تأصيل قيم الشفافية والنزاهة يحتاج إلى قدر أكبر من المسؤولية الأخلاقية في بلادنا، لأن الشفافية والنزاهة لا تستقيم في ظل الاستثناءات، وبخاصة أن بلدنا ملتزم بالكتاب والسنة، وتسيّره منظومة من الأخلاقيات الإسلامية الحميدة، لكننا نرى أن هناك انحرافات سلوكية فيما يتعلق بالشفافية، والأمانة والهدر والفساد الإداري والمالي، وكأننا نتدثر بغطاء الدين بينما نعيش في واقعنا بأزمة. ولهذا فإن تأصيل قيم الشفافية يحتاج صيانة شاملة لمنظومتنا الأخلاقية والتربوية، وتعزيز قيم المساءلة والمتابعة والرقابة على الجميع بلا تمييز، فمؤسسة «سعفة» تُعتبر واحدة من مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل على تطبيق معايير الشفافية، والنزاهة والعدالة، وتطوير المؤسسات القضائية، ونشر ثقافة الحوار الوطني، من خلال المشاركة في الأعمال الإيجابية ومنظومة الحقوق، والرقابة والمساءلة. شاركت للتو مساء يوم الأحد الماضي في الحفل ربع السنوي الثاني الرائع الذي نظمته مؤسسة «سعفة» في فندق الرتس كارلتون الرياض بدعوة كريمة من سمو الأمير تركي بن عبد الله رئيس مؤسسة «سعفة»، ومشاركة رئيس نزاهة ونائبه، ورئيس جمعية كُتَّاب الرأي، الأستاذ علي الشدي، ونخبة من كُتَّاب الرأي والإعلاميين السعوديين، حيث كان هناك احترافية في التنظيم والأداء، ورقي في المداخلات. لقد لفت انتباهي أن هناك مطالبة من جميع الحضور بالمزيد من مؤسسات المجتمع المدني في بلادنا لأنها تعني المتابعة والرقابة، وإضعاف الفساد، حيث هذا ما تسعى إليه مؤسسة «سعفة» عبر منح جائزتها السنوية إلى إبراز الأدوار المضيئة للمملكة في مجال الشفافية والنزاهة، وجعلها قدوة حسنة للآخرين في الاستفادة من الجائزة والحرص عليها، حيث تُعتبر جائزة «سعفة» جزءاً رئيساً من صلب رسالة الإسلام القائمة على نظافة اليد والبذل والعدل والتعاون. وللوصول إلى أعلى مراتب الشفافية والنزاهة وفهم حقوق وواجبات المواطنة، قال الأمير تركي بن عبد الله رئيس مجلس إدارة «سعفة» إن لجنة منح جائزة «سعفة» مكونة من كفاءات سعودية مؤهلة تتخذ قراراتها بالحيادية والاستقلالية، ولذلك منحت جائزة «سعفة» هذا العام مناصفة بين شركة معادن وصافولا، لأنهم استطاعوا تقديم مبادرات جديدة ومتميزة، مثل، التركيز على الأنظمة والرقابة الداخلية، والنظام المحاسبي والمالي، وتطوير الأنظمة ذات العلاقة بالشأن العام وتفعيل آليات مكافحة الفساد. لقد سعدنا بما شاهدناه من حسن تنظيم رائع للمشرفين على مؤسسة «سعفة» الذي أثلج صدورنا وهو بلا شك جهد يستحقون عليه الشكر، وعلى رأسهم سمو الأمير تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن صاحب الخلق الرفيع، والشخصية الفذة الذي اتسم بحسن القيادة, والشكر موصول للعاملين في مؤسسة «سعفة» على الجهد الجبار، والعمل المتواصل، حيث أخرجوا الحفل بهذا المستوى المشرف، والذي يعكس الوجه المشرق لمؤسسة «سعفة». ونأمل من نزاهة التعاون مع مؤسسة «سعفة» لدعم مؤسسات المجتمع المدني والاستعانة بالمهتمين بمكافحة الفساد من ذوي الخبرة من أكاديميين وكتّاب ممن ينقد بأسلوب إيجابي وبناء والعمل على إنشاء جائزة للكتاب، وخصوصاً الملتزمين بقيم الشفافية، والعدالة لدعم التنافس بين الكتّاب وحمايتهم، وكذلك الاستعانة بالجمعية السعودية لكتّاب الرأي التي تضم في عضويتها العديد من الكتاب، وإشراك المواطن في مراقبة المشاريع والخدمات. وعلى الدولة - أعزها الله - إزالة جميع العقبات التي تقف في طريق مؤسسات المجتمع المدني وبخاصة مؤسسة «سعفة»، ونحن هنا نطالب بمزيد من الدعم المالي الحكومي والخاص بما يفتح آفاقاً جديدة وفرصاً واعدة من شأنها أن تسهم في نمو المواطن والمجتمع والوطن، ونأمل أن يكون هناك دعم مالي خاص من الدولة لمؤسسة سعفة، فالأمر يتطلب مزيدًا من الدعم المالي والمعنوي لإنشاء مزيد من مؤسسات المجتمع المدني على شاكلة مؤسسة «سعفة». مقالات أخرى للكاتب السعودية والصين .. طريق الحزام والحزم عام مع الملك سلمان برنامج التحوُّل الاقتصادي.. دروس وعِبر دولية قاطعوا السلع والمنتجات الإيرانية الملك سلمان.. وميزانية التحول الاقتصادي
مشاركة :