دعا تشين جانج وزير الخارجية الصيني في محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، أمس، إلى استئناف محادثات السلام "في أقرب وقت ممكن"، بينما قالت كييف: إن النقاش تناول أيضا أهمية وحدة أراضي أوكرانيا. وقال تشين في بيان إن "الصين تخشى من أن تتصاعد الأزمة وتخرج عن نطاق السيطرة. وتأمل في أن يحافظ الطرفان على الهدوء، وأن يمارسا ضبط النفس، ويستأنفا محادثات السلام في أقرب وقت ممكن، ويعودا إلى طريق التسوية السياسية". هذه المكالمة هي أول محادثة رسمية بين المسؤولين منذ تولي وزير الخارجية الصيني منصبه في كانون الأول (ديسمبر). وأضاف الوزير "تأمل الصين أن تبقي أوكرانيا وروسيا على الأمل في الحوار والمفاوضات". تعرضت الصين لانتقادات من دول غربية لامتناعها عن إدانة الحرب، لكنها نفت بشدة الشهر الماضي اتهامات الولايات المتحدة لها بأنها تدرس إرسال شحنات أسلحة لدعم روسيا. من جهته، قال كوليبا على "تويتر" إثر محادثته الهاتفية مع جانج "ناقشنا أهمية مبدأ وحدة الأراضي". ونشرت بكين الشهر الماضي ورقة موقف بشأن الحرب في أوكرانيا، دعت فيها إلى الحوار وسعت لطرح نفسها وسيطا محايدا. كرر تشين أمس دعمه لهذا الاقتراح، قائلا إن بكين "تتمسك بموقف موضوعي ونزيه بشأن القضية الأوكرانية، وتلتزم بتعزيز محادثات السلام، وتدعو المجتمع الدولي إلى تهيئة الظروف لمحادثات السلام". وأكدت روسيا أنها لا تشكل "تهديدا" لفنلندا والسويد اللتين تعرقل أنقرة انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي. وقال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو إن تركيا توصلت إلى قرار بشأن التصديق على طلب هلسنكي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومن المقرر أن يجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة. وقال دميتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين "نددنا مرارا بهذا التوجه حيال انضمام فنلندا والسويد، قلنا مرارا إن روسيا لا تشكل بأي حال تهديدا لهذين البلدين". ولفت إلى أنه "لا خلاف" بين هذين البلدين وروسيا، مضيفا "لم يهددونا أبدا، لذلك لا نشكل تهديدا لهم، ولا يسعنا إلا أن نأسف" لطموحهم بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وتقدمت كل من السويد وفنلندا بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد بدء الحرب، إذ وجدتا فيها تهديدا روسيا كبيرا للأمن الأوروبي. وطوتا بذلك صفحة عدم الانحياز العسكري المعتمد فيهما منذ تسعينيات القرن الماضي والموروث عن حياد استمر عقودا. ولا تزال تركيا التي تعد موافقتها ضرورية بصفتها دولة عضوا في الحلف، ترفض المصادقة على انضمام الدولتين. ومن شأن أي توسيع للناتو أن يثير حفيظة موسكو التي قاومت تاريخيا أي توسع للحلف باتجاه الشرق ودانت بشدة أي مؤشرات إلى احتمال انضمام أوكرانيا إليه. ونقلت وكالات أنباء روسية عن مسؤولين قولهم إن شخصا واحدا على الأقل لقي حتفه وأصيب اثنان أمس في انفجار وحريق بمبنى لدورية الحدود التابعة لجهاز الأمن الاتحادي الروسي في مدينة روستوف-أون-دون جنوب البلاد. وأظهر مقطع فيديو تصاعد عمود من الدخان الأسود الكثيف في الهواء بالقرب من مبان سكنية ومركز تسوق في منطقة سكنية في المدينة. ونقلت وكالات الأنباء عن جهاز الأمن الاتحادي القول إن حريقا اندلع في ورشة عمل، ما تسبب في انفجار وانهيار جزء من المبنى. وأضاف أن هناك ضحايا لكن لم يقدم تفاصيل. وقال فاسيلي جولوبيف حاكم روستوف إن الحريق نتج على ما يبدو عن تماس كهربائي. وأضاف في رسالة نشرت على قناته على تيليجرام "تسبب امتداد الحريق في انفجار خزانات للوقود وزيوت التشحيم". وأوضح أنه تم إخلاء المباني المجاورة وفتحت السلطات تحقيقا، مضيفا أن الحريق امتد لمساحة تزيد على 800 متر مربع. ونقلت عن خدمات الطوارئ المحلية القول إن شخصا قتل وأصيب اثنان آخران في الحادث.
مشاركة :