لا تتوقع من أحد أن يكون على مقاس عقلك ومشاعرك وأفكارك . فلكل واحد منا نافذته الخاصة التي يرى من خلالها العالم والحياة والناس . لكل واحد منا تجاربه التي صنعته وصنعت قناعاته ولكل منا مكانه الخاص الذي يقبع داخله .. عندما تطرح قضية معينة على طاولة النقاش فلكل منا وجهة نظره أو رأيه أو انطباعه الشخصي حول الموضوع المطروح، بعيداً عن السلبية وعن إطلاق الأحكام وتقسيم الناس حسب تصرفاتهم ، الحقيقة أن الإنسان يرى دائماً بمنظوره الخاص لكل شيء حوله، ولا يلاحظ ولا يعي الشيء الذي لا يعلمه أو لا يدركه. فكل الناس ترى الناس بعين طبعها ، او عين ما أدركته فهو ليس مقتصراً على الشعور السلبي أو الإيجابي بل هو ممتد لنظرة الحياة والوعي والإدراك للحياة والأمور التي تحدث من حوله. الخير الذي تتوسمه في الآخرين ليس غباء أو سذاجة، بقدر ما هو خير مزروع في داخلك. الإنسان إذا كان داخله خير ومحبة ومساعدة فـسوف يظهر الخير والمحبة والمساعدة الى الأهل والاقارب وللاخرين . وإذا كان داخله شر وسوء وحقد فـسيظهر شر وسوء وحقد الى الأهل والأقارب وللاخرين . فكمية الثقافة والمعايشة والفهم تحدد اتساع منظورك وفهمك للآخرين. وانغلاقك على نفسك و تفسير كل امورك على مشاعرك القديمة وملفاتك القديمة التي إعتدتها، تجعل ” عين طبعك” ضيقه فتلجأ لتحكم على هذا وذاك. لا تكن منغمس في قوقعتك، و تعتقد ان ما تراه هو الصحيح ، وما تفسره هو الأصح ، وأي ماخالف لرأيك هو مخالف لك. وسع عين طبعك لتفسر عين أطباعهم. على العموم في حياتك، ستلتقي بمن يراك أطيب الناس، وبمن يراك أكثرهم شرًا ، ستلتقي بمن يراك أقسى الناس في تعاملك ، وبمن يراك أكثرهم لينا ، ستلتقي بمن يراك أجمل الناس ، وبمن يراك أسوأهم ، ستلتقي بمن يستنفذ كل الكلمات التي تعبر عن الجمال في وصفك ، وبمن لا يكف عن نقدك، ستلتقي بمن يمدحك ويمدح أفعالك دائمًا ، وبمن لا يكف عن ذمك . في حياتك ستلتقي بكل شخصية وعكسها ، فلا تبالي لكل ما يقال عنك ، ثق بنفسك ، ولا تكن في حيرةٍ من أمرك واعلم أن العيب فيمن يعيب ، وأن كل امرئٍ يرى الناس بعين طبعه ، وعين حاله الذي هو عليه. فكن مزهرا” أينما حللت .. واترك في النفوس عبقاً لا تبدده الأيام .. فالإحتواء ليس أن تطيل البقاء بل أن تجيد الحضور…. ثق بنفسك وأسلوبك وأخلاقك لدرجة لا حدود لها ، و لا يهمك إذا ظهر ظلك أعوج لبعض الناس ، فكل شخص يرى غيره بعين طبعه هو . اللهم البصيرة والنور واليسر والانشراح أينما ولينا وجوهنا..
مشاركة :