يخطط المجلس الإسلامي الفرنسي الذي يسيطر عليه تنظيم الإخوان، للانطلاق من جديد، والقيام بعملية إصلاح هيكلية جذرية عبر اعتماد قوانين وتشريعات إضافية، والدعوة للانتخابات، على الرغم من سحب الاعتراف الفرنسي الرسمي بشرعيته.وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية بطلب من الرئيس إيمانويل ماكرون، إنهاء مهام المجلس، الذي تأسس عام 2003 وكان المحاور الوحيد للدولة حول شؤون الإسلام في فرنسا، مع رفض تام لأي تنسيق حكومي مع المجلس.وبات بالتالي «منتدى الإسلام في فرنسا» المحاور الجديد للحكومة، باعتباره مؤسسة رسمية معترف بها كممثل حقيقي ووحيد للمسلمين في فرنسا، وبحيث يتم تعيين أعضاء المنتدى من قبل محافظي المدن والمناطق الفرنسية، على أن يكونوا من الأئمة والدعاة المعتدلين ومن رموز المجتمع المدني في فرنسا، وتتركز أولى مهام المحاور الإسلامي الجديد للدولة الفرنسية، والذي يشرف عليه وزير الداخلية بنفسه، في منع أي تدخل أو تأثير مالي أو أيديولوجي خارجي على مسلمي وأئمة البلاد.. وفقا لموقع (24) الإماراتي.وأعلن مكتب المجلس قبل أيام في ختام أعمال جمعيته العامة غير العادية، أنه تم تبني قوانين جديدة لإصلاح هيكله، وأنه تمت المصادقة على مشروع النظام الأساسي بالإجماع من قبل الحضور الذين شكلوا 73% من الأعضاء المنتخبين.ويمهد القرار الطريق أمام إحداث إصلاح عميق يسعى لاستقطاب انضمام المئات من مساجد فرنسا لعضوية المجلس والمشاركة في أعماله بطريقة متساوية وبنفس الحقوق، بما يعمل على إعادة الأرضية للفاعلين المحليين المنتخبين الذين سيكون لديهم الشرعية اللازمة.وتعني الاصلاحات المشكوك فيها إلغاء هيمنة الإخوان والانقسامات التي كانت سائدة، ووضع حد لدور اتحادات إسلامية تنتمي للمجلس لا زالت تهيمن على قراراتها تنظيمات أخرى خارج فرنسا، ولا زالت تشهد خلافات كثيرة فيما بينها بهدف الهيمنة على صنع القرار، ومن المتوقع بالتالي عدم نجاح الإصلاحات التي تتهدد نفوذ الإخوان أنفسهم والذين يشك في أنهم يقومون بمحاولة التفاف على قرار ماكرون سحب الاعتراف بمجلسهم، وذلك عبر الإيحاء برغبتهم في الإصلاح.ويعتزم المجلس تنظيم انتخابات جديدة بعد شهر رمضان المبارك، بعد أن يتم اعتماد لائحة انتخابية جديدة قريبا من أجل السماح بتجديد الهيئات التمثيلية على مستوى الدوائر والمستوى الإقليمي والوطني، ومحاولة إعادة استرضاء الحكومة الفرنسية.وخلال انتخابات المجلس نهاية عام 2019، شارك نحو 1100 مسجد (من أصل ما يزيد عن 2500 مسجد في عموم فرنسا)، ولذلك فإن المجلس الفرنسي يسعى لاستقطاب عدد أكبر بكثير من المساجد لعضويته مع الإصلاح الجديد الذي يحاول تذليل العقبات الرئيسة التي كانت تحول دون مشاركة أوسع في الانتخابات.وكان الرئيس الفرنسي قال خلال اجتماع مع «منتدى الإسلام في فرنسا» الممثل الرسمي الجديد للمسلمين في بلاده في فبراير الماضي «قررنا إنهاء نشاط عمل المجلس الفرنسي بطريقة واضحة جدا، ولهذا السبب فقد قررنا وضع ميثاق جديد أشكر كل من وقع عليه بشجاعة ملتزما بقيم الجمهورية». وشدد على أن بلاده تسعى إلى تعزيز دمج الإسلام المعتدل في المجتمع الفرنسي، ومحاربة خطابات التحريض والكراهية.لماذا ألغت فرنسا المجلس الإسلامي؟ سيطرة جماعة الإخوان على المناصب الرئيسة. شبهات حول صلته بعمليات إرهابية. رفضه التنسيق مع الحكومة الفرنسية. وجود كيان جديد أكثر اعتدالا وواقعية.
مشاركة :