آمنت دولة الإمارات بحقوق المرأة واتبعت أفضل الممارسات والمعايير والمواصفات الدولية في دعمها وتمكينها، لتحقق نموذجاً ملهماً لريادة وتميز العنصر النسائي في جميع المجالات على مستوى الدولة، حيث أقيمت القمم والمنتديات لبحث سبل تطويرها وتبادل الخبرات ومعالجة التحديات الفكرية والثقافية التي تقف أمام تمكينها، مع التعرف على الفرص والإمكانيات التي تحظى بها النساء لقيادة المجتمع، ما يؤهلهن للعب دور أساسي في مجالات التعليم والتنمية، وإثبات ذاتها في صنع القرار وجودة حياتها، في مختلف مجالات الثقافة أو التغير المناخي أو الاقتصاد أو الاستدامة أو الفن والموسيقى أو العمل الإنساني، حيث تمتلك النساء القدرة على التغيير والإبداع في الإدارة والتفكير الاستراتيجي والابتكار، وهذا ما أوضحته مجموعة من القيادات النسائية، مؤكدات أن تطور المجتمع رهين تقدم المرأة وتحسين ظروفها على المستويات كافة. قالت غزيلية مسعود، من القطاع التعاوني النسوي لدى دائرة إدارة الإفتاء الروسي، إن دعم المرأة في المجال الاقتصادي يحقق ذاتها ويخرجها من دائرة الفقر والهشاشة، موضحة أنه في سبيل ذلك تعمل على دعم النساء، وتسعى إلى العمل داخل بلادها وخارجها للقيام بهذا الدور، لافتة إلى أن تأسيس النساء لمشاريع اقتصادية متوسطة وصغيرة يعود على النساء بالنفع، وينعكس على جودة حياتهن بتحقيق الاكتفاء الذاتي لهن ولأسرهن. إرادة التغيير وأثنت منى الفياض، أستاذة علم النفس جامعة لبنان، على دور الإمارات في النهوض بالمرأة محلياً وعالمياً، من خلال ما تقدمه من دعم، مؤكدة أن الإرادة في التغيير، سواء في جانبه الثقافي أو السياسي أو الاجتماعي أو الإنساني، لا يكتمل إلا برغبة القيادة وأصحاب القرار في تقدم ودعم المرأة، مشددة على أهمية تربية أجيال من النساء قادرات على الانخراط في الورش المختلفة، لافتة إلى أن تطور أي مجتمع رهين بتمكين المرأة والإيمان بقدراتها. أمهات أصحاب الهمم كثيرة هي العقبات التي تحد من تطور المرأة، وتقف حجر عثرة في طريقها، لكن بالإرادة والدعم، تتبدد هذه المشكلات والتحديات التي تتعرض لها أمهات أصحاب الهمم، اللاتي يجدن صعوبات كبيرة في تطوير أنفسهن، هذا ما أكدته نورة المريخي، رئيسة مجلس إدارة جمعية أمهات أصحاب الهمم، «همّة»، مشيرة إلى أن أصحاب الهمم يشكلون تحدياً كبيراً بالنسبة لأمهاتهم، إذا لم يتم علاجهم وتطوير حالاتهم وتحسين ظروفهم، وبالتالي يمكن للمرأة أن تطور نفسها وتسهم في تنمية المجتمع، وأضافت أن «همّة» تقوم بجهد كبير في دعم وعلاج أصحاب الهمم داخل الدولة وخارجها، بهدف تحسين ظروفهم من النواحي كافة. الذوق العام وبالحديث عن دعم المرأة وتطورها، أوردت د. وداد نايبي، المؤسس لمعهد ابن بطوطة للدراسات الأفريقية بجمهورية بنين، أن قوة المرأة تتمثل في استثمار أنوثتها في نطاقها الإيجابي، لافتة إلى أن بعض وسائل الإعلام تكاد تفسد الذوق العام، مشددة على أهمية رسالة الأفلام السينمائية التي تعد وسيلة للتواصل مع الآخر، والتأثير في المجتمع، مؤكدة أهمية تصحيح الذوق العام للمجتمع وتحسينه عبر مختلف وسائل الإعلام، وأضافت أن المرأة بحيائها وحشمتها تؤدي دورها في المجتمع على أكمل وجه. عمل إنساني ريف الخاجة، مدير إدارة التسويق في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أكدت أهمية العمل الإنساني ودوره في إخراج النساء من دائرة الهشاشة والفقر، وأوضحت الخاجة أن للمرأة الإماراتية دوراً مهماً وريادياً في العمل الإنساني من خلال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، خاصة في مجال الإغاثة والكوارث. استدامة مجالات البيئة والاستدامة والتغير المناخي، تؤثر على المرأة وجودة حياتها، هذا ما أشارت إليه لينا يوسف، حاصلة على درجة الدكتوراه، الشريك المؤسس لشركة «ديلارتا» (www.delarta.com) التي تقوم بابتكار منتجات تدعم الموارد الطبيعية المحلية في دولة الإمارات وتعزز قيمتها، وتوظيفها في أغراض مفيدة ومستدامة، بما يعود بالنفع على البيئة والاقتصاد، وقالت إن النساء تتأثرن بالتغير المناخي، لا سيما اللاتي يعشن في المناطق الفقيرة، كما تسعى لتنفيذ سياسات وإجراءات من شأنها دعم ممارسات الزراعة المستدامة وإدارة الأراضي، للمساهمة في تحسين حياة هؤلاء النساء وتعزيز إمكانية وصول الموارد لهن، وتمكينهن من لعب دورهن في تعزيز الاقتصاد المحلي». تذوق الفنون مونيا علاني، من جامعة بادوفا إيطاليا، ترى أن تربية الأبناء على تذوق الفنون الجميلة وممارستها واستثمارها بين أفراد الأسرة، تنعكس إيجاباً على المجتمع بشكل عام وعلى المرأة بشكل خاص، حيث إن الأم إذا اعتمدت في تربية أبنائها على تذوق الفنون وممارستها كهواية، فإنها تزرع في نفوسهم الحس الجمالي، موضحة أن وعي المرأة ينعكس على أسرتها، ويقود أبناءها نحو مستقبل زاهر. بيئة مثالية قالت صفية المقطري، رئيسة إدارة العمليات التشغيلية في مبادلة للرعاية الصحية، إن للنساء مسؤوليات عديدة في المجتمع، ويمثلن جزءاً رئيسياً من مكوناته، ويعتبرن حجر أساس لا غنى عنه في نجاح ونهضة الدول والمؤسسات، ومن هذا المنطلق، عكفت دولة الإمارات على دعم المرأة عبر الجهود الحكومية المبذولة لتحقيق التوازن بين الجنسين في مختلف القطاعات، وتعزيز مساهمة المرأة في زيادة التنافسية في شتى التقارير والمؤشرات العالمية، ونحن في «مبادلة للرعاية الصحية» ندرك العوامل التي تساعد في إيجاد بيئة مثالية ومناسبة للمرأة والتي تمكنها من تحقيق النجاح في مختلف المجالات. وأضافت المقطري: لقد تمكنا بنجاح من تطبيق استراتيجيات فعالة وفّرت كافة سبل الدعم للمرأة، ومهدت طريقها لتحقيق النجاح، ورسخت مبادئ المساواة بين الجنسين، وهو ما انعكس إيجابياً على مختلف المناصب الإدارية والقيادية في مبادلة للرعاية الصحية. وعموماً، عندما تصوغ المؤسسات سياسات واضحة وداعمة للموظفين، يتمكنون من توجيه تركيزهم نحو نموهم ورفاههم المهني، فكل خطة ناجحة تبدأ بالإصغاء بعناية وامتلاك النوايا الصحيحة، ونحن فخورون بامتلاك كوادر نسائية متمرسة وقادرة على إلهام الجيل المقبل من الفتيات، ليتطلعن نحو الفوز بمناصب قيادية عليا في مؤسستنا.