عرضت قناة ناشونال جيوغرافيك أبوظبي والتابعة لأبوظـبي للإعــلام، العرض الأول للفيلم الوثائقي الجديد: " كنوز الجزيرة العربية المنسية: مدينة دادان القديمة " بحيث أخذ الوثائقي لمشاهدين في رحلة توثيقية إلى محافظة العــلا التاريخية والتي تقع شمال غرب المملكة العربية السعودية لاكتشاف كنوز وآثار مملكتي دادان ولحيان واللتان تعود تاريخهما لأكثر من ألفي عام مضت. وعن هذا الفيلم الوثائقي الجديد، قال المنتج إيفان بوسو إنه عمل وثائقي نفخر به جميعاً. كنوز الجزيرة العربية المنسية: مدينة دادان القديمة يأخذ المشاهدين إلى مدينة العلا التاريخية في شمال غرب المملكة العربية السعودية، حيث يكشف عن أسرار حضارة دادان. ودادان كانت قبل أكثر من ألفي سنة محطة تجارية أساسية على طريق البخور القديم، إذ ربطت بين شبه الجزيرة العربية وحوض المتوسط ومصر. كما كانت مركزاً للناس والمواهب في ذلك الوقت، مثل لندن أو نيويورك. وأعتقد أنها كانت ما نسميه اليوم "مدينة ذكية"، وذلك من حيث الطريقة الرائعة التي استخدم بها سكان دادان القدماء الطبيعة، الجبال أو الواحات لبناء مدينة فعّالة للغاية. ومع ذلك، يبدو أن قلة قليلة من الناس يعرفونها اليوم. ويكشف الفيلم قصة دادان، حيث يحصل المشاهدون على مقاعد أمامية في رحلتهم الاستكشافية، بتوجيه من عالمي آثار - جيروم رومر وعبد الرحمن السحيباني - خلال موسم التنقيب الشاق في صحاري العلا، التي أعتبرها أحد أجمل الأماكن التي رأيتها على الإطلاق. أما بالنسبة للتحديات التي واجهت فريق العمل خلال التصوير فعلّق بوسو: " دائماً ما أقول إنه لا يوجد سوى ثلاثة قوانين في صناعة الأفلام الوثائقية: الوصول، ثم الوصول، ثم الوصول! فمن دون الوصول إلى الموقع المنشود، لا يكون لدينا قصة، أو بطل للرواية، أو حقائق أو وقائع. باختصار، لن يكون لدينا شيء. لكننا كنا محظوظين للغاية عندما استطعنا توثيق قصة دادان، وذلك بفضل الهيئة الملكية لمحافظة العلا التي وفّرت لنا التسهيلات كافة، حيث استطعنا الوصول إلى كل مكان يجري التنقيب عنه لنروي قصّة المدينة. وكنا ندرك أيضاً أن وجود طاقم كاميرا في موقع العمل يمكن أن يكون مزعجاً لعلماء الآثار، لذلك احتجنا إلى إيجاد طريقة للسماح لهم بالعمل أثناء التصوير بشكل شبه مخفي وتمكّنا في النهاية من إنجاز المهمّة بسلاسة" . وأضاف، لقد كنا قريبين جداً من جهود التحرّي والاستقصاء، حتّى أننا تمكنا من متابعة هؤلاء الخبراء أثناء اكتشافهم لبعض الأدلة المهمّة. لقد كان شرفاً لنا أن نصور لحظة اكتشاف لا تصدق – لكنّني لن أفسد عليكم متعة المشاهدة، فسوف ترونها في نهاية الفيلم – إضافة إلى المفاجأة التي أذهلت علماء الآثار عندما وجدوا أخيراً ما أمضوا شهوراً في البحث عنه. التحديات الأخرى تمثلت في العوامل الطبيعية الشديدة. فقد كنّا نصوّر الواقع، لذلك كان علينا أن نتعامل مع الرياح والرمال والعواصف، التي شكلت معوقات لنا ولعلماء الآثار على السواء. وأخيراً، كانت عمليات إعادة التمثيل بوجود جيش من العناصر الإضافية والخيول، صعبة التنفيذ، لكنها من دون شك استحقت ذلك العناء. تعتزم ناشونال جيوغرافيك إعادة تمثيل كأداة سردية وتوضيحية في حالة عدم وجود لقطات أو صور فوتوغرافية أو لوحات. فبحسب بوسو أن في الفيلم الوثائقي، قاموا بإعادة التمثيل لشرح الاكتشافات التي قام بها علماء الآثار، ومنهجهم ونظرياتهم. إذ إن هذا يجعل الفيلم الوثائقي جميلاً وممتعاً، ولكن سهل المتابعة أيضاً. وأضاف: "ناشونال جيوغرافيك لديها قسم أبحاث خاص بها، لذلك فإنّ كل ما تراه في إعادة التمثيل يكون قد خضع لفحص شامل بالتعاون مع فريقنا في واشنطن. وما تراه على الشاشة، من الملابس إلى الأسلحة إلى سروج الجمال، دقيق وفق تلك الفترة الزمنية وتلك الحضارة. ولعلّ هذا العمل هو التمثيل الأقرب والأكثر دقة على الشاشة للدادانيين الذين عاشوا قبل 2000 عام" وعن تجربته مع ناشونال جيوغرافيك، علّق بوسو" أعمل مع ناشونال جيوغرافيك منذ نحو 20 عاماً، وما زلت أصنع أفلاماً وثائقية تعمّر أكثر من ذلك. فأنا المنتج التنفيذي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وأقوم بإنشاء ما بين 60-70 ساعة من المحتوى سنوياً لناشونال جيوغرافيك، والبرامج التي أنتجها تشمل موضوعات متنوّعة مثل العلوم والتاريخ والطبيعة وعلم الآثار. لكن ما أرويه حقاً هو قصص بشرية - قصص أناس يكافحون كل العوامل، وآخرون يقهرون المستحيل متفوّقين على أنفسهم، إضافة إلى أناس يستخدمون براعتهم في فك الألغاز القديمة، كما في دادان. في النهاية، يبدو الأمر بالنسبة لي كما لو أننا نروي قصصاً بشرية لتغيير العالم، ولجعل الناس يفهمون العالم الذي نعيش فيه ويهتمون به أكثر." تجدر الإشارة أن العرض الأول للوثائقي كان يوم الإثنين 13 مارس إلا أنه سيتم إعادة عرضه يوم الجمعة 17 مارس حصرياً على قناة ناشونال جيوغرافيك أبو ظبي التابعة لأبوظـبي للإعــلام الساعة الثانية ظهراً بتوقيت الإمارات، الواحدة ظهراً بتوقيت السعودية.