بعد جولات متعددة معلنة وغير معلنة كان الحراك الدبوماسي السعودي - الإيراني جارياً قوياً مع أطراف عربية في العراق وعمان من أجل الشروع في البحث عن مسارات للسلام. لقد كان النهج الدبوماسي السعودي ثابتا في صدق التوجه والاتجاهات بحثا عن السبل الموصلة للسلام ليس للوطن السعودي فحسب، بل لدول الجوار العربي والجارة إيران بل للشرق الأوسط لإخراجه من أتون الصراعات والاقتتال المدمر للبشر والأوطان وتعطيل مسارات التطوير والإنماء. لا شك أن ترحيب الأمم المتحدة والمنظمات والدول والمسارعة في التبريكات بنجاح الدبوماسية السعودية وثقة الصين الراعية كان أمرا فيه من الشجاعة والإنصاف...... الصين قوة كبرى باتت في إطار سمح لها أن تكون عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي سياسيا واقتصاديا ومنافساً لأقطاب أمريكية وأوروبية كان لها الهيمنة والقوة والفاعلية، هذا التحول صار معيار تنافس قوي يضع المصالح قبل القوة لكنه لا يلغيها في فنون علوم الإدارة والتفاوض مبدأ وحدة الأمر: وهذا نهج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فقد أعطى الثقة للمفاوض السعودي في مسارات التفاوض من أجل الاتفاق مع إيران الجارة. ومبدأ التفاوض (رابح/ رابح) ومبدأ وحدة الأمر مسار يعطي المفاوض حرية الحراك والمناورة والمداورة، وعند صناعة القرار يكون الرجوع لصانع القرار وهو في نهج السياسة هو ولي الأمر وهو مرجع السلطات. الثقة عنصر هام في الوسيط، وقد تبينت ثقة الدبوماسية السعودية في صدق التوجه والنوايا مع الأطراف التي أسهمت في الوساطة. ولعل الصين البلد العظيم كان الأقدر في تطويع مسارات التفاوض حتى تم توقيع اتفاق لا محضر اجتماعات ضمن احترام الدول والشعوب بعدم التدخل في الشئون الداخلية. الاتفاق الذي وصفته مصادر عالمية انه مفاجأة العالم، هو اتفاق في تفاصيله رصد للأحداث الجارية في العالم وبالذات في دول الجوار في المحيط العربي وعلى الأخص اليمن ولبنان والعراق وسوريا والعمل بتعاون من أجل إنقاذ هذه البلدان وغيرها من أهوال الحروب والدمار. قدر لي ان أزور الصين قبل عشر سنوات، زرت بكين ونانجن وشنغهاي وشينزن وكونزو. كانت الصين قد تحولت إلى شيء مذهل من العمران في البنية التحتية في المطارات وسكك الحديد والطرق السريعة وصناعة الحواسيب ومعدات الصناعات الثقيلة وغيرها. الصين منذ أكثر من عقدين كانت منافسا لإيران في أفريقيا من خلال الإعمار والتعمير بينما انشغلت بالأيدلوجيا والمذهبية واليوم تغلب المصالح على غيرها، وهنا فإني أعتقد أن الانفتاح على الصين من بلادنا وإيران سوف يفسح المجال لنهوض شمولي في التنمية والبناء، ولعل ما يجري من أعمال في منطقة جازان من عمل المدينة الصينية في تطوير صناعات متعددة خير مثال، ولا يغيب عن البال ما كان من شركات صينية شقت الطرق في عسير وطريق عقبة شعار مثال. هنا أجدني مواطناً فخورا بما تحقق بلادي على المستوى السياسي والاقتصادي عالمياً.
مشاركة :