رغم أن العاصمة السودانية لا تعرف الربيع، إذ تنتقل من موسم الشتاء إلى الصيف الحار مباشرة إلا أن معارض الزهور التي تنظمها جمعية "فلاحة البساتين" تزين الخرطوم بألوان الأشجار والورود. الخرطوم - روائح جميلة للزهور بألوانها المتنوعة بين الأحمر والأخضر والأصفر والأبيض والبنفسجي، في معرض الزهور السنوي في الخرطوم، ويستهوي زواره من عشاق النباتات. ويختتم المعرض الذي تنظمه جمعية “فلاحة البساتين” السودانية، غدا السبت ويضم نحو 250 مشتلا، وتشارك فيه 13 شركة زراعية. ويحتوي المعرض الذي انطلقت دورته الـ81 في 24 فبراير الماضي، أيضا على أشجار مثمرة ونباتات الزينة كالورد الإنجليزي ونبات السايكس من عائلة النجيليات، وغيرها. وقال أمين المال بجمعية “فلاحة البساتين” إبراهيم الجيلي “إضافة إلى الأشجار والمشاتل هناك 12 محل أصيص بلاستيك وفخار و53 محل إكسسوار وفولكلور شعبي و8 قرى سياحية من كافة أنحاء السودان”. وأضاف أن “المعرض يحتوي على نباتات صحية بأسعار مناسبة وهناك إقبال على المعرض من قبل الزوار لكن شراء الزهور ضعيف نسبة إلى الأوضاع الاقتصادية في البلاد”. نباتات صحية بأسعار مناسبة ◙ نباتات صحية بأسعار مناسبة وتابع “جميع أنواع نباتات الزينة وأشجار الظل والورود والأزهار وأشكالها موجودة في المعرض، والأشجار المثمرة موجودة أيضا مثل القريب فروت والمانجو والبرتقال واليوسفي والتين والزيتون والتوت بالإضافة إلى الزنجبيل والكباب الصيني، كما توجد أنواع نباتات الزينة الموسمية والدائمة". وقال "جميع فصائل النباتات موجودة في المعرض ولدينا الآلاف من المشاتل والزهور المحلية والمستوردة من الخارج بمقاسات مختلفة". وأضاف أن هنالك فعاليات وبرامج ثقافية وأدبية وموسيقية وغنائية طيلة أيام العرض، لها مساحاتها وهي وسائل لجذب الزوار والترويح عن النفس، تتضمن استضافة الفنانين والفرق الغنائية التراثية. ومن جهته، قال عضو مجلس إدارة “فلاحة البساتين” عاطف محمد صالح أن “المعرض وجهة للطلاب والأطفال والجمعية تعمل على نشر الوعي الثقافي والبستاني ولديها دورات تدريبية وعضويتها ما يقارب ألفي عضو". وأضاف “المعرض يحتوي على الآلاف من المشاتل والزهور بالإضافة إلى الدورات التدريبية (..) وعلى زاويا للفلكلور السوداني والأشغال اليدوية". وأوضح أن هناك فعاليات أخرى في المعرض تتمثل في الفلكلور والمُقتنيات الأثرية وأشياء أخرى كثيرة، فالزائر يقضي أروع الأوقات وهذا يبدو واضحًا من توافد الأُسر والأفراد والمجموعات والشباب بمُختلف أعمارهم إلى الحديقة النباتية، حيث أصبح معرض الزهور السنوي كرنفالا ينتظره البعض بشغف كل عام، يخرجون منه محملين بباقات من السرور والفرح بعد قضاء يومٍ كامل لا مكان فيه للاكتئاب أو اليأس. بدورها، ذكرت مها عبدالله المهتمة بالتراث السوداني أنها تنظم “معرضا دوريا بمناسبة المعرض للتعريف بالأعمال اليدوية الإبداعية”. وأضافت “تخصصت في تشكيل الأعمال الهندسية من القرع، وتلوين الأعمال الخشبية”. وتابعت، “اهتمامي بالتراث يهدف إلى ربط الماضي بالحاضر، ولا بد للقديم أن يواكب الجديد في أشكال هندسية رائعة”، مؤكدةً ضرورة الاهتمام بالتراث السوداني والحفاظ عليه من الاندثار. ◙ فعاليات وبرامج ثقافية وأدبية فنية ينظمها فنانون والفرق التراثية طيلة أيام المعرض لجذب الزوار والترويح عنهم وإلى جانب معرض الزهور السنوي تنظم جمعية “فلاحة البساتين” معرض زهور الخريف في أكتوبر ومهرجان المانغو في يونيو من كل عام. والجمعية غير حكومية تأسست عام 1934 واسطة عدد من كبار موظفي حكومة السودان من البريطانيين والسودانيين كفرع منتسب لجمعية فلاحة البساتين البريطانية. وتقدم الجمعية خدمات الكهرباء والحراسة وكذلك خدمة إيجار المحلات بأسعار رمزية في المعرض، لأنّ الهدف هو مُساعدة مُنتجي النباتات والزهور وتشجيعهم على الاستمرار في مهنتهم. وقصة زهرة الرئيس السوداني الأسبق جعفر محمد نميري البلاستيكية التي توسّطت مكتبه شهيرة، وعند سؤاله عن مأتاها أفاد العاملون بالمكتب أن الأمين العام لمجلس الوزراء قد جلب هذه الزهرة، ما أثار حفيظة النميري وغضب غضباً شديدا وطلب بحمل الزهرة إلى أعلى المبنى حيث قام بقذفها وتحطمت وتناثرت. وكانت غضبة الرئيس مردها أن الزهرة كانت بلاستيكية في مكتب رئيس أكبر دولة عربية زراعية تمتلك 200 مليون فدان أي ما يعادل 83 مليون هكتار من الأراضي الزراعية الخصبة والمستغل منها يمثل نسبة مئوية ضعيفة. ويقول الخبراء إن السودان من الدول التي يمكن لها المنافسة بالأسواق الدولية للزهور ونباتات الزينة في ظل تنوع المناخ بها طوال العام مما ينعكس علي الاستفادة من هذه الإمكانيات في مشروعات نباتات الزينة وزهور القطف إذا تم استخدام الموارد الأرضية والمائية بكفاءة.
مشاركة :