أعرب ما يقرب من 96 في المائة من المستطلعة آراؤهم، في استطلاع عالمي للرأي أُجري مؤخرا حول تنمية الصين، عن إعجابهم بالإنجازات التي حققها هذا البلد الآسيوي خلال العقد الماضي. فقد أعرب ما يقرب من 60 في المائة من المستطلعة آراؤهم عن إعجابهم في الغالب بما شهدته الصين من "تنمية اقتصادية" و"تقدم في مجال العلوم والتكنولوجيا" في السنوات الأخيرة، حسبما كشف الاستطلاع الذي أجرته وكالة أنباء ((شينخوا)) واستطلعت خلاله آراء 1200 شخصا من أكثر من 60 دولة معظمهم أكاديميون ومهنيون في مجالات السياسة والعلوم الاجتماعية والأعمال. أظهرت نتائج الاستطلاع أن إجمالي 83.1 في المائة يرون أن حيوية الاقتصاد الصيني وإمكاناته سيكونا مصدرا مستمرا للثقة والقوة بالنسبة للاقتصاد العالمي. وقد كان "المسار الصيني نحو التحديث" و"مبادرات التنمية العالمية" و"المجتمع ذي المستقبل المشترك للبشرية" و"القيم الإنسانية المشتركة المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية" من بين العديد من المفاهيم والمبادرات التي تدعو الصين إليها فيما يتعلق بكل من حوكمة الدولة والتفاعلات العالمية والتي يود المستطلعة آراؤهم معرفة المزيد عنها، حسبما كشف الاستطلاع. ومن ناحية أخرى، انجذب معظم المستطلعة آراؤهم إلى كلمات رئيسية مثل "الاقتصاد المفتوح على مستوى أعلى"، و"الصين الرقمية"، و"المدن الذكية"، و"النهوض بالريف"، التي سلطت الصين الضوء عليها في مخططها التنموي. واتفق إدواردو رولدان القنصل العام السابق للمكسيك في هونغ كونغ الصينية مع النتائج وخاصة الجزء الخاص بالإنجازات التي حققتها الصين خلال العقد الماضي. وقال إنه اندهش بمشاريع الذكاء الاصطناعي التي تديرها الجامعات الصينية خلال زيارته الأخيرة في عام 2019. وذكر رولدان أن "(المسار الصيني نحو) التحديث يرتكز على التعليم عالي الجودة، والتجارة الحرة، وانفتاح الصين على العالم، والابتكار التكنولوجي"، مضيفا أن عملية التحديث مخططة بعناية. بدوره، اتفق بهوكين بهالاكولا، الرئيس السابق للبرلمان التايلاندي، في أن المسار الصيني للتحديث يؤكد على رفاه الشعب ويتطلع إلى تحسين معيشته. وأضاف بهالاكولا قائلا إن الصين تشارك أيضا تجربتها التنموية الخاصة مع الدول النامية الأخرى لتحقيق التنمية المشتركة. كما وجد الاستطلاع إلى أن مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين في عام 2013، جلبت إمكانات تنموية وفرص تعاون هائلة للدول والمناطق بينما ساعدت في بناء علاقات وسلام قويين على الصعيد الدولي. ومن ناحية أخرى، يقول المستطلعة آراؤهم إنه في العقد الماضي، أصبحت المزيد والمزيد من "السلع ذات العلامات التجارية الصينية" و"مشاريع البنية التحتية (ذات الصلة بالصين)" و"المنتجات الثقافية الصينية"، مكونات مألوفة في حياتهم اليومية. وصرح كريستوفر موتسفانغوا، أمين شؤون الإعلام والدعاية بحزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي الحاكم في زيمبابوي، لـ((شينخوا)) بأن عوائد التنمية الصينية قد تجاوزت بالفعل الصين من خلال مبادرات مثل الحزام والطريق. وقال موتسفانغوا، الذي سبق أن شغل منصب سفير بلاده لدى الصين، "لقد كانت لعبة محصلتها صفر حتى الآن. وما فعلته الصين هو جعلها لعبة مربحة للجميع". وأشار موتسفانغوا إلى أن التعاون الصيني مع أفريقيا اليوم حقق الربط البيني ليشجع التجارة داخل أفريقيا، على عكس الوقت الذي كانت فيه البنية التحتية للسكك الحديدية في أفريقيا تهدف إلى نهب موارد القارة من قبل القوى الاستعمارية. "إن مبادرة الحزام والطريق هي أحد المظاهر الملموسة لانفتاح الصين"، هكذا قال يرسلطان جانسيتوف، كبير الخبراء في معهد الاقتصاد والسياسة العالمية في قازاقستان. وأضاف جانسيتوف أن "هذا العام يصادف الذكرى العاشرة لطرح مبادرة الحزام والطريق. وفي ظل النمط الجديد لانفتاح الصين، أثق بأن المبادرة ستكسب قوى دافعة جديدة للتنمية".
مشاركة :