نظريات المؤامرة.. كيف تسيطر على عقول الكثيرين؟

  • 8/23/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مع تفشّي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في جميع أنحاء العالم، انتشرت الشائعات ونظريات المؤامرة، والتي صدقها عدد كبير من الأشخاص، من بينها أن الفيروس نشأ في الصين وليس طبيعيًا، وأن الملياردير الأمريكي بيل جيتس يقف وراء الفيروس، وغير ذلك من نظريات المؤامرة التي صنعها البعض وصدقها كثيرون في جميع أنحاء العالم، دون وجود دليل أو إثبات على صحتها. وقد خلصت الأبحاث التي أجرتها جامعة "كينت" في بريطانيا، إلى أن نظريات المؤامرة تنشأ وتزدهر في أوقات الأزمات، وفي الأوقات التي تتسم بعدم اليقين، إذ يسعى الأشخاص إلى فهم العالم الفوضوي من حولهم من خلال وضع نظريات المؤامرة. ويطلق على أولئك الذين يضعون نظريات المؤامرة اسم منظري المؤامرة، ووفقًا لتعريف قاموس "كامبريدج"، فهم الأشخاص الذين يعتقدون أن حدثًا أو موقفًا ما حدث نتيجة خطة سرية، وضعها أشخاص يتمتعون بنفوذ قوي. وتقول عالمة النفس الدكتورة بيك جاكسون إن الأشخاص يصدقون نظريات المؤامرة، للشعور بأنهم مميزون، وعلى دراية بمعلومات سرية، وتشير جاكسون إلى أن أولئك الذين يروجون لنظريات المؤامرة، يكون لديهم درجة أعلى من النرجسية. كما توضح جاكسون أن نظريات المؤامرة لن تختفي، مؤكدة أنه طالما أن هناك أشخاصًا في حاجة إلى تصديقها، فسوف تزدهر وتنتشر على نحو أوسع. العوامل النفسية التي تساهم في انتشار نظريات المؤامرة - تشير جاكسون إلى أن هناك بعض السمات الشخصية التي تميز أولئك الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة، ويتضمن ذلك الانفتاح على التجربة، وانعدام الثقة، والميكافيلية (تعني لجوء الشخص إلى أي شيء من أجل تحقيق أهدافه، بما في ذلك التلاعب والخداع واستغلال الآخرين). - وتقول جاكسون إن الأشخاص الذين يصدقون نظريات المؤامرة يكونون منعزلين اجتماعيًا أكثر من غيرهم، مما يجعلهم لا يصدقون التفسيرات التقليدية للأحداث، لأنهم لا يثقون من الأساس في مصدرها. - ونظرًا لأن الأشخاص الذين يصدقون نظريات المؤامرة يشعرون بانعزال وغربة عمن حولهم، فإنهم يميلون إلى الاقتراب من المجموعات المروجة لنظريات المؤامرة، حتى يشعروا بالانتماء الذي يفتقدونه تجاه المجتمع. لماذا قد يؤمن البعض بنظريات المؤامرة حتى لو تم إخبارهم بالحقائق؟ - ترى جاكسون أن الأشخاص من المرجح أن يصدقوا نظريات المؤامرة، عندما تتوافر معلومات متناقضة أو متضاربة حول الأحداث. - كما تلفت الانتباه إلى أنه عندما يواجه الدماغ البشري حالة من عدم اليقين، فإن أول ما يشعر به الأشخاص هو الخوف والقلق أولاً، ثم يحاولون بعد ذلك فهم ما يحدث، وهذا بالضبط ما حدث خلال جائحة كورونا، فانتشار حالة عدم اليقين في جميع أنحاء العالم، وفّر بيئة مناسبة لانتشار نظريات المؤامرة. - تتفاقم المشكلات في هذه الحالة، بسبب ترويج نظريات المؤامرة، إلى جانب الرواية الرسمية للمسؤولين، مما يتسبب في مزيد من الارتباك والخوف والقلق، بدلاً من تهدئة الجمهور. متى يجب أن يحتفظ الأشخاص بآرائهم لأنفسهم؟ - ترى جاكسون أنه من الجيد والصحي أن يكون لكل شخص آراؤه الخاصة حول القضايا الاجتماعية والعالمية المهمة، لكنها تعود وتؤكد أهمية أن تستند هذه الآراء على المعلومات الموثوقة والخبرات الشخصية، وأن يكون الأشخاص منفتحين لتلقي معلومات جديدة. - تشير جاكسون إلى أنه عندما يتعصب الأشخاص لآرائهم ومعتقداتهم، فهذا يشعرهم بالحاجة للدفاع عنها لأنهم يعتبرون هذه المعتقدات جزءًا من هويتهم الخاصة، ويتسبب ذلك في صراعات مع الآخرين. - ترى جاكسون أن حل هذه المشكلة يكمن في أن يتمتع الأشخاص بالمرونة المعرفية، وهي قدرة الأشخاص على الاعتراف بأنهم قد يكونون مخطئين، أو أن يقتنعوا بأن هناك وجهات نظر أخرى قد تكون صحيحة، ومن شأن ذلك أن يساعدهم على أن يكونوا أكثر إنتاجية وإيجابية. نظريات المؤامرة يحركها أشخاص يؤمنون بها ويرفضون الحقائق - الأشخاص الذين يروجون ويصدقون نظريات المؤامرة، يكون لديهم معتقدات قائمة على الخوف أو جنون العظمة، وعندما تتم مواجهة هؤلاء الأشخاص بما يناقض أدلتهم، فإنهم سيرفضون تصديقها أو تصديق من يقولها، فنظريات المؤامرة تنتشر في الأساس بفضل الأشخاص الذين يؤمنون بها، دون تفكير منطقي أو واقعي. - تؤكد جاكسون أن الأشخاص يحتاجون إلى معلومات تستند إلى الأدلة، لتقليل شعورهم بالخوف وعدم اليقين. لكن يرفض منظرو المؤامرة على الجانب الآخر الروايات الموثوقة والمنطقية للأحداث، ويميلون إلى التفكير في أن وراء الأحداث قصة سرية وغامضة.

مشاركة :