كهرمان مرعش – (رويترز): كان من الممكن أن يعتمد الرئيس التركي رجب طيب أردوجان على دعم الناخبين القوي في تشيغدم تيب وقرى وبلدات أخرى في جنوب شرق البلاد في الماضي لكن الزلزال المدمر وبطء عمليات الانقاذ ألقى بالضبابية على الدعم الذي كان مخلصا له ذات يوم. وهناك دلائل على أن حزب أردوجان العدالة والتنمية يدرك بشكل متزايد أنه لا يمكن أن يضمن الاصوات التي كانت مؤيدة له سابقا اذ يتحدث مسؤولون عن تسريع خطط اعادة البناء قبل الانتخابات المقررة في مايو والتي قد تكون الاصعب خلال أكثر من عقدين لاردوجان في السلطة. وقال سائق شاحنة في تشيغدم تيب الواقعة في اقليم كهرمان مرعش الذي دمر الزلزال مراكز حضرية فيه بأكملها «هذه القرية بأكملها صوتت لصالح حزب العدالة والتنمية حتى ولو لم يعرف أي أحد السبب». وأضاف «الزلزال غير رأينا بالتأكيد لان أول فرق الاستجابة والخيام تأخرت كثيرا في الوصول». ومن الصعب تحديد حجم التحدي الذي يواجهه أردوجان نظرا لنقص استطلاعات الرأي في المنطقة. وبالإضافة الى ذلك ترددت المعارضة قبل الاتفاق أخيرا على مرشح لمواجهة أردوجان، ما أثار قلق الناخبين بينما يقول خبراء ان المتضررين من الزلزال يمكن أن يغيروا رأيهم بسرعة. لكن مقابلات أجرتها رويترز مع قرابة 30 من السكان في الأسبوع المنصرم في كهرمان مرعش وأديامان وغازي عنتاب وهي أقاليم تنتشر فيها الخيام البيضاء وسط المباني المتضررة أو المنهارة تشير الى تحول في الولاء حتى بين من كانوا ذات يوم متعصبين في تأييدهم لاردوجان. قال طالب في ريف كهرمان مرعش والذي كغيره من السكان أحجم عن الكشف عن اسمه «تغير رأيي تماما... كنا نؤيد حزب العدالة والتنمية بشدة هنا ولكن هذا الزلزال غير كل شيء بالنسبة لنا. هؤلاء لا يعرفون ماذا يفعلون». ودمرت الكارثة الاكثر فتكا في تاريخ تركيا الحديث مدنا وبلدات وأودت بحياة عشرات الالاف قبل شهر معظمهم في معقل لمحافظين كان يدعمون بقوة أردوغان وحزب العدالة والتنمية على مدى عقدين. وعلى الرغم من أنهم يشكلون عينة صغيرة جدا من 14 مليونا تضرروا من الزلزال في جنوب شرق تركيا فان اراء من أجريت المقابلات معهم تلقي الضوء على مدى تأثير هؤلاء الناخبين الذين يمثل أبناء الريف والطبقة العاملة أغلبيتهم على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. واستاء كثيرون من سياسات حزب العدالة والتنمية المتساهلة على مدى سنوات فيما يتعلق بالبناء والتي سمحت بتشييد مبان سكنية تصل الى ثمانية طوابق ودمرت الهزات الارضية الالاف منها. وانزعج البعض بسبب ما اعتبروها بيانات متبلدة الشعور لقادة سياسيين من بينهم أردوجان الذي طلب الصفح الاسبوع الماضي عن الاستجابة للزلزال، التي كان يمكن أن تكون أسرع بينما سخر آخرون من خطة الحكومة لإعادة بناء المنطقة في عام واحد فقط. لكن الناخبين وجدوا صعوبة أيضا في تخيل التصويت لأحزاب المعارضة ومرشحها كمال قليجدار أوغلو. وقال كثير من السكان لرويترز إن المعارضة تأخرت في اختيار مرشح وانهم لن يدعموا سوى مرشح له جذور قومية مثل رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش الذي من المقرر أن يكون أحد نواب قليجدار أوغلو حال فوزه بالرئاسة. طرح مسؤولون فكرة تأجيل الانتخابات ولكن سرعان ما تم التراجع عنها والمضي قدما في اجرائها في الموعد المحدد في 14 مايو وهو قرار يصعب على البعض فهمه. وقال موظف في قطاع التأمين يدعى محمود «ليس من الحكمة اجراء انتخابات في مايو. الناس متضررة ما زلنا نتألم». وروى محمود أنه ظل يسمع أصوات أبناء عمه يومين من تحت الأنقاض بعد الزلزال قبل أن تنقطع.
مشاركة :