أحياناً يتم التعامل مع الطفل المراهق بقسوة وصرامة مبالغ فيها، والهدف الرغبة في تقويم سلوكه، ولكن لا ندري أننا نكسر روحه المعنوية ونصيبه بالإحباط عندما نتصرف معه بهذه الطريقة الفظّة. إن المراهق يحتاج مساحة للتعبير عن نفسه، وتكليفه ببعض المسؤوليات البسيطة في المنزل حتماً هذه الأمور سوف تجعله يزداد ثقة، فهذه الطريقة في التعامل أفضل بكثير من القسوة والعنف واستخدام الأساليب غير الصحية، المطلوب منك أن تمنح ابنك المراهق مساحة للإبداع والشعور بأنه لم يعد طفلاً، ثم حاسبه وفق هذه المساحة، كما يمكنك وضع قوانين وأنظمة وحدود، يستطيع الطفل المراهق التحرك ضمن إطارها، كما يمكن القول إن الحوار والنقاش يمكن أن يكونا حلاً ومخرجاً أساسياً ومهماً في مرحلة المراهقة. امنحوا المراهقين تلك المساحة التي تفيدهم ولا تضرهم. أحياناً ننسى أن طرق تفكيرنا وتعاملنا مع الحياة فيها الكثير من الخبرة التي عشناها، فكيف نريد من الطفل المراهق أن يصبح مثلنا؟! فهناك الكثير من الأمهات يتعاملن مع الأطفال وكأنهم لا يزالون صغاراً ولم يكبروا، ويمارسن وفق هذه النظرية تصرفات قاسية على الطفل المراهق، فتعامله على أنه طفل صغير لم يكبر، تختار ملابسه وأغراضه وحاجياته، ولا تسمح له بالتحرك بحرية، وذلك ضمن مفهوم التربية والحرص عليه، فيبدأ الطفل في محاولة إثبات النفس لإشعار ولفت انتباه والديه بأنه قد كبر، وأصبح رجلاً، ولكن للأسف هذا التصرف يجعل المراهقين بسبب محاولة إثبات النفس يتوجهون إلى إقامة صداقات مع من يكبرهم في السن، وفي اللحظة نفسها لا يضعون حدوداً أو اشتراطات لمن يقضون معهم معظم الوقت، وهذا الاندفاع في إقامة صداقات خارج المنزل هو وسيلة وطريقة الابن المراهق لإثبات وجوده وأنه كبر وخرج من مرحلة الطفولة، وفي هذه المرحلة السنية تحديداً تم رصد معظم الانحرافات، بل حتى ممارسة معظم العادات السيئة مثل التدخين. ولهذا أطلقت مؤسسة التنمية الأسرية منصة «الأبوة الإيجابية»، هدفها تعليم كيفية التعامل مع المراهقين والسعي نحو تنمية مهارات تواصل الوالدين معهم، وذلك للتمكن من التعامل مع الأبناء في مرحلة المراهقة. وتركز تلك المنصة على دعم الجانب النفسي والاجتماعي والتعليمي، وكيفية التعامل مع الأجهزة الرقمية والتغيرات الجسدية من خلال مجموعة متنوعة من البرامج التوعوية والتثقيفية، وتوظيف العلم والمعارف والمهارات اللازمة لتربية الأبناء في مرحلة المراهقة تربية نفسية وصحية وجسدية متوازنة تمكنهم من التعامل مع الحياة ومتغيراتها المستمرة. على كل أب وأم أن يعرفا الطريقة المثلى التي تمنح الابن المراهق الثقة، وأن يتم التعامل معه وفق المرحلة العمرية التي يعيشها. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :