فيما انتشلت تونس جثث 14 مهاجرا، اعتبرت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية تصريحات الرئيس سعيد عن المهاجرين الأفارقة، "مقلقة" لكنها قالت إن بروكسل ستواصل التعاون مع هذا "البلد الرئيسي" لمنع الهجرة غير النظامية إلى أوروبا. موجة مغادرة لتونس من قبل المهاجرين من أفريقيا جنوبي الصحراء، بعد تعرضهم لمضايقات إثر خطاب الرئيس قيس سعيد عن المهاجرين. قالت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون الخميس (التاسع من مارس/ آذار 2023) لدى وصولها إلى اجتماع لوزراء الداخلية الأوروبيين في بروكسل "نعم من الضروري التعاون مع تونس حتى لو كانت تصريحات الرئيس مقلقة جدا". وأضافت أن "تونس بلد أساسي للتعاون عندما يتعلق الأمر بمنع تهريب المهاجرين وعندما يتعلق الأمر بإعادة المواطنين التونسيين الذين يأتون إلى هنا وليسوا مؤهلين للحصول على الحماية الدولية، وكذلك للاستثمار في مسارات قانونية" للهجرة. وشدّد الرئيس التونسي في خطاب في 21 شباط/ فبراير على ضرورة اتّخاذ "إجراءات عاجلة" لوقف تدفّق المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوبي الصحراء، مؤكّدا أنّ هذه الظاهرة تؤدّي إلى "عنف وجرائم" وجزء من "ترتيب إجرامي لتغيير التركيبة الديموغرافية" للبلاد. بعد هذا الخطاب الذي دانته منظمات غير الحكومية ووصف بأنه "عنصري وبغيض"، تحدث مواطنون من إفريقيا جنوبي الصحراء عن تصاعد في الهجمات ضدهم وتوجه عشرات منهم إلى سفاراتهم لإعادتهم إلى أوطانهم. وفي مسعى منه للتهدئة، أكّد سعيّد لدى استقباله مساء الأربعاء بقصر قرطاج رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو امبالو أنّ أفارقة جنوبي الصحراء هم "إخوتنا"، وفق مقطع فيديو نشرته الرئاسة التونسية. وقرّر البنك الدولي الاثنين الماضي تعليق إطار الشراكة مع تونس بعد تزايد الاعتداءات على مهاجرين أفارقة في البلاد في أعقاب خطاب ندّد فيه الرئيس قيس سعيّد بـ"جحافل المهاجرين غير النظاميين".  وفي نفس اليوم (الاثنين) أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس عن "قلق بالغ" لدى الولايات المتحدة "إزاء تصريحات الرئيس سعيّد".  ودعا المتحدّث باسم الخارجية الأميركية الحكومة التونسية إلى "احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي وحماية حقوق اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين".   انتشال جثث مهاجرين قبال صفاقس وأعلن الحرس البحري التونسي، اليوم الخميس ، انتشال 14 جثة لمهاجرين بينهم نساء قبالة سواحل صفاقس، فيما ذكرت مصادر إيطالية أن نحو 1350 شخصا وصلوا السواحل الإيطالية في خلال 24 ساعة. وأنقذت وحدات الحرس البحري 54 آخرين ينحدرون من دول أفريقيا جنوبي الصحراء إثر غرق مركب كان يقلهم، وفق ما أفاد به المتحدث باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ). تعد المنطقة أمام سواحل صفاقس منصة رئيسية لانطلاق قوارب الهجرة غير النظامية نحو السواحل الإيطالية القريبة. وقال المتحدث باسم محكمة صفاقس فوزي المصمودي لـ(د. ب. أ) إن السلطات القضائية فتحت تحقيقا في حادثة غرق مركبين كانا يقلان المهاجرين في عمليتي إنقاذ نفذتها وحدات الحرس البحري ليل الأربعاء على الخميس. وأفاد المصمودي بنجاة 34 مهاجرا في المركب الأول ووفاة ثلاثة مهاجرين فيما نجا من المركب الثاني 20 مهاجرا وتوفي 11. وتعد المنطقة منصة رئيسية لانطلاق قوارب الهجرة غير النظامية نحو السواحل الإيطالية القريبة. ويأتي هذا الحادث بينما يرغب عدد كبير من المهاجرين في مغادرة تونس بعد تصريحات وصفت "بالعنصرية" أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيّد. ع.ش/ ص.ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ)