أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية تميز وقوة علاقات الصداقة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة والأرجنتين التي تستند إلى تاريخ طويل من التفاعلات المثمرة و المصالح الاقتصادية و الدولية المشتركة بين البلدين. وقال سموه في مقال له في صحيفة كلارين الأرجنتينية اليومية - بمناسبة زيارته للأرجنتين - وتنشره غدا يسرني أن أزور الأرجنتين بهدف تجديد هذه الروابط والتعبير عن تهاني دولة الإمارات الحارة للحكومة الأرجنتينية الجديدة بقيادة السيد ماوريثيو ماكري على انتخابها مؤخرا .. ونحن في الإمارات نتطلع إلى العمل مع الرئيس ماكري ونعتقد أننا معا سنكون قادرين على انجاز الكثير لمصلحة بلدينا وشعبينا . وأضاف سموه .. نحن في منطقة الشرق الأوسط نثمن منذ وقت بعيد انخراط الأرجنتين لمصلحة السلام والأمن في هذه المنطقة .. وأذكر على وجه الخصوص الدعم الواسع الذي تقدمه الأرجنتين للقضية الفلسطينية.. فحتى هذا اليوم ..يبقى الصراع الاسرائيلي الفلسطيني واحدا من أكبر أسباب النزاع وانعدام الاستقرار في منطقتنا. ومن المؤسف أنه حتى الآن هناك اهتمام ضئيل للغاية يعطى لهذه المسألة التي ما تزال سبب الانقسام في المنطقة . فالأرجنتين باعتبار أنها صوت مهم من خارج هذه المنطقة يمكن أن تلعب دورا مهما في تركيز انتباه العالم على هذه القضية الحيوية واقتراح طرق جديدة ومبتكرة في المستقبل. وأشار سموه إلى أن إضافة إلى ذلك .. يمكن للأرجنتين والامارات أن تلعبا معا دوراً مهما في ما يتعلق بتعزيز التعاون متعدد الجوانب بين منطقتينا. فقمة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية أسبا التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض في شهر نوفمبر الماضي قد أظهرت أن هناك عوامل مشتركة كثيرة وروابط ودية بين المنطقتين. . ولذا فإننا نتطلع إلى العمل مع الأرجنتين لتعزيز التعاون الاقليمي بعد قمة الرياض. وإضافة إلى ذلك ترتبط الامارات والأرجنتين بمصالح اقتصادية مشتركة قوية.. ففي العام 2014 وصل حجم التجارة غير النفطية بين البلدين إلى 260 مليون دولار وهناك إمكانية كبيرة لزيادة هذا التبادل. فالإمارات العربية المتحدة ترى نفسها كبوابة مستقبلية للمنتجات الأرجنتينية إلى الشرق الأوسط. وقد لعب المكتب التجاري الارجنتيني في ميناء جبل علي في دبي والمكتب التجاري الاماراتي في مقاطعة سانتافي دورا مهما في رفع التجارة بيننا إلى مستواها الحالي. وفي المستقبل لا شك في أنهما سيلعبان أيضا دورا مهما في دفع التجارة والاستثمار بين البلدين إلى مستويات جديدة. إن الامارات العربية المتحدة أصبحت منذ عدة سنوات رائدة عالميا في ميدان الطاقة المتجددة المهم وهي تسعى على نحو ثابت إلى تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال وتوفير ردود قوية على مسألة التغير المناخي ذات الأهمية الحاسمة. وفي الحقيقة أن الامارات ترى فرصا واعدة للتعاون مع الارجنتين في قطاع الطاقة المتجددة. وفي هذا الصدد قدم صندوق أبو ظبي للتنمية وبالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة آيرينا تمويلا قدره 15 مليون دولار لدعم مشروع ناهافي للطاقة المائية وهو ما يعد مؤشرا قويا إلى ما نرجو أن ننجزه من خلال التعاون الوثيق بين بلدينا في مجال حماية البيئة لمصلحة أجيال المستقبل. ومن غير الممكن تجاهل تأثيرات تغير المناخ ولا التقليل من شأنها وهنا تعتبر دولة الامارات العربية المتحدة.. الأرجنتين شريكا دوليا رئيسيا في التغلب على هذا التحدي في السنوات القادمة. وإنني أتطلع قدما إلى استكشاف فرص جديدة ومهمة وتطوير حلول مشتركة في هذا الميدان المهم جدا. ومن خلال هذه الزيارة آمل أن نتمكن معا من إرساء أسس مستقبل مشرق وديناميكي مبني على أسس الاحترام والثقة والمساواة.
مشاركة :