وأنا أشاهد «الفرحة» الكبيرة والعارمة لبعض أنصار فريق النصر بعد تغلب فريقهم على متذيِّل دوري روشن السعودي فريق الباطن، في مباراة ماراثونية، استمرت طوال الـ90 دقيقة بفوز فريق الباطن، واستمرت بعد ذلك 17 دقيقة كوقت بدل ضائع «كان حوله جدل كبير»، استطاع فريق النصر العودة والانتصار بثلاثية! أقول وأنا أشاهد تلك الفرحة الجماهيرية النصراوية المبالغ فيها، تذكرت ما حققه فريق الهلال، خلال الثلاث السنوات الماضية، من بطولات محلية وقارية، وإنجازات عالمية، على مستوى الفريق الأول في كرة القدم، حيث حقق الدوري السعودي ثلاث مرات متتالية، كأول فريق يحقق هذا الرقم منذ إقرار دوري المحترفين، كما حقق كأس الملك، وكأس السوبر، وحقق بطولة دوري أبطال آسيا مرتين 2019 و2021، وتأهل لكأس العالم للأندية ثلاث مرات، ووصل لنهائي كأس العالم، وحقق الميدالية الفضية، وتذكرت بعد ذلك، الهدوء الذي كان يعم الجماهير الهلالية، والمسؤولين عن النادي، وكيفية تعاملهم «الطبيعي» مع تلك البطولات، التي لو حصل عليها غيرهم، لتغنوا بها طويلاً، وظلوا يرددون تلك المنجزات على مر العصور، ولكن لغة الهلال وجماهيره مختلفة، فهم يرون مكان فريقهم الطبيعي «منصات الذهب»، ولذلك لا يعطون البطولات حينما تتحقق أهمية كبيرة، كونهم يعتبرون تحقيقها أمراً طبيعياً، يفرحون بالبطولة حينما تتحقق ساعات قليلة، ومن ثم يفكرون في مستقبل فريقهم، وتكون ردة فعلهم كبيرة، وربما في بعض الأحيان يبالغون فيها، إذا ما ابتعد فريقهم عن منصات الذهب، وهذا لا شك أنه أحد أهم أسباب تفوق الهلال واستمراره في تحقيق البطولات على مدى ستة عقود، وستبقى جماهيره سر انتصاراته وزعامته وتفرده عن البقية، طالما هي متمسكة بمبادئها التي زرعها فيهم شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- وسار عليها من تبعه من رؤساء هذا الكيان الشامخ. ونستشهد هنا، بردة فعل الجماهير الهلالية بعد تعادل فريقهم مع الوحدة في مكة ومن ثم خسارته من أمام الفتح في الرياض، حيث تراجع مستوى لاعبي الهلال في هاتين المباراتين، وكانت ردة فعل الجماهير كبيرة جداً، ولم تشفع للفريق منجزاته التي حققها قبل أيام من عودته للدوري، وهذا هو ديدن المحبين للهلال، حيث لا يكتفون بالبطولات، ولا تشبع رغباتهم الإنجازات، بل طموحهم الدائم هو الاستمرار في تحقيق الذهب، وعدم الاكتفاء بالإنجازات الماضية، وهدفهم الواضح والصريح، المنافسة على كافة البطولات، ومن لا يستطيع تحقيق ذلك الهدف، فلن يكون له دور في فريقهم. تحت السطر - في كل مرة يحاول فيها اتحاد كرة القدم منح حكامه المزيد من الفرص لإثبات وجودهم، وقدرتهم على إدارة مباريات الدوري السعودي، «يفشلون» في إثبات أنفسهم، و»يبصمون» على أن ثقة الوسط الرياضي «أندية وإعلاماً وجماهير» انعدمت في الحكم السعودي مع كامل احترامنا لهم، ولكن كـ تقييم أداء، لن يستطيع التحكيم السعودي العودة للتألق بمثل الحكام الموجودين حالياً على الساحة، والذين مُنحوا العديد من الفرص، ولكنهم خذلوا كل مسؤول راهن عن بروزهم. - مشكلة الحكم السعودي تكمن في «ضعف الشخصية، و»التأثر بالضغوط الإعلامية والجماهيرية»، ناهيك عن ضعف الأداء بشكل عام، وسوف تستمر معاناة الأندية مع الحكم السعودي، طالما أن لجنة الحكام ما زالت مقتنعة بأن هذا الجيل من الحكام لديهم الكثير ليقدموه، وتدافع عنهم حتى وهم يخطئون، بينما لو عملت اللجنة على جيل جديد، يتسم بقوة الشخصية والصرامة، وفهم وتطبيق القانون، لخرجت اللجنة بأكثر من حكم مميز، فنحن شعب شغوف بكرة القدم، ومن البديهي أن تجد العشرات ممن يتمنون الانخراط في التحكيم، ولكن اللجنة اكتفت بحكامها السابقين، ويبدو أنها بعيدة كل البعد عن العمل والتطوير، وانعدام الرؤية الواضحة لمستقبل التحكيم السعودي، وإلا لما شاهدنا الحكام الفاشلين لا يزالون مستمرين رغم كثرة أخطائهم وتكرارها. - الهلال الذي يلعب في الدوري يختلف كلياً عن الهلال الذي قدم مستويات كبيرة في كأس العالم للأندية وحقق الميدالية الفضية، ويختلف عن الهلال الذي وصل قبل أيام لنهائي دوري أبطال آسيا، وما قدمه دورياً أمام الوحدة ومن ثم الفتح، يدل على تدني طموح اللاعبين، مع وجود أخطاء تُحسب على دياز.
مشاركة :