فيما تنافست دول العالم على تكريم المرأة في يومها العالمي الذي صادف أمس، كانت الاعتداءات الكيماوية هي الهدية التي قدمها نظام الملالي الإجرامي في إيران للفتيات والنساء، في أكبر بلد يشهد قمعا وظلما للمرأة في العالم.تصدرت أخبار تسميم الطالبات والهجمات الحكومية على المدارس عناوين الأخبار المحلية والدولية، حيث استهدفت مئات الفتيات الإيرانيات بهجمات كيماوية، بعدما لعبت المرأة دورا مركزيا في الاحتجاجات، وبدأ النظام مؤامرة إجرامية لكبح جماحها.وأكدت الناشطة بمنظمة مجاهدي خلق مير محمدي، أنه فيما تدفع دول العالم لمشاركة المرأة في صنع القرار، تشير الحقائق والأرقام إلى أن نظام الملالي يعود بالمرأة في بلاده إلى العصور الوسطى من القمع والقهر.تدمير المرأةوتشير إلى أن نظام الملالي، غير القادر على تحمل النساء في المجتمع، وهم يظهرون ذلك علنا في رسائلهم وخطاباتهم اليومية، يعرفون جيدا أن نقطة زوالهم وهزيمتهم أيديولوجيا مرتبطة بنساء إيران، ولذلك من خلال إيذاء النساء الإيرانيات وخلق جو من الرعب، يحاولون دفعهن إلى التراجع عن المشهد السياسي، غير مدركين أنه في القرن الحادي والعشرين، أدرك كل الإيرانيين، وخاصة النساء، طبيعة هذا النظام وقرروا تدمير هذه الجرثومة المغطاة بلباس الدين.وفي هذا الصدد، أكدت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة، مرارا وتكرارا أن المرأة هي القوة الرئيسة للتغيير في إيران، وأشارت إلى الدور الأساسي للمرأة في إسقاط نظام الاستبداد هو ما لا يرغب فیه الملالي أبدا، فمنذ 30 عاما، ونحن نقول إن القوة الصاعدة للمرأة الثائرة هي التي تدفع الانتفاضة إلى الأمام. وويل للملالي، لأنهم سيتلقون الضربة من حيث لم یفکروا به أبدا.اعتداءات إجراميةوأفادت تقارير شعبية أن الهجوم الكيماوي على مدارس البنات ومهاجع الطالبات في بعض مدن البلاد استمر أمس، ونتيجة لهذه الاعتداءات الإجرامية، تم نقل عدد من طالبات المدارس إلى المستشفى.واتخذت أزمة التسمم الإجرامية للطالبات بعدا أكبر وانتشرت في أكثر من 10 مقاطعات بالبلاد، حيث امتلأت المستشفيات في مدن مختلفة بالتلميذات المصابات بالسم. بدأ آباء الطلاب مظاهرات وتجمعات احتجاجية في مناطق بطهران ومدن أخرى، لكن سلطات النظام ما زالت تحاول التستر على هذا العمل الإجرامي بالصمت، وبدأ المعلمون وأولياء أمور الطالبات وكذلك الطلاب مظاهرات في مدن مختلفة.اخرجوا للشوارعالناشطة الإيرانية نرجس محمدي دعت النساء للخروج في مظاهرات بمناسبة يوم المرأة ودعت الناشطة السياسية والسجينة الإيرانية نرجس محمدي الإيرانيات إلى التظاهر ورفض الظلم والقمع، وقالت «أطلب من نساء بلادي أن يملأن الشوارع بكل ما لديهن من قوة نسائية». وأضافت «إن نضال الكثير من النساء ضد النظام يستند إلى موقف يقوم على الامتناع عن ممارسة العنف ومحاربته ومحاربة التمييز والاستبداد، بما يتماشى مع إعمال حقوق الإنسان. الحقوق التي إذا لم تتحقق، فسنواجه في النهاية عالما خاليا من السلام والإنسانية والمحبة». وأشارت نرجس محمدي إلى أن وفاة مهسا أميني وأداء النظام بعد انتفاضة «المرأة، الحياة، الحرية» أظهر أن هناك فجوة عميقة وواسعة بين النظام والمرأة في إيران، لا يمكن لأي قوة سياسية أو حركة اجتماعية أن تبني جسرا عليها، والمواجهة الأساسية بين النظام والمرأة هي على مستوى أعلى من السياسة.جمهورية الخوفوشددت محمدي على أن انتفاضة الإيرانيين في جميع أنحاء البلاد هي ثورة نسائية وخلفيتها وأسسها وحتى أصل تشكيلها وتعريفها ونشرها هو «الحياة البشرية» بالمعنى الحقيقي، وأضافت «من الواضح أن إعلان الشعب الإيراني الانتقال من نظام الجمهورية الإسلامية يتم على هذا الأساس».ووصفت دور المرأة في هذا التحول بأنه حاسم للغاية وقالت: من الضروري لكل امرأة وكل أم في أي مكان من إيران أن تخطو خطوة إلى الأمام من أجل الانتقال السلمي من نظام ديني استبدادي يكره النساء إلى نظام يلتزم بتحقيق «الحياة البشرية» ويتمتع بحقوق الإنسان.وأشارت نرجس محمدي «أعتقد اعتقادا راسخا أن إرادة الشعب وإيمانه بإنهاء حياة جمهورية الخوف التي أسسها الملالي، إنهاء النظام والنظرة التي أوصلت الحياة البشرية والحياة الحقيقية والديناميكية للمجتمع إلى الدمار والانهيار».فكر مسمومويشير الناشط والخبير الدكتور محمد الموسوي، إلى أن استعباد وإذلال المرأة في إيران وميادينها الخارجية تخطى الحدود على يد ملالي طهران وأعوانهم إبعاد المكان والزمان، ليصل إلى المرأة في العراق ولبنان واليمن وسوريا من خلال تصدير فكرهم المسموم.ويضيف «بعد أن كرّم الله المرأة وأعزها وجعل الجنة تحت أقدامها، وكذلك كرمنا نحن البشر أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا ونسائنا ولا نريد بهن إلا خيرا، وقد حرم الله العبودية وأعز النفس البشرية في إطار وجود كريم يحكمه العدل والتعاون والتسامح، وها هم زمر الحكم الاستبدادي في إيران يستعبدون الإنسان والمرأة الأم والمدرسة التي هي أصل الإنسان الذي يستعبدونه الآن وأساس وجوده الحر الكريم».سنوات الكذبويرى موسوي أن المرأة عاشت 44 عاما من الكذب والاحتيال والانتهاكات، ويؤكد أن تعامل النظام المرأة يكفي لفهم مدى طغيان وعدم شرعية نظام الملالي وأنه كان ولا زال نسخة دكتاتورية بديلة لسلفه الشاه الدكتاتوري، ولفهم أكثر لحجم المعاناة التي تعيشها المرأة الإيرانية من طفولتها إلى شيخوختها، كما لا أعتقد أن وزير خارجية نظام الملالي كان مصدقا لنفسه أو لما كان يقرأه في خطابه بشأن المرأة في مجلس حقوق الإنسان عندما أشاد بموقف نظامه ووضع المرأة تحت سلطة حكمهم، فلقد كانت تعابير وجه وصوت الوزير تقول بأنه لم يكتب الخطاب بيده وأنه غير مؤمن بما ورد في الخطاب من حيث المصداقية لكنه مؤمنا به من حيث التكتيك والمناورة».وأضاف «ومن يرد أن حقيقة الموقف فعليه متابعة ما يجري في إيران ويستمع إلى تقارير مقرري الأمم المتحدة وسائر المؤسسات الحقوقية الدولية، أما الأدلة الأخرى فتجدونها بين طيات تصريحات النظام المباشرة وغير المباشرة وكذلك التصريحات المتناقضة لسلطات النظام في ظل صراع الذئاب الجاري بين أقطاب النظام».قمع النساء في إيران:71 قتلن في الاحتجاجات الأخيرة.3000 معتقلة وأكثر.90 % من السجينات يتعرضن للانتهاكات.70 صحفية رهن الاعتقال.51 أديبة ومبدعة هجرن إيران.
مشاركة :