خلال السنتين الماضيتين أثبتت الدراسات بما لا يدع مجالاً للشك أن الإبل تحمل فيروس مرض متلازمة الفيروس التاجي التنفسي الشرق أوسطي (كورونا) (MERS-COV)، وهذه حقيقة يجب التعامل معها كمسلمة لا ريب فيها. فقد أيّدت اللجنة العلمية للأوبئة بكلية الطب بجامعة الملك سعود نتائج الأدلة العلمية للدراسة التي أجراها الدكتور عبدالعزيز العقيلي وزملاؤه التي أكدت أن الإبل هي مصدر رئيس للمرض وقد رصدت تطابق الفيروس المعزول من المرضى المصابين بهذا الفيروس مع الفيروس المعزول من الإبل الذين تربطهم بها علاقة جغرافية وأن عينات اختبار المصل ل 95% من الإبل التي أكبر من سنتين من العمر إيجابية بالمقارنة مع 55% من الإبل التي يقل عمرها عن سنتين. كما أثبتت الدراسة التي قام بها الدكتور طارق مدني رئيس شعبة الأمراض المُعدية بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز أن التعرض للإبل خلال الأسبوعين الأولين من قبل ظهور أعراض المرض يعد أحد عوامل الخطر المستقلة للإصابة بالفيروس، كما قامت وزارة الزراعة بفحص الإفرازات التنفسية لعشرين جملاً في سوق جدة، وأثبت الفحص أن 11 منها إيجابي للفيروس الحي، كما تم التعرف على عينات إبل ايجابية في بيشة. وقد أثبتت الدراسات التي قام بها الدكتور محمد اليوسف من قسم المختبرات البيطرية في أبو ظبي أن 1.6% من الإبل في المنطقة المحاذية للمملكة وعمان مصابة بالفيروس. نستنتج من الدراسات السابقة أنه من المؤكد إصابة بعض الإبل بالفيروس وأن نسبة الإصابة تكون أعلى في الجمال التي تربى في أحواش لسهولة انتشار المرض فيما بينها بينما تقل النسبة في تلك التي ترعى في الصحراء لعدة أسباب صحية وبيئية.
مشاركة :