ناجون من زلزال تركيا يعيدون النظر بشأن تأييد أردوجان في الانتخابات

  • 3/9/2023
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كهرمان‭ ‬مرعش‭ ‬–‭ (‬رويترز‭): ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يعتمد‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوجان‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الناخبين‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬تشيغدم‭ ‬تيب‭ ‬وقرى‭ ‬وبلدات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬لكن‭ ‬الزلزال‭ ‬المدمر‭ ‬وبطء‭ ‬عمليات‭ ‬الانقاذ‭ ‬ألقى‭ ‬بالضبابية‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مخلصا‭ ‬له‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭.‬ وهناك‭ ‬دلائل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬أردوجان‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬يدرك‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضمن‭ ‬الاصوات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مؤيدة‭ ‬له‭ ‬سابقا‭ ‬اذ‭ ‬يتحدث‭ ‬مسؤولون‭ ‬عن‭ ‬تسريع‭ ‬خطط‭ ‬اعادة‭ ‬البناء‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬الاصعب‭ ‬خلال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬لاردوجان‭ ‬في‭ ‬السلطة‭.‬ وقال‭ ‬سائق‭ ‬شاحنة‭ ‬في‭ ‬تشيغدم‭ ‬تيب‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬اقليم‭ ‬كهرمان‭ ‬مرعش‭ ‬الذي‭ ‬دمر‭ ‬الزلزال‭ ‬مراكز‭ ‬حضرية‭ ‬فيه‭ ‬بأكملها‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬القرية‭ ‬بأكملها‭ ‬صوتت‭ ‬لصالح‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬أي‭ ‬أحد‭ ‬السبب‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬الزلزال‭ ‬غير‭ ‬رأينا‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لان‭ ‬أول‭ ‬فرق‭ ‬الاستجابة‭ ‬والخيام‭ ‬تأخرت‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬الوصول‮»‬‭.‬ ومن‭ ‬الصعب‭ ‬تحديد‭ ‬حجم‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬يواجهه‭ ‬أردوجان‭ ‬نظرا‭ ‬لنقص‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وبالإضافة‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬ترددت‭ ‬المعارضة‭ ‬قبل‭ ‬الاتفاق‭ ‬أخيرا‭ ‬على‭ ‬مرشح‭ ‬لمواجهة‭ ‬أردوجان،‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬قلق‭ ‬الناخبين‭ ‬بينما‭ ‬يقول‭ ‬خبراء‭ ‬ان‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬الزلزال‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يغيروا‭ ‬رأيهم‭ ‬بسرعة‭.‬ لكن‭ ‬مقابلات‭ ‬أجرتها‭ ‬رويترز‭ ‬مع‭ ‬قرابة‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬المنصرم‭ ‬في‭ ‬كهرمان‭ ‬مرعش‭ ‬وأديامان‭ ‬وغازي‭ ‬عنتاب‭ ‬وهي‭ ‬أقاليم‭ ‬تنتشر‭ ‬فيها‭ ‬الخيام‭ ‬البيضاء‭ ‬وسط‭ ‬المباني‭ ‬المتضررة‭ ‬أو‭ ‬المنهارة‭ ‬تشير‭ ‬الى‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬الولاء‭ ‬حتى‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬متعصبين‭ ‬في‭ ‬تأييدهم‭ ‬لاردوجان‭.‬ قال‭ ‬طالب‭ ‬في‭ ‬ريف‭ ‬كهرمان‭ ‬مرعش‭ ‬والذي‭ ‬كغيره‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬أحجم‭ ‬عن‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬تغير‭ ‬رأيي‭ ‬تماما‭... ‬كنا‭ ‬نؤيد‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬بشدة‭ ‬هنا‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الزلزال‭ ‬غير‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭. ‬هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ماذا‭ ‬يفعلون‮»‬‭.‬ ودمرت‭ ‬الكارثة‭ ‬الاكثر‭ ‬فتكا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬تركيا‭ ‬الحديث‭ ‬مدنا‭ ‬وبلدات‭ ‬وأودت‭ ‬بحياة‭ ‬عشرات‭ ‬الالاف‭ ‬قبل‭ ‬شهر‭ ‬معظمهم‭ ‬في‭ ‬معقل‭ ‬لمحافظين‭ ‬كان‭ ‬يدعمون‭ ‬بقوة‭ ‬أردوغان‭ ‬وحزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقدين‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬يشكلون‭ ‬عينة‭ ‬صغيرة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬مليونا‭ ‬تضرروا‭ ‬من‭ ‬الزلزال‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬تركيا‭ ‬فان‭ ‬اراء‭ ‬من‭ ‬أجريت‭ ‬المقابلات‭ ‬معهم‭ ‬تلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناخبين‭ ‬الذين‭ ‬يمثل‭ ‬أبناء‭ ‬الريف‭ ‬والطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬أغلبيتهم‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬والبرلمانية‭.‬ واستاء‭ ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬المتساهلة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالبناء‭ ‬والتي‭ ‬سمحت‭ ‬بتشييد‭ ‬مبان‭ ‬سكنية‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬ثمانية‭ ‬طوابق‭ ‬ودمرت‭ ‬الهزات‭ ‬الارضية‭ ‬الالاف‭ ‬منها‭.‬ وانزعج‭ ‬البعض‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬اعتبروها‭ ‬بيانات‭ ‬متبلدة‭ ‬الشعور‭ ‬لقادة‭ ‬سياسيين‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬أردوجان‭ ‬الذي‭ ‬طلب‭ ‬الصفح‭ ‬الاسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬الاستجابة‭ ‬للزلزال،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أسرع‭ ‬بينما‭ ‬سخر‭ ‬آخرون‭ ‬من‭ ‬خطة‭ ‬الحكومة‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭.‬ لكن‭ ‬الناخبين‭ ‬وجدوا‭ ‬صعوبة‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬تخيل‭ ‬التصويت‭ ‬لأحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬ومرشحها‭ ‬كمال‭ ‬قليجدار‭ ‬أوغلو‭.‬ وقال‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬لرويترز‭ ‬إن‭ ‬المعارضة‭ ‬تأخرت‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬مرشح‭ ‬وانهم‭ ‬لن‭ ‬يدعموا‭ ‬سوى‭ ‬مرشح‭ ‬له‭ ‬جذور‭ ‬قومية‭ ‬مثل‭ ‬رئيس‭ ‬بلدية‭ ‬أنقرة‭ ‬منصور‭ ‬ياواش‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أحد‭ ‬نواب‭ ‬قليجدار‭ ‬أوغلو‭ ‬حال‭ ‬فوزه‭ ‬بالرئاسة‭.‬ طرح‭ ‬مسؤولون‭ ‬فكرة‭ ‬تأجيل‭ ‬الانتخابات‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬التراجع‭ ‬عنها‭ ‬والمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬اجرائها‭ ‬في‭ ‬الموعد‭ ‬المحدد‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬مايو‭ ‬وهو‭ ‬قرار‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬البعض‭ ‬فهمه‭.‬ وقال‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التأمين‭ ‬يدعى‭ ‬محمود‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬اجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬في‭ ‬مايو‭. ‬الناس‭ ‬متضررة‭ ‬ما‭ ‬زلنا‭ ‬نتألم‮»‬‭. ‬وروى‭ ‬محمود‭ ‬أنه‭ ‬ظل‭ ‬يسمع‭ ‬أصوات‭ ‬أبناء‭ ‬عمه‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬بعد‭ ‬الزلزال‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنقطع‭.‬

مشاركة :