التهاب اللثة أحد الأمراض الشائعة والمؤلمة

  • 8/18/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تتكون اللثة من نسيج حيوي رخو، يقوم بستر العظم السنخي للفكين، وطبيعة هذا النسيج أنه شفاف، ويرجع اللون الأحمر له إلى التغذية الدموية الغزيرة.وتلتصق اللثة إلى العظم السنخي التحتي وإلى جدر السن، من خلال الألياف السنية، واللثة أحد الأجزاء الأربعة المكونة للنسيج الداعم حول السن.تصاب اللثة بالالتهاب أوما يسمى في بعض الأحيان بمرض اللثة، أو مرض دواعم السن، وذلك بسبب تراكم الجراثيم في جوف الفم، وربما يسبب إهمال علاج الالتهاب في بعض الحالات بفقد المصاب للأسنان.ويعد هذا المرض من الأمراض الشائعة، ومن أعراضه تهيج واحمرار وتورم اللثة، ويعد أكثر الأسباب وراء الإصابة بهذا المرض هو قلة العناية بنظافة الفم.ونتناول في هذا الموضوع، مشكلة التهاب اللثة بكل جوانبها، مع تقديم العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك الأعراض التي تظهر، وطرق الوقاية الممكنة مع أساليب العلاج المتبعة والحديثة. نزيف اللثة يبدأ التهاب اللثة في المراحل الأولية من الإصابة دون ظهور أعراض معينة، وفي الأغلب فإن المصاب في بعض الأحيان لا يعاني علامات أو أعراض بارزة، حتى في المراحل الأكثر تقدماً.وتشمل أعراض هذه الحالة حدوث نزف من اللثة، وخاصة أثناء استعمال المصاب لفرشاة الأسنان، كما أنها تصاب بالاحمرار، وتنتفخ، مع الحساسية الزائدة.وتنبعث منها رائحة كريهة أو طعم كريه، وذلك بصورة دائمة، ويحدث في بعض الأحيان ما يطلق عليه تراجع اللثة.وتظهر بسبب الالتهاب فجوات أو جيوب عميقة بين اللثة وسطح السن، كما يمكن أن يفقد المصاب بعض الأسنان، أوعلى الأقل يحدث تحرك للأسنان.وتتضمن أعراض التهاب اللثة تغير في مواقع الأسنان، وشكل التقائها والتصاق الواحدة بالأخرى، عندما يحكم المصاب إغلاق الفكين، وربما تحدث تغيرات في مكان الأسنان الصناعية أو تيجان الأسنان.ويمكن في بعض الحالات ألا يلاحظ المصاب أي من هذه العلامات، على الرغم من وجود الالتهاب بنسبة معينة، وربما أصاب التهاب اللثة جزءاً من الأسنان، ومن ذلك مثلاً أن يصيب الأضراس فقط. نظافة الفم يعد من أكثر أسباب الإصابة بالتهاب اللثة هو إهمال نظافة الفم، وعدم الاهتمام بها بالصورة المثالية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تكون اللويحات أو القلح على الأسنان، وبالتالي تصاب أنسجة اللثة المحيطة بالالتهاب.ويتكون القلح - وهو غشاء غير مرئي ولزج - بصورة أساسية من البكتيريا الموجودة على الأسنان، وذلك أثناء تفاعل السكريات والنشويات التي توجد في الطعام مع البكتيريا التي توجد عادة في فم المصاب، والقلح ينبغي أن يزال بشكل يومي لأنه يعيد تكوين نفسه سريعاً.يمكن أن يتصلب القلح الباقي على أسنان المصاب مكوناً الجير السني، وهو ما يتجمع عليه البكتيريا، ويكون من الصعب إزالة القلح بسبب وجود الجير، وذلك لأنه يكون طبقة تقي من البكتيريا، وتسبب تهيجاً على طول خط اللثة، وفي هذه الحالة، فإن المصاب يحتاج إلى متخصص حتى يزيل الجير. تغيرات هرمونية يتسبب بقاء القلح والجير مدة طويلة على أسنان المريض في زيادة تهيج اللثة، وذلك في المنطقة التي تحيط قاعدة أسنان المريض، وبالتالي يحدث التهاب اللثة.وتنتفخ اللثة ويحدث بها النزيف بمنتهى السهولة، وربما تسببت هذه الحالة في الإصابة بتسوس الأسنان، ومن الممكن أن يؤدي إهمال علاج هذه الحالة إلى الإصابة بالالتهاب في دعامات الأسنان، وهو ما يعرض المصاب لأن يفقد أسنانه بمرور الوقت.ويمكن أن ترجع الإصابة بالتهاب الأسنان إلى تغيرات هرمونية، مثل التي تحدث للمرأة في مراحلها العمرية المختلفة كالحمل وانقطاع الحيض، وتؤدي التغيرات الهرمونية إلى زيادة حساسية الأسنان، وبالتالي زيادة احتمال التهابات اللثة. أمراض وأدوية تؤثر بعض الأمراض في وضع اللثة، ومنها السرطان الذي يؤثر في مناعة المصاب، والسكري، الذي يؤثر في قدرة الجسم على امتصاص السكريات التي تتوفر في مختلف الأغذية، وهو الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بتلوثات الأسنان والتي تشمل التهاب اللثة.وتتسبب بعض الأدوية في الإصابة بجفاف الفم، أو التقليل من إنتاج اللعاب، ومن المعروف أن من وظائف اللعاب حماية الأسنان واللثة، وتشمل القائمة أدوية معالجة البلعوم والمضادة للاختلاجات، وذلك لأن هذه الأدوية ممكن أن تكون طبقة زائدة غير طبيعية على اللثة.ويمكن أن ترجع الإصابة بالتهاب اللثة إلى بعض العادات السيئة كالتدخين؛ حيث يؤثر في قدرة اللثة على التجدد والتعافي بشكل تلقائي، كما أن توفر تاريخ مرضي من التهابات اللثة ربما أسهم في الإصابة بالتهاب اللثة على أساس وراثي. التهاب دواعم الأسنان يخشي من تطور التهاب اللثة بسبب إهمال العلاج إلى أن يصبح مرضاً فيها، وذلك لأن الالتهاب ينتشر في الأنسجة والعظم الذي يقع تحتها، وهو ما يسمى بالتهاب دواعم الأسنان، وتشكل هذه الحالة خطراً كبيراً؛ حيث تهدد بأن يفقد المصاب بها أسنانه.ويرجح كثير من الأطباء، أن التهاب اللثة المزمن يكون مصاحباً لبعض الأمراض، كالسكري ومرض الشريان التاجي، والأمراض التنفسية والتهاب المفاصل الروماتويدي والسكتة الدماغية.وأشارت دراسات إلى أن البكتيريا المؤدية للإصابة بالتهاب دواعم الأسنان تستطيع الدخول إلى مجرى الدم عبر أنسجة اللثة، وبالتالي فإن هناك احتمالاً أن تصيب القلب والرئتين، وأجزاء الجسم الأخرى.ويمكن أن يصاب الشخص بالتهاب اللثة القرحي، أو ما يعرف بالتهاب اللثة التقرحي الناخر، وهو شكل حاد من التهاب اللثة يؤدي إلى النزف والالتهاب، إضافة إلى شعور المصاب بالألم والتقرحات، وينتشر هذا الشكل من الالتهاب في الدول النامية؛ حيث يكون سوء التغذية وسوء الأوضاع المعيشية أكثر شيوعاً.البحث عن علامةيبدأ الطبيب تشخيص التهاب اللثة بمراجعة التاريخ الطبي للمصاب، والأمراض التي ربما كانت سبباً في ظهور أعراض هذه الحالة.ويفحص الأسنان واللثة والفم بهدف البحث عن علامات تدل على اللوحة والالتهاب، كما يجري قياس عمق الجيبة للأخدود بين اللثة والأسنان، وذلك باستخدام مسبار الأسنان.ويقوم بإدخال المسبار بجوار السن أسفل خط اللثة، وعادة يكون في أكثر من موقع من الفم، كما أن عمق الجيبة غالباً ما يتراوح من مليمتر إلى 3 مليمترات، وربما أشار العمق الأكبر من ذلك إلى إصابة اللثة بأحد الأمراض.ويجري الطبيب أشعة سينية حتى يتأكد من فقدان العظام في المناطق التي تكون الجيوب فيها أكثر عمقاً.ويمكن أن يحتاج المصاب لبعض الفحوص الأخرى، وذلك في حالة عدم التوصل إلى سبب التهاب اللثة بشكل واضح، كفحص عظام الفكين للكشف عن ضمور أو هشاشة في العظم المحيط بالأسنان. خطة مختلفة تختلف خطة العلاج بحسب المرحلة التي عليها المريض، كما يؤثر فيها مدى استجابة الجسم، إضافة إلى ذلك، فإن حالة المريض الصحية العامة لها دور.ويعتبر هدفاً للعلاج تحفيز وتسهيل التصاق نسيج اللثة على سطح الأسنان بشكل سليم، مع تخفي الانتفاخات وتقليص عمق الجيوب، كل هذه الخطوات تكبح تفاقم التهاب اللثة الموجود.ويبدأ العلاج بالمسكنات التي تخفف من أعراض الالتهاب، كما يمكن لها أن تقي من تطور الالتهاب إلى فقد السن على سبيل المثال.وتتراوح خيارات العلاج بين السيطرة على كمية الجراثيم الموجودة بالفم مع الحد منها، وبين علاجات تتطلب تدخلاً جراحياً، من أجل استعادة الطبقة الداعمة للسن.ويمكن علاج اللثة من الالتهابات عبر مراقبة ومعالجة طبقة الجراثيم المتراكمة على الأسنان، وهو الأمر الذي يتم في معظم الحالات. عناية متخصصة تشمل العناية المتخصصة لالتهاب اللثة تنظيف الأسنان المتخصص، وفيه تتم إزالة جميع آثار الجير والقلاح وترسبات البكتيريا.ويطلق على هذه الخطوة إزالة الجير وكشط الجذر؛ حيث يزيل التقشير الجير والبكتيريا من على سطح الأسنان وتحت اللثة، كما يزيل كشط الجذر ترسبات البكتيريا التي يتسبب فيها الالتهاب.ويتم تنعيم أسطح الجذر، وهو الأمر الذي يوقف تراكب القلاح والبكتيريا، ويتم هذا الإجراء باستخدام الليزر أو جهاز موجات فوق صوتية.ويمكن أن يرجع التهاب اللثة إلى الأسنان غير المصطفة، أو تيجان الأسنان ذات المقاسات الخطأ، أو الجسور أو تركيبات الأسنان الأخرى.وتتسبب الحالات سابقة الذكر في صعوبة إزالة الجير الروتيني اليومي، ولذلك فإن الطبيب المعالج يمكن أن يلجأ في مثل هذه الحالة إلى ترميم الأسنان. خطوات الوقاية تشير دراسة طبية حديثة إلى إمكانية الوقاية من التهاب اللثة من خلال العناية بنظافة الفم، وذلك بغسل الأسنان مرتين يومياً على الأقل مع تنظيفها بالخيط الطبي.ويؤدي تنظيف الأسنان بالخيط الطبي إلى إزالة جزيئات الطعام العالقة، وكذلك البكتيريا، وبصفة عامة فإن غسل الأسنان بالفرشاة عقب تناول كل وجبة يقي من الإصابة بهذه الحالة.ويجب أن يكون هناك برنامج زيارة منتظم لطبيب الأسنان مرتين على الأقل في العام، وربما احتاج البعض إلى مزيد من التنظيف، وذلك في الحالات التي تعاني جفاف الفم أو المدخنين.وتعد الممارسات الصحية الجيدة مفيدة للوقاية من التهاب اللثة، ومن ذلك السيطرة على مستوى السكر بالدم بالنسبة لمن يعانون مرض السكري.ويجب أن يضع الطبيب برنامجاً فعالاً للحفاظ على النظافة، مع تحديد مواعيد متابعة دورية بهدف فحص وتنظيف الأسنان، وذلك لتجنب الإصابة بالتهاب اللثة مرة أخرى.

مشاركة :