الباجي قايد السبسي.. رَجُل تونس المخضرم

  • 2/6/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الرئيس التونسي الحالي الباجي قايد السبسي، هو محام وسياسي مخضرم تقلد عدداً من المناصب الحكومية على مدى العقود السبعة الماضية أبرزها رئاسة الوزراء. كان أحد أعضاء الحزب الاشتراكي الدستوري إلى أن تركه العام 1971، لينضم بعدها عام 1978 إلى حركة الديمقراطيين الاشتراكيين. انتخب في مجلس النواب عام 1989 وتولى رئاسة المجلس بين 1990 و1991. أسس السبسي في 2012 حزب نداء تونس الذي فرض نفسه سريعاً على الساحة السياسية كأكبر خصم علماني لحركة النهضة الإسلامية. ويضم الحزب نقابيين ويساريين ومنتمين سابقين إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في عهد بن علي الذي حكم تونس بين 1987 و2011. وتم حلّه بقرار قضائي في مارس 2011. ويقول السبسي، إن حزبه لم يضمّ إليه مسؤولين تولوا حقائب وزارية في عهد بن علي. وصرح بأن المنتمين السابقين لحزب التجمع يبقون مواطنين ولهم حق المشاركة في الحياة السياسية. وحرمانهم من هــذا الحق يشبه انتزاع الجنسية منهم. في 2013 نزل نداء تونس بثقله في احتجاجات وتظاهرات طالبت بالإطاحة بحكومة الترويكا التي كانت تقودها حركة النهضة، وذلك إثر اغتيال القيادي المعارض محمد البراهمي. واتهم قائد السبسي، حركة النهضة بالتراخي في التعامل مع عنف المجموعات المتطرفة التي ظهرت في تونس بعد الثورة. حياتهولد محمد الباجي بن حسونة قايد السبسي بمنطقة سيدي بوسعيد في تونس العاصمة في 26 نوفمبر 1926. وينتمي لعائلة من سكان حي باب الأقواس بتونس العاصمة، انتقلت أسرته إلى الضاحية الجنوبية بمدينة حمام الأنف، وعند بلوغه سن العاشرة سنة 1936، توفي والده. تلقى السبسي دراسته بمعهد الصادقية بتونس العاصمة، ثم أكمل الجزء الثاني من الباكالوريا بديجون سنة 1948، وفي 1949 تحول إلى باريس ليواصل الدراسات العليا في الحقوق حيث التقى بالحبيب بورقيبة الابن، وتوطدت بينهما علاقة سمحت له بالالتقاء بالحبيب بورقيبة الأب سنة 1950. عاد إلى تونس في 1952 بعد إنهاء دراسته الجامعية. بعد عودته إلى تونس انضم إلى مكتب المحامي فتحي زهير في نفس السنة، وأدى القسم يوم 3 أكتوبر 1952، وانطلق فوراً في الترافع بعد أسابيع قليلة إثر اغتيال فرحات حشاد يوم 5 ديسمبر. واشتغل لفترة طويلة محامياً لدى الاتحاد العام التونسي للشغل. وتولى عدة مسؤوليات مهمة في الدولة التونسية بين 1963 و1991. ثم تولى منصب رئاسة الوزراء منذ 27 فبراير 2011 إلى غاية 13 ديسمبر 2011. ناضل السبسي في الحزب الحر الدستوري الجديد منذ شبابه، وبعد الاستقلال عمل مستشاراً للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، ثم مدير إدارة جهوية في وزارة الداخلية. وفي 1963 عين على رأس إدارة الأمن الوطني بعد إقالة إدريس قيقة على خلفية المحاولة الانقلابية التي كشف عنها في ديسمبر 1962. عام 1965 عين وزيراً للداخلية بعد وفاة الطيب المهيري، وساند من منصبه التجربة التعاضدية التي قادها الوزير أحمد بن صالح. تولى وزارة الدفاع بعد إقالة هذا الأخير في 7 نوفمبر 1969 وبقي في منصبه لغاية 1970 ليعين سفيراً في باريس. جمد نشاطه في الحزب الاشتراكي الدستوري عام 1971 على خلفية تأييده إصلاح النظام السياسي وعام 1978 انضم لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة أحمد المستيري. رجع إلى الحكومة في 3 ديسمبر 1980 كوزير معتمد لدى الوزير الأول محمد مزالي الذي سعى إلى الانفتاح السياسي، وفي 15 أبريل 1981 عين وزيراً للخارجية خلفاً لحسان بلخوجة. إدانة إسرائيل لعب دوراً مهماً في أثناء توليه وزارة الخارجية في قرار إدانة مجلس الأمن للغارة الجوية الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط. في 15 سبتمبر 1986 عين سفيراً لدى ألمانيا الغربية. بعد انقلاب 7 نوفمبر 1987، انتخب في مجلس النواب عام 1989 وتولى رئاسة المجلس بين 1990 و1991. قام بسرد تجربته مع بورقيبة في كتاب الحبيب بورقيبة، البذرة الصالحة والزؤام الذي نشر عام 2009. في 27 فبراير 2011 عينه الرئيس المؤقت فؤاد المبزع رئيساً للحكومة المؤقتة، وذلك بعد استقالة محمد الغنوشي. واستمر في منصبه حتى 13 ديسمبر 2011 حين قام المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المنتخب في 12 ديسمبر 2011، بتكليف حمادي الجبالي أمين عام حزب حركة النهضة بتشكيل الحكومة الجديدة. ترشح للانتخابات الرئاسية التونسية 2014 عن حزب نداء تونس الذي قام بتأسيسه سنة 2012 وتمكن من الفوز في الانتخابات بنسبة 55.68 في المئة مقارنة بـ44.32 لمنافسه المنصف المرزوقي. وأصبح الرئيس الرابع للجمهورية التونسية. تولى فيما بعد تكليف الحبيب الصيد بتشكيل الحكومة التونسية الجديدة، إثر اختياره من قبل حزب الأغلبية كمرشح لرئاسة الحكومة من قبل البرلمان. براغماتية يحمل السبسي توجهات سياسية مختلفة تبرز من خلال تصريحاته ومواقفه، وخاصة من خلال مبادئ حركة نداء تونس المنبثقة أساساً من الأفكار التي يؤمن بها باعتباره مؤسسها الأول. السبسي شخصية ليبرالية تؤمن بالعلمانية وبالدولة المدنية. وهو ذو فكر سياسي معتدل قائم على البراغماتية والواقعية السياسية. تأثر جداً بالرئيس الأول للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة. أما على صعيد العلاقات الخارجية. لايزال السبسي يتبنى السياسة الدبلوماسية التقليدية التونسية القائمة على التقرب من المحيط الأوروبي والعالم الغربي مع تحسين العلاقات مع الدول العربية والإسلامية والمحافظة على علاقات وثيقة مع دول المغرب العربي. وهي نفس الدبلوماسية المتبعة منذ عهد بورقيبة. أثناء وقبل حملته في الانتخابات الرئاسية، أطلق السبسي مفهوم هيبة الدولة. وهو مفهوم سياسي يتبناه مفاده ضرورة الدفاع عن أركان دولة القانون والحفاظ على المؤسسات واستمرارية الهياكل.

مشاركة :