ضمن مسارات الفن للرابطة التونسية للفنون التشكيلية وفي سياق فعالياتها الثقافية الفنية افتتح المعرض الشخصي للفنانة التشكيلية كريمة الحناشي وذلك في الحادي عشر من مارس/آذار بفضاءات دار الثقافة بمدينة النفيضة. وأتاحت هذه المناسبة الفنية للجمهور وأحباء الإبداع التشكيلي ورواد دار الثقافة فرصة للاطلاع على حيز من تجربة فنانة تعمل منذ فترة على خصوصيات تجربتها الفنية من خلال نشاط متنوع السياقات وضمنه مشاركاتها في المعارض الفنية المتعددة. الفنانة كريمة تقدم بهذه المناسبة عددا من أعمالها مختلفة التلوينات وبأسلوبها الذي انتهجت العمل ضمنه وهي التي ومن خلال هذا المعرض الشخصي تحاول الإفادة من آراء الجمهور والمتلقي عموما بشأن تجربتها ورؤيتها الفنية. فكرة الفن لديها من سنوات... الفن هذا الذاهب إلى جواهر الأشياء قولا وتأملا وحلما حيث الفكرة تبحث عن ممكنات جمالها وبهاء أحوالها في عوالم من التنوع وتعدد الأشكال واللغات والجغرافيا.. هي فسحة لا تضاهى وفق تلوينات الكينونة وما به يسعد الكائن في حله وترحاله نحتا للهبوب النادر وإعلاء من شأن الدواخل وتقصدا للممكن الجميل تجاه التفاصيل والعناصر. والتلوين هنا محض أمنيات تجاه صروح الجمال في أبعادها المحيلة إلى البحث والتفكر لأجل الإمساك بناصية القول الجميل ونعني إضفاء مساحات من لون الحال على الآخرين والعوالم تشوفا للأفق المفعم بعبارات الجمال يقولها قوس قزح في السماء حيث مطر يهطل يحرك الزجد والحنين والحلم الدفين في بساتين الروح. من فكرة اللون هذه لمعت نجمتها وهي الطفلة من زمن يقول بالرسم والتلوين مجال وهم جميل وخيال يانع وعبارات تلهج بالجميل الكامن في الذات وهي تنظر للأقاصي عنوان جمال مرسوم يغري الآخرين بالتأمل والبهجة العارمة. هي فنانة تشكيلية في عوالمها مغامرة ملونة تمضي إلى ما هو خطاب تشكيلي فيه الزخرف وأحوال المرأة وهي تقطف أغنيات جمة من يوميات حياتها.. لوحاتها متعددة التلوينات ويجمع بينها نزوع نحو المرأة وممكنات عناصر الجمال فيها وهي تنهمر مثل مطر ناعم في مجالها الطبيعة والمجتمع وبينهما الحلم المفتوح على الإبداع. هي الفنانة التشكيلية كريمة الحناشي التي تقول عن تجربتها الفنية ما يلي "هل يستطيع الإنسان قول نفسه في كلمات والحال حسب أفلاطون من الصعب معرفة الذات الإنسانية، أنا أصيلة مدينة جمال الساحلية ولدت في عائلة بسيطة.. وتحت ضغط تكاليف الحياة أصبحت عاملة بأحد مصانع النسيج بالمنطقة وزاولت تعليمي الابتدائي بالمدرسة الابتدائية الهداية بجمال والثانوي بالمعهد الثانوي، ثم المرحلة الجامعية بمدرسة الفنون الجميلة بتونس العاصمة، ثم مرحلة التدريس بالمدارس الإعدادية وبدأتها بجمال منطقة الكاف الشامخة ثم القيروان العريقة والآن إحدى مدارس مدينتي". وأضافت "أعود لعشقي لفن الرسم الذي بدأته بالرسم على الجدران والأقمشة والعرائس وكراسات الدراسة تبين لي في طفولتي أن فن الرسم هو ذات متأصلة في داخلي أحاول أن أرسم تصوراتي لأرسم وجوه أصدقائي وأساتذتي وكل ما تطاله يداي حتى أني كنت مغرمة لفترة ما بعروض الأزياء ورسم العارضات وتصوير نماذج لملابس أقرب للعفوية وهي نسيج لذاكرتي بدرجة أولى". وتابعت "حملت منذ بداية نضجي هم تغير الواقع الذي يثيرني وأثور عليه... هو واقع يرسخ دونية المرأة وأن الرجال أكثر رفعة فتراني فتاة ولكن لا أحمل هموم بنات سني بقدر ما تصنع بي الصلابة قبل الليونة في تعاملي مع ظروف الحياة. وبقيت علاقتي بفن الرسم تلازمني من الابتدائي إلى الثانوي، إذ شاركت في المسابقات والأنشطة ونوادي الأطفال، حتى أنني حين كنت في الخامسة عشر من عمري شاركت في برنامج الإعلامي حاتم بن عمارة يومها تنقلت أنا ووالدتي رحمها الله إلى تونس العاصمة ولوحاتي للمشاركة في برنامج فن ومواهب وهنا بدأ حلمي يتحسس طريقه". هكذا بدأ حلمها متشكلا لتكون بعد ذلك مراحل الوعي بالفن وعلاقته بالجمال والفكر والمجتمع وتعددت أعمالها الفنية لتكون المعارض والمشاركات في مناسبات متعددة وهي الآن ومن خلال معرضها الشخصي هذا بالنفيضة من ولاية سوسة حيث تقيم تشير إلى حيز مهم من تجربتها التشكيلية من خلال أعمالها المتنوعة التي تعبر عن أسلوبها ونهجها في الفن والرسم. فنانة تجتهد لتبتكر شيئا من حوار الذات لديها مع العالم والآخرين في فسحة تخيرتها للقول بالتلوين كفسحة للحياة والحلم بالأفضل.
مشاركة :