أمراض اللثة تشعل التهاب المفاصل

  • 3/9/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن – توصلت دراسة أميركية جديدة الى ان اهمال صحة الفم لا يؤدي فقط الى تسوس الأسنان ورائحة الفم الكريهة، بل ان التبعات قد تذهب بعيدا لتضرب مفاصلنا. ووفق عالمة الأحياء الحاسوبية فيكي ياو من جامعة رايس في تكساس فان نوعا خطيرا من أمراض اللثة يمكن أن يؤدي إلى اشتعال التهاب المفاصل. وجدت فيكي ياو آثارا للبكتيريا المرتبطة بأمراض اللثة في العينات التي تم جمعها من مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي. أدى اكتشافها إلى سلسلة من التجارب التي أكدت وجود صلة بين نوبات التهاب المفاصل والتهاب دواعم السن. يُعتقد أن تتبع هذا الارتباط بين الحالتين يمكن أن يساعد في تطوير علاجات لالتهاب المفاصل الروماتويدي، وهو مرض التهاب المناعة الذاتية الذي يهاجم بطانة المفاصل ويمكن أن يسبب مشاكل في القلب والرئة والعين. قد يكون النهج الذي أدى إلى الدراسة مثمرا في سياقات مرضية أخرى، مثل السرطان. أوضحت ياو في بيان جامعي أن: "البيانات التي تم جمعها في التجارب من الكائنات الحية أو الخلايا أو الأنسجة المزروعة في أطباق بتري (أوعية يستعملها علماء الأحياء لاستنبات الخلايا كالبكتريا) مهمة حقا لتأكيد الفرضيات، ولكن في الوقت نفسه، ربما تحتوي هذه البيانات على معلومات أكثر مما يمكننا استنتاجه على الفور". تم تأكيد نظرية ياو عندما ألقت نظرة أعمق على البيانات التي تم جمعها من مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي من قبل دانا أورانج، الأستاذة المساعدة في التحقيق السريري وأخصائي أمراض الروماتيزم ، وبوب دارنيل، الأستاذ والطبيب المعالج في جامعة روكفلر ومعهد هوارد هيوز الطبي. كانت ياو تتعاون بالفعل مع أورانج وآخرين في مشروع مختلف يتتبع التغيرات في التعبير الجيني أثناء نوبات التهاب المفاصل الروماتويدي. قالت ياو: "قامت شركة أورانج بالعمل مع دارنيل، بجمع البيانات من مرضى التهاب المفاصل على فترات منتظمة، بينما كانت تراقب بشكل متزامن، وقت حدوث اشتعال الألم.. كانت الفكرة أنه ربما بالنظر إلى هذه البيانات بأثر رجعي، ستصبح بعض الأنماط مرئية لإعطاء أدلة على ما قد يتسبب في اندلاع التهاب المفاصل". وعند الفحص الدقيق، وجدت ياو أن الجراثيم في العينات التي تغيرت باستمرار عبر المرضى قبل نوبات الألم كانت مرتبطة إلى حد كبير بأمراض اللثة. وقالت: "أحد الأشياء التي ظهرت عندما كنا نناقش هذا هو، كم سيكون رائعا لو وصفت نوعا من غسول الفم للمساعدة في منع اندلاع التهاب المفاصل الروماتويدي". هذا الاكتشاف للمعلومات المفيدة في البيانات التي عادة ما يتم تجاهلها ألهم ياو لاتخاذ نهج مماثل في النظر إلى البيانات من مرضى السرطان. قالت الباحثة: "لقد اهتممت حقا بما يمكننا العثور عليه أيضا في التنقيب عن التوقيعات الميكروبية في العينات البشرية.. الآن، نحن نفعل شيئا مشابها في النظر إلى السرطان". وتابعت: "الأمل هنا هو أنه إذا وجدنا بعض الإشارات الجرثومية أو الفيروسية المثيرة للاهتمام المرتبطة بالسرطان، فيمكننا بعد ذلك تحديد الاتجاهات التجريبية المثمرة للمتابعة. وإذا أكدت التجارب وجود صلة سببية بين فيروس أو بكتيريا معينة ونوع من السرطان، فبالطبع قد يكون ذلك مفيدا للعلاجات". كيف نحافظ على صحة أفواهنا؟ وتتطلب العناية بصحة الفم الحفاظ على التوازن البكتيري بداخله، وهي مسألة في غاية الأهمية، لكن لا يتبعها الغالبية العظمي من الناس، وفق كتاب لطبيب الأسنان، كامي هوس، الذي تحدث فيه عن "كارثة" يقع فيها العديد من الناس. ويشير الطبيب في كتابه الذي استعرضته صحيفة "توداي" إلى أن "أفواهنا غير صحية بشكل لا يصدق في الوقت الحالي.. غالبية الناس يعانون من أمراض الفم، وهذا يعني أن ما نقوم به حاليا بلا فائدة". ويوضح الطبيب أن الطريقة المعتادة لغسل الأسنان بمعجون ومطهر شديد المفعول يؤدي إلى خلل ميكروبي في الفم، وقتل كل البكتريا في الفم، سواء الجيدة أو السيئة. ويوضح أن بكتيريا الفم تشبه بكتريا الأمعاء التي تتواجد بالمليارات ويوجد منها الضار والنافع ويشير إلى أن غالبية أطباء الأسنان مدربون في الغالب على ملء التجاويف أو تقويم الأسنان، بدلا من منع حدوث مشاكل أكبر. وينصح الطبيب الشهير بعدم استخدام منتجات العناية بالفم التي تحتوي على الكحول ومكونات أخرى يمكن أن تغير الميكروبيوم الفموي، مثل غسول الفم المطهر الذي يقتل 99 في المئة من الجراثيم، وبالتالى يتخلص من كل شيء باستثناء "الميكروبات الصغيرة شديدة القوة المستعدة لإعادة استعمار الفم بالكامل دون رادع بعد التخلص من البكتريا النافعة". كما يوصي ابدأ روتين العناية بالفم الصباحي قبل الإفطار، وليس بعده، لأنه كلما أكلت، يصبح الفم حامضيا ويمكن أن يلحق الضرر بالمينا إذا قمت بتنظيف أسنانك بالفرشاة على الفور. عليك الانتظار بين 30 إلى 60 دقيقة على الأقل بعد الوجبات والمشروبات قبل تنظيف الأسنان بالفرشاة. ويرى انه يجب بعد الاستيقاظ، استخدم غسول الفم القلوي لاستعادة درجة الحموضة في الفم، وتقليل أي ترسبات تراكمت أثناء الليل. وينصح ايضا باستخدام الخيط، والخيط العادي هو الأفضل، والخيار الثاني هو الخيط بمقبض، ثم خيوط الأسنان الكهربائية كما ينبه الى عدم تتجاهل تنظيف لسانك بمكشطة اللسان أو فرشاة "لأن هذه منطق مصدر كبير للبكتيريا التي تسبب رائحة الفم الكريهة". وينصح بالتنظيف باستخدام معجون أسنان آمن وفعال وفرشاة أسنان ناعمة، وتكرار هذا الروتين قبل النوم، لكن اعكس الترتيب، بحيث يكون آخر منتج للعناية بالفم تستخدمه قبل النوم هو غسول الفم القلوي. وفي الفترة بين غسول الصباح والمساء، يستحسن استخدم بخاخ إكسيليتول أو امضغ علكة إكسيليتول لموازنة حموضة الفم طوال اليوم.

مشاركة :