُظهر‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬أن‭ ‬77%‭ ‬من‭ ‬الصينيين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬بلادهم‭ ‬هي‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ديمقراطية‭ ‬حقيقية‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬تقييم‭ ‬سيرفضه‭ ‬الجمهور‭ ‬الغربي‭ ‬بشدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُدلل‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬قيم‭ ‬ومعايير‭ ‬مختلفة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬تحول‭ ‬مؤيدي‭ ‬أوكرانيا‭ ‬الغربيين‭ ‬إلى‭ ‬استناد‭ ‬دعمهم‭ ‬لـ«كييف‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مسألة‭ ‬‮«‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الأراضي‭ ‬والسيادة،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ ‬كدولة‭ ‬ديمقراطية‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬الحُجة‭ ‬قد‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬دول‭ ‬ذات‭ ‬مصالح‭ ‬مقسمة‭ ‬بين‭ ‬الغرب‭ ‬وروسيا‭.‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬استفادة‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬مستقرة‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬والتصورات‭ ‬الجيدة‭ ‬المؤيد‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬حربها‭. ‬وبينما‭ ‬يعتقد‭ ‬77%‭ ‬من‭ ‬البريطانيين،‭ ‬و71%‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬و65%‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬أنها‭ ‬إما‭ ‬‮«‬ند‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬خصم‭ ‬مباشر»؛‭ ‬فإن‭ ‬51%‭ ‬من‭ ‬الهنود‭ ‬يرون‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬حليف‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬44%‭ ‬من‭ ‬الصينيين،‭ ‬و55%‭ ‬من‭ ‬الأتراك،‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬بوتين،‭ ‬‮«‬شريك‭ ‬ضروري‮»‬‭ ‬لبلدانهم‭. ‬ وتماشيا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الإحصاءات،‭ ‬تتناقض‭ ‬تصورات‭ ‬القوة‭ ‬الروسية‭ ‬الحالية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وغير‭ ‬الغربية‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬يعتقد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬المستطلعة‭ ‬آراؤهم‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬الآن‭ ‬أضعف‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬فبراير2022؛‭ ‬يعتقد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬الهنود،‭ ‬وحوالي‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬الصينيين‭ ‬والأتراك،‭ ‬أنها‭ ‬أقوى‭ ‬الآن،‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭. ‬ وفي‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬قللت‭ ‬‮«‬سينزيا‭ ‬بيانكو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالسلاح‭ ‬الروسي،‭ ‬وأرجعت‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬نقص‭ ‬جودته‮»‬،‭ ‬و«انخفاض‭ ‬مستويات‭ ‬صناعته‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬مبيعاته‭ ‬المحتملة‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الخفض‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬صلة‭ ‬بالتعاطف‭ ‬مع‭ ‬الروايات‭ ‬المحيطة‭ ‬بقضية‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬حلها‭.‬ وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬حيال‭ ‬الحرب‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬أشار‭ ‬المحللون‭ ‬إلى‭ ‬حياد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬إزاءها‭ ‬ومحاولاتها‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تأثر،‭ ‬لاسيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجال‭ ‬الطاقة‭. ‬ولاحظ‭ ‬‮«‬كريستيان‭ ‬أولريشسن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬رايس‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تنحاز‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬أو‭ ‬تتورط‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬منافسة‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬إميل‭ ‬حكيم‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬أصبح‭ ‬واضحًا‭ ‬لـ«واشنطن‮»‬،‭ ‬‮«‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬القناعات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬مواقف‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الحياد‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬مسار‭ ‬للعمل‭.‬‮»‬ ومع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬حكيم‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬استفادة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ -‬لاسيما‭ ‬السعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬وقطر‭- ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬وسياسيًا،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الصادرات‭ ‬النفطية‭ ‬وأرباحها‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سعي‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬لإيجاد‭ ‬بدائل‭ ‬لمصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية؛‭ ‬خلصت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬‮«‬واضحًا‮»‬‭ ‬لهذه‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الانحياز‭ ‬إلى‭ ‬طرف‭ ‬دون‭ ‬الآخر،‭ ‬لن‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحتهم‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنهم‭ ‬وصلوا‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بتبني‭ ‬‮«‬فكر‭ ‬استراتيجي‭ ‬إقليمي‭ ‬مستقل‮»‬،‭ ‬والنفوذ‭ ‬الدولي‭ ‬الأوسع‭ ‬نطاقًا‭ ‬الذي‭ ‬اكتسبته‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭.‬ واستمرارًا‭ ‬لهذه‭ ‬الحجة،‭ ‬أشارت‭ ‬تقارير‭ ‬لشبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬الدفاع‭ ‬الغربية‭ ‬والروسية‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الدفاع‭ ‬الدولي‭ ‬‮«‬آيدكس‭ ‬فبراير2023‮»‬‭ ‬في‭ ‬أبو‭ ‬ظبي،‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬دليلاً‭ ‬إضافيًا‮»‬،‭ ‬على‭ ‬‮«‬الحياد‭ ‬الواضح‮»‬،‭ ‬لدول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬فيما‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬أولريشسن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬‮«‬فشلت‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬شركائها‭ ‬الإقليميين‭ ‬بفك‭ ‬الارتباط‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬حكيم‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حياد‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬‮«‬ربما‭ ‬يعود‭ ‬تحديدًا‭ ‬إلى‭ ‬تضاؤل‭ ‬ثقتهم‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬انجذابهم‭ ‬إلى‭ ‬موسكو‮»‬‭.‬ ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬‮«‬حكيم‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬،‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الهيمنة‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬و«توسع‭ ‬الناتو‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬صدى‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬آسيا‭ ‬وإفريقيا؛‭ ‬ذهب‭ ‬‮«‬ليونارد‮»‬،‭ ‬و‮«‬جارتون‮»‬،‭ ‬و«كراستيف‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬تصور‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬والأوروبي‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬مدفوع‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬بالرغبة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬مصالحهم،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬تتعرض‭ ‬للهجوم‭. ‬وحول‭ ‬كيفية‭ ‬معالجة‭ ‬المعضلة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الهيمنة‭ ‬الغربية،‭ ‬اقترح‭ ‬المحللون‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬القادة‭ ‬الغربيين‭ ‬معاملة‭ ‬‮«‬الهند،‭ ‬وتركيا،‭ ‬والبرازيل‮»‬،‭ ‬وغيرهم‭ ‬باعتبارها‭ ‬دولا‭ ‬ذات‭ ‬رؤى‭ ‬مستقلة،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬داعمة‭ ‬لمواقفها‭ ‬فقط،‭ ‬خاصة‭ ‬أنهم‭ ‬معًا‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬تشكيل‭ ‬‮«‬كتلة‭ ‬ما‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬الشؤون‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬لديهم‭ ‬مصالح‭ ‬متباينة‭ ‬أو‭ ‬متنافسة‭ ‬يجب‭ ‬أخذها‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭.‬ وفي‭ ‬ضوء‭ ‬تحليل‭ ‬الديناميكيات‭ ‬الأوسع‭ ‬نطاقًا،‭ ‬أوضح‭ ‬المعلقون‭ ‬أن‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬العالمية‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب،‭ ‬تؤكد‭ ‬تحولا‭ ‬شاملا‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬العالمية،‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬يتم‭ ‬وضع‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬للدول‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬ليونارد‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المفارقة‮»‬‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬بينما‭ ‬أصبح‭ ‬الغرب‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬اتحادًا‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬‮«‬أقل‭ ‬تأثيرًا‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭. ‬ وفي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التحول،‭ ‬يرى‭ ‬‮«‬جارتون‮»‬،‭ ‬و«كراستيف‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬غير‭ ‬الغربية‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬حقبة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬قد‭ ‬انتهت‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭ ‬‮«‬يتميز‭ ‬بالاستقطاب‭ ‬بين‭ ‬كتلتين‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬عالم‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬وسطى،‭ ‬مثل‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬أكثر‭ ‬نفوذاً‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الجيوسياسية‭. ‬وبالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التقييمات،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬حكيم‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬نفسها‭ ‬تعتقد‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬العالمي‭ ‬بدأ‭ ‬يتغير‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬‮«‬أقل‭ ‬قوة‭ ‬وازدهارًا‮»‬،‭ ‬وسط‭ ‬‮«‬حالتي‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاق‭ ‬الداخلية‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الحرب‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الدعم‭ ‬غير‭ ‬الغربي‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المعلقين‭ -‬لا‭ ‬سيما‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالصين‭ ‬والهند‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا‭- ‬يجب‭ ‬أيضا‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬معارضتها‭ ‬لتصرفات‭ ‬موسكو‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يقدموا‭ ‬دعمًا‭ ‬ماليًا‭ ‬أو‭ ‬عسكريًا‭ ‬لكييف‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬صوت‭ ‬141‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬193‭ ‬عضوًا‭ -‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أغلبية‭ ‬جميع‭ ‬مجموعاتها‭ ‬الإقليمية‭ - ‬لإدانة‭ ‬موسكو‭ ‬بعد‭ ‬حربها‭ ‬بوقت‭ ‬قصير‭. ‬ورداً‭ ‬على‭ ‬ضمها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقاطعات‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬رفضت‭ ‬143‭ ‬دولة‭ ‬الأمر،‭ ‬مع‭ ‬دعم‭ ‬5‭ ‬دول‭ ‬فقط‭ ‬لها‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تحذير‮»‬‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تدعمها،‭ ‬قد‭ ‬‮«‬ينخفض‭ ‬إلى‭ ‬135‮»‬،‭ ‬فمن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تدعمها‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬الراهنة‭.‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الآراء‭ ‬والتصورات‭ ‬والمواقف‭ ‬السياسية‭ ‬الدولية‭ ‬منقسمة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬حولها‭. ‬وبينما‭ ‬من‭ ‬الوضح‭ ‬أن‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي‭ ‬أصبح‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬تماسكًا‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعمه‭ ‬لكييف،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الكتلة‭ ‬الموحدة‭ ‬‮«‬ليست‭ ‬بالضرورة‭ ‬أكثر‭ ‬تأثيرًا‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬العالمية،‭ ‬وهي‭ ‬مفارقة‭ ‬تتزامن‭ ‬مع‭ ‬التصورات‭ ‬عن‭ ‬‮«‬ظهور‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬الغرب‮»‬‭.‬ ومع‭ ‬استمرار‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الغربية‭ ‬رفض‭ ‬إدانة‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬دليلا‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭ ‬فشلت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬في‭ ‬إقناع‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬الأخرى‭ ‬بمناهضة‭ ‬روسيا،‭ ‬وبناء‭ ‬إجماع‭ ‬عالمي‭ ‬ضدها‭. ‬وقد‭ ‬أرجع‭ ‬المراقبون‭ ‬أسباب‭ ‬هذا‭ ‬الإخفاق،‭ ‬إلى‭ ‬التصورات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمعايير‭ ‬الغربية‭ ‬المزدوجة،‭ ‬والمصالح‭ ‬الذاتية،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬القيم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬غير‭ ‬الغربية‭ ‬الأخرى‭ ‬بالضرورة‮»‬‭. ‬

مشاركة :