فهد السبيعي لنتعلم شيئًا من مهارات لا نعلمها، ولم يتكلم عنها أشخاص في كتبهم؛ لذلك نتشوَّق لمعرفة تفاصيل هذا الموضوع؛ لأنه يعتمد على مدى سنوات خبرتك، وليس سنوات عددها. فالبعض يعتقد أن كبير السن فقط من توجد لديه خبرة الحياة، وهذا دليل على قلة معرفته بالحياة .. نتكلم اليوم عن كيفية التحكم بعقول الناس وتوجيههم دون علمهم لمقاصدك ورغباتك، وهذا شيء وارد الحدوث، ويحتاج إلى أمر واحد فقط ليس الذكاء العاطفي، وليس هناك أمر آخر يجعلك شخصًا غير عادي!!! إلا خبرتك في هذه الحياة!! نعم..إنها الخبرة!!! وليست أي خبرة هي من تجعلك تمتلك ذلك… بل تعريف الخبرة المقصودة هنا: (تراكمات أحداث الحياة، وقسوتها وشدة وقعها، وأثرها وكمية ما يتعلمه الشخص من تلك الأحداث والحكمة منها، وعمق المواقف بشتى مجالاتها وتنوعها) فإن الإنسان حين يسبق عقله عمره بسنوات عديدة بسبب تكوّن تجارب خبرة متراكمة قوية ونادرة الحصول في بعض الأحيان!!!! الأمر الذي يؤدي إلى تغيرات في للسلوك كالفراسة والفطنة وتحليل سريع للأشياء والأحداث وفهمها؛ وكأنه قد عاشها وحضرها وهو لم يكن متواجدًا بالقرب من تلك الأشياء… وأيضًا اكتساب معرفة الشخص الصادق والكاذب وكذلك بحصول الأشياء التي يعلم باحتمالية حصولها قبل أن تقع ويتعامل معها بشكل احترافي بل يتعدى الأمر به إلى تحليل الشخصيات بشكل دقيق وواقعي رغم عدم علمه بسلوكها المعتاد والتعامل معهم بمعرفة منه وإدراك وتمكن .. فإن الشخص لا إراديًا يتحكم بقدرات الناس من حوله ورغباتهم عبر هذه الخبرة دون إدراك منهم وإدراك منه. فالسلوكيات التي يتصرف بها لا إراديًا تجعل من كان أقل منه خبرة في الحياة ينجذب إليه، ويذعن له بالطاعة والاحترام وغيرها من الاستجابات دون إدراك منه.. فعلى سبيل المثال لنقل إن هناك رجلًا قد تزوج ولديه خبرة (التعريف المذكور سابقًا) منذ طفولته إلى أن تزوج فإنه هو المتحكم تحكمًا مطلقًا بحسب تجاربه السابقة، وإن كان أصغر من زوجته سنًا على سبيل المثال ويستطيع التحكم بمن حوله، والعكس صحيح فإن كانت الزوجة تتمتع بتلك التجارب مسبقًا؛ فإنها ومع الوقت توجهه دون علمه لسلوكيات معينة، وهو يذعن لها بالطاعة دون إدراك منه مفسرًا على أن لدى زوجته رجاحة في العقل مثلًا بسبب تأثره بسلوكياتها، ودون أن يشعر.. نستطيع القول بأن الخبرة المسبقة والتجربة هي من تفعل ذلك بالإنسان ودون إدراك منه واستيعاب.. وفي الختام لا يوجد مدرب أو دورة تدريبية لزيادة الخبرة لدى الشخص، إنما هي أقدار قد تصدف في تزاحمها وكثرتها في تكوين وصقل إنسان لا يستهان به عقليًا وفكريًا بل قد تؤدي إلى تكوين شخصية نادرة لها طرقها الخاصة في خوض هذه الحياة، والتي لا يستطيع الشخص العادي استيعابها أو الوقوف أمامها، وفي النهاية لكل شيء ثمن مقابل ما يأتيك من أثر تلك التجارب وأثرها الوجداني، وصلى الله على نبينا محمد.
مشاركة :