أبرز بحث جديد نُشر في شهر أذار (مارس) الحالي في JNCCN—Journal of the National Comprehensive Cancer Network كيف أن نقص الأبحاث الجينية على الأشخاص ذوي الأصول الأفريقية، خاصةً من هم في المنطقة الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، يعوق الجهود لتقليل الفروقات بين الناس للتعامل مع السرطان. وفي دراسة تُعد الأولى من نوعها، قيّم الباحثون النتائج الجينية الجزئية على 113 رجل من جنوب أفريقيا مصابين بسرطان البروستاتا في مرحل متقدمة لإيجاد دليل على مزيد من توصيات الاختبارات الجينية قد تكون فريدة من نوعها. وأشار الباحثون إلى أنه وفقًا لدراسات GLOBOCON 2020، أن المناطق الأكثر عرضًة للوفاة بسبب سرطان البورستاتا حول العالم تضم سكان ذوي أصول أفريقية ملحوظه، مثل منطقة البحر الكاريبي والمناطق الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، بمعدل وفيات 3.4 و 2.5 أكبر من المُسجل في الولايات المتحدة، تباعًا. ففي داخل الولايات المتحدة، يُعد الرجال الأمريكيين من أصل أفريقي أكثر عرضًة لخطر الوفاة بسبب الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 2.3 إلى 5 مرات مقارنًة بنظرائهم الأمريكيين غير الأفارقة. وصرح مدير الباحثين، كاظم غيبي، الحاصل على دكتوراه في الطب، ودكتوراه من جامعة سيدني في أستراليا، قائلًا: "على الرغم من امتلاك الرجال من الأصول الأفريقية معدلات أعلى للإصابة بسرطان البروستاتا بشكل قوي وما يرتبط به من معدل وفيات حول العالم، بسبب نقص البيانات المتاحة، فلم يتم إنشاء معايير اختبار مصممة خصيصًا لمثل هؤلاء السكان الأكثر عرضًة لهذا الخطر. حيث تفتح هذه الدراسة الأبواب بشأن إنشاء معايير جديدة، وتوفر الأمل للرجال ذوي الأصول الأفريقية حول قدرة الاختبارات التناسلية في تغيير التفاوتات الحالية في النتائج السريرية". وأضافت كبيرة الباحثين، فانيسا م. هايز، حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة سيدني وجامعة بريتوريا في جنوب إفريقيا، قائلًة: "إن الجالية الأفريقية متنوعة للغاية، لذلك فقد حذرت من الإشارة إلى السكان الأكثر تنوعًا وراثيًا بمصطلحات فردية. والمطلوب هو بذل جهود متضافرة لإدراجهم الذي يتّبع نهجًا شعبيًا. إننا نحتاج لبناء معايير تقوم على معرفة خاصة بفئات سكانية محددة. حيث أننا نشجع رعاية مرضى السرطان ومقدمي الفحص التناسلي لإنشاء أبحاث وذراع تطوير ملائمة خصيصًا لدمج الأفارقة. كما أننا نحتاج للابتعاد عن فكرة نموذج واحد يناسب الجميع للرعاية بسرطان البروستاتا، حيث يجب أن تعالج الحلول الأفريقية أوجهه التفاوت المتعلقة بالأفارقة في نتائج سرطان البروستاتا". وقد شملت الدراسة فحص دقيق لعدد 21,899 متغيرات أحادية النيوكليوتيد، و 4,626 إدخالات وحذوفات صغيرة، و 73 متغيرات هيكيلة على 20 جين من الـ 113 مريض. فبعد الاستبعاد المبدأي للمتغيرات التي لا تسبب السرطان، قد وجدوا 38 طفرة في 52 مريض. حيث تم التعرف على مجموع 17 مُسبب مرضي (4) ومُكَوّن للورم محتمل (13) مغايرات. وكان المعدل 5.6% للمغايرات التي تسبب السرطان النادرة في هؤلاء السكان أقل بشكل ملحوظ من المعدل المحدد 11.8% للمرضى غير الأفارقة المصابين بسرطان البروستاتا المنتشر، مما يشير إلى انخفاض حساسية لائحة الجينات الحالية المتعلقة بتقييم المخاطر في هذه الفئة من المرضى. وعلق صمويل ل. واشنطن الثالث الحاصل على دكتوراه في الطب ويعمل أستاذ مساعد في جراحة المسالك البولية؛ علم الأوبئة والإحصاء الحيوي، في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو (UCSF) مركز هيلين ديلر الشامل للسرطان العائلي الذي لم يكن مشتركًا في هذا البحث، قائلًا: "تسلط هذه الدراسة الضوء على الفائدة الإكلينيكية الضعيفة (30%) للائحة الاختبار التناسلي الأكثر استخدامًا في الوقت الحالي المُطبقة على الرجال ذوي الأصول الأفريقية". وتابع د. واشنطن، عضو إرشادات الممارسة السريرية الخاصة بـ NCCN في فريق علم الأورام (NCCN Guidelines®)من أجل Prostate Cancer Early Detection (الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا)، حديثه قائلًا: "تؤكد هذه الدراسة نطاقيين مهميين للغاية: 1) حيث أنها توفر دليل إضافي للحاجة إلى شمول أكبر لتطوير اللائحة الجينية و2) وتشير إلى عدم إمكانية شرح أوجه التفاوت في نتائج الرجال ذوي الأصول الأفريقية فقط من خلال النتائج من 113 رجل أسود من جنوب أفريقيا. وعلى الرغم من أن إرشادات NCCN للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا تعتبر هوية الأفارقة الأمريكان كعامل خطر، تشير اللائحة إلى مساهمات إمكانية الوصول الضعيفة إلى الرعاية، والعوامل الاجتماعية المُحددة للمخاطر الصحية / الاجتماعية، والجينات الوراثية لهذه الملاحظات. إنني أتطلع إلى البحث أكثر في هذا النطاق الذي يدرس كيف يمكن تحسين أوجه القصور الخاصة بأدوادتنا الحالية لتعكس بشكل أفضل السكان الذين نخدمهم".
مشاركة :