قيل إن آنجوس ويلسون الروائي الإنجليزي، أصيب بمرض عصيب لمدة عامين، وكان قاسيا هذا المرض لدرجة أن هام على وجهه في الشوارع متوجعا صارخا دون أن ينفع معه الطب. وبعد نصيحة من أحد أصدقائه بالكتابة، وجد أنجوس عافيته المفقودة وكانت هذه النصيحة بمثابة العلاج الفعال والمحبب فيما بعد. كذلك ما نقل عن بول سارتر الذي قال في أمر التدوين ممتنا وصارخا: الكتابة وحدها خلصتني من الجنون. إضافة إلى الكثير من النصائح التي يروي فيها المهتمون بدخائل النفس وتقلباتها أهمية التماهي مع الكتابة وتدوين الأوجاع حين تأتي كما تأتي دون تردد ومحاذرة. في المقابل، من هذا الارتياح الذي تبعثه الكتابة، هل من الممكن أن تأتي النتائج معكوسة؟ أي أن تتسبب الكتابة بالانغلاق والكآبة؟ الجواب الذي أراه يمهد لهذا السؤال، قول الشاعر زهير بن أبي سلمى: ما أرانا نقول إلا رجيعا ومعادا مِن قولِنا مكرورا بالنسبة لي الشاهد الذي أحتاجه من البيت هو أن فعل الإعادة والتكرار أس الملل في أحايين كثيرة، أي أن اجترار حديث واحد عن مشكلة واحدة متسمرة والدوران المتواصل حولها وفي فلكها تجعل من الكتابة في معناها الأخير قلقا، ينمو على واقع تخرج فيه الأخبار كل صباح مكرورة باردة، في (بعض) عناوينها المعنى التالي: أزمة الإسكان قائمة قاعدة وإعلان التفاصيل لاحقا. التأمين الصحي قاب عقدين أو أدنى والبشائر قريبة. تشكيل لجنة عالية المستوى، لمعرفة أسباب السقوط المفاجئ لمعبر الإبل الواقع على طريق الدمام – الرياض. شهادات الوهم ومناقصات الباطن وتكاثر المباني المستأجرة في أغلب القطاعات والوزارات. المفارقة بين رواتب المتقاعدين.
مشاركة :