نظارة لإعادة ضبط الساعة البيولوجية

  • 2/7/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يتعرض المسافرون على متن الرحلات الجوية الطويلة إلى حالة تعرف بـاضطراب الرحلات الجوية الطويلة وهي مجموعة من الاضطرابات مثل الشعور بالإرهاق، وقلة التركيز، وصعوبة التذكر، والخمول مع عدم المقدرة على النوم، وتستمر تلك الاضطرابات لعدة أيام ولا تحدث فقط لفرق الوقت بين مكان المغادرة ومكان الوصول، أو لعدم النوم بالطائرة، وإنما بسبب تأخر الساعة البيولوجية عن اللحاق بالتغير المفاجئ الذي طرأ بالزمن داخل الطائرة، فالساعة البيولوجية هي إيقاعات الجسم الداخلية والتي ترتبط بأوقات اليوم المختلفة من حيث الشعور باليقظة أو النعاس، فاستقرار تلك الساعة على نظام محدد يجعلها تقاوم التغيير مثل الذي يطرأ عليها بعد الانتقال خلال أقل من يوم من منطقة ذات توقيت معين إلى منطقة أخرى تختلف عنها في التوقيت حيث تظهر أعراض الاضطراب. ويعتبر اضطراب الساعة البيولوجية الناتج عن الانتقال شرقاً أكثر صعوبة في إعادة الضبط مقارنة بالرحلات الجوية المتجهة غرباً، فعلى سبيل المثال إذا انتقل الشخص شرقاً عبر رحلة جوية من نيويورك إلى باريس في مثل هذا الوقت من العام، فإن فرق التوقيت بين المدينتين يكون 6 ساعات، فإذا وصلت الطائرة عند الساعة 7 صباحاً مثلاً، فان الساعة البيولوجية تتعامل وكأن الوقت الساعة 1 صباحاً. وفي حالة تمكن الشخص من البقاء متيقظاً خلال تلك الساعات الـ6، فإن من السهل عليه البقاء متيقظاً لمدة الـ16 ساعة القادمة ولكن تكون الساعة البيولوجية معدة على أن هذا الوقت هو وقت النوم، فيكون الوقت المفقود للنوم قرابة نصف اليوم، وعلى العكس فإذا انتقل الشخص غرباً من باريس إلى نيويورك ووصل الساعة 7 صباحاً، فإن الساعة البيولوجية تكون معدة على أن الساعة 1 أي بفارق 6 ساعات عن باريس. تساعد نظارة إعادة ضبط الساعة البيولوجية على تخفيف أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة من خلال التعرض المجدول للضوء لتسريع وتيرة الساعة البيولوجية للحاق بالتوقيت المحلي لمكان الوصول، وهي جهاز على شكل نظارة يصدر ضوءاً لونه أخضر على عيني المستخدم صمم لإعادة ضبط إيقاع الساعة البيولوجية على حسب التوقيت المحلي الجديد، ويساعد استخدامه لمدة 30-50 دقيقة يومياً على تخفيف اضطراب النوم الناتج عن اضطراب الساعة البيولوجية، ولكن يجب الانتباه إلى التوقيت الصحيح للاستخدام، والمقياس هو وصول درجة حرارة الجسم إلى أدنى حد لها ويكون ذلك بعد مرور ساعتين تقريباً من وقت الاستيقاظ الذي تعود عليه الجسم في مكان المغادرة، فتعريض الجسم للضوء بعد ذلك الوقت يقدم عقارب الساعة البيولوجية، أما تعريض الجسم للضوء قبل ذلك فإنه يؤخر الساعة البيولوجية، وعند الانتقال من نيويورك إلى باريس يحتاج المسافر إلى تقديم الساعة البيولوجية بحوالي 6 ساعات حتى يتأقلم مع التوقيت المحلي لمدينة باريس وإلى تأخير الساعة البيولوجية عند الانتقال غرباً من باريس إلى نيويورك.

مشاركة :