خطيب المسجد الحرام: الإرهاب الأعمى يتهاوى على صخرة التلاحم

  • 2/6/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن الإضرار بالمساجد ودور العبادة وانتهاك حرماتها وترويع الساجدين الآمنين يتنافى مع مقاصد شريعتنا السامية، لافتا إلى أن الشريعة منجاة من عواصف الآراء النزقة المضلة وأمواج الأهواء الفاتنة المزلة، وشدد في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام، على أن أعمال الإرهاب العمياء ستتهاوى على صخرة التلاحم وقوة البناء. وقال «جاءت الشرائع كلها برعاية الأنفس وصيانتها لأنه يتوقف عليها نظام العالم»، مضيفا أن قتل النفس يتنافى مع الحكمة من الخلق والإيجاد، وفي شريعة الإسلام قرن الله قتل النفس بالشرك به. وأبان أن الإسلام دين السلام وأن أحكام الشريعة ما شرعت إلا لمصالح العباد في المعاش والمعاد، مؤكدا أن شريعتنا إعمار لا دمار، بناء ونماء لا هدم وفناء، إشادة لا إبادة، وما تعمد إليه فئات مارقة ضالة آبقة بإيقاظ الفتن النائمة في أفكار حالمة ومناهج هائمة تعمد إلى سفك الدم الحرام والإجرام ومحاولة طمس مكتسبات هذه الديار المباركة وتدمير منشآتها ومقدراتها التي هي رمز قوتها، وتقتيل الأبرياء والعزل بل والأدهى والأمر التطاول على بيوت الله. وأضاف: «الضرب بالسيف لمن أراد أن يفرق جمع الأمة أو يخرق وحدتها، فكيف بمن يقتل ويصنع المتفجرات ويعمل على ترويجها، ويسعى جاهدا إلى زعزعة الأمن وعدم استقراره، ونشر الذعر بين أفراد المجتمع، وتهون عليه أرواح معلقة بالمساجد ما بين راكع وساجد، ومن أجل كينونة النفوس العليلة الباطشة الشريرة ودفع القتل المريع رتب المولى جل في علاه العقوبة القصوى على هذه الجريمة النكراء وما ذاك إلا توطيد للأمن وحماية للمجتمع وقطع لدابر الجريمة واستئصال لكل ما يؤدي إلى انتشار الفوضى». وزاد: «إن الأحكام التشريعية بلغت من الدقة والعدل والإنصاف ما يبهر العقلاء، كما أنها جمعت بين الاعتدال والوسطية والملاءمة لكل زمان ومكان»، مؤكدا أن تطبيق الحدود والتعزيرات الشرعية زواجر وإشاعة للأمن والطمأنينة في المجتمعات، وهي رحمة للخلق وإحقاق للحق وتوخ للعدل ورفع للظلم، كما أن في تطبيقها رفعا لمنار الشريعة وحفظا وتمتينا للأمة، ولما كانت المجتمعات سفن نجاة تصل بأهلها إلى بر الأمان وشاطئ السلام، وجب منع المجرمين والمخربين من خرقها، وألا يسمح للمفسدين والعابثين بثقبها، مع الأخذ على أيديهم بما يردعهم ويكف شرهم ويمنع بغيهم. وبين أن من فضل الله على هذه البلاد تطبيق هذه الشريعة وإقامة حدودها في قضاء نزيه مستقل لا سلطان لأحد عليه غير سلطان الشرع الحنيف، وقال : ومن أجدر من بلاد الحرمين الشريفين وهي التي تتمتع بالعمق الديني والثقل العالمي والمكانة الدولية المرموقة، وهي المؤهلة دينيا وتاريخيا وحضاريا من حمل الراية في الأزمات الخانقة، وذلك بإفراز النموذج الإسلامي الحضاري الموفق بإشراقاته وجمالياته في كل مجال من المجالات، ولا ينال منها تلك الصيحات الصارخات التي تظهر كعادتها أفاعي بين الأودية فتنفث بسمومها وتهيج بفحيحها من يتباكون بدموع التماسيح على سفينة الأمة، وهم يخرقونها وينوحون نوح النائحة المستأجرة ويتصيدون في انتضال نصالهم العفنة صوب ثوابتنا وقيمنا الراسخة الشامخة في صورة انتهازية مقيتة ونفعية بغيضة، متباكين على الجناة المجرمين الظالمين متناسين المصابين المظلومين، مدعين أن الحدود قسوة ووحشية مشنشنين بحقوق الإنسان والحرية الشخصية، وهم الكائلون بمكيالين الناظرون بعين السخط والإرهاب والطائفية. وأكد أن بلادنا اكتوت بنار الإرهاب في حوادث متكررة كان آخرها الجريمة النكراء في محافظة الأحساء في حلقة سوداء ضمن سلسلة دهماء من أعمال الإرهاب العمياء التي ستتهاوى من خلالها أسلات الأعداء على صخرة التلاحم وقوة البناء، ألا فلتسلم بلاد الحرمين الشريفين ولتهنأ موئل العقيدة ومأرز الإيمان، فلقد أثبتت بفضل الله الخروج من الأزمات أكثر تماسكا وأشد تلاحما وثقة وإصرارا على استئصال شأفة الإرهاب واجتثاث جذوره في كفاءة أمنية مميزة يضطلع بها رجال الأمن في إنجازات مباركة واستباقات موفقة.

مشاركة :