حذر مبعوث صيني من مخاطر خروج الأزمة الأوكرانية عن السيطرة. وقال قنغ شوانغ، نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الأزمة الأوكرانية أظهرت منذ اندلاعها بشكل متزايد إشارات على التمدد والتوسع والتعقيد مع المزيد من القسوة والخطر وعدم القدرة على التنبؤ، داعيا المجتمع الدولي إلى العمل معا لمنع الوضع من الخروج عن السيطرة ووقف الأعمال العدائية في أقرب فرصة وتعزيز التسوية السياسية. وأضاف لمجلس الأمن أن تطور ساحة المعركة يبين أن الوسائل العسكرية لا يمكن أن تحل الأزمة، موضحا أن إطالة أمد الصراع لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة للمدنيين وقد يؤدي إلى مواقف لا يمكن التنبؤ بها ولا يمكن إصلاحها، قائلا “مهما طال استمرار الأزمة، يجب حلها في نهاية المطاف بالسبل السياسية”. ودعا قنغ طرفي الصراع إلى الالتقاء في منتصف الطريق، واستكشاف الحلول التي تعالج شواغلهما، بما يتوافق مع الحقائق الإقليمية ويساعد على جسر الخلافات، كما دعا المجتمع الدولي إلى العمل معا لتهيئة الأجواء اللازمة لوقف إطلاق النار وخلق المناخ الملائم لمحادثات السلام. وقال إن الأزمة الأوكرانية أدت إلى تفش كبير للمشاكل الأمنية في أوروبا، منبها إلى أن “الأزمة تثبت مرة أخرى أن السعي وراء الأمن المطلق، والتحريض على مواجهة الكتل، وتوسيع التحالفات العسكرية هي أساليب عفا عليها الزمن في التفكير وممارسات خطيرة لن تؤدي إلا إلى الاضطراب والقلق لأوروبا والعالم بأسره”، مضيفا أن “الحل النهائي يكمن في دعم مفهوم أمني مشترك وشامل وتعاوني ومستدام وتعزيز هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام”. كما شدد قنغ على أهمية السيطرة على الآثار غير المباشرة للأزمة. وقال إن تعافي الاقتصاد العالمي بعد الوباء تكتنفه صعوبات. وقد وجهت الأزمة الأوكرانية، إلى جانب عوامل أخرى، ضربة قاسية للتنمية العالمية، وأدت إلى هشاشة أوضاع أمن الغذاء والطاقة والأمن المالي في العالم. ونتيجة لذلك، تواجه الدول النامية المزيد من الصعوبات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقال قنغ إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يكرس موارده المالية لمواجهة التحديات العالمية المشتركة. ويتعين على دول معينة أن توقف على الفور العقوبات الأحادية والولاية القضائية طويلة الذراع، وأن تضمن أمن وسلاسة سلاسل الإمداد والسلاسل الصناعية، وأن تزيد الدعم والمساعدة للدول النامية، وأن تفعل المزيد من الأشياء التي تدفع النمو الاقتصادي. وبينما أشار قنع إلى نزوح الملايين من الناس بسبب الصراع المستمر وتدمير البنية التحتية الرئيسة، دعا أطراف النزاع إلى الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي، والالتزام الصارم بمبادئ الضرورة والتفاضل والتناسب، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وتوفير الوصول للمساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ودون عوائق، من أجل التخفيف من معاناة المدنيين. وفي هذا الصدد، قال قنغ إن الصين تشجع المجتمع الدولي والوكالات الإنسانية، على أساس الالتزام بمبدأ الإغاثة الإنسانية، على زيادة المساعدة الإنسانية للأشخاص المتضررين من الأزمة. وقال إن النقل غير المسؤول للقنابل العنقودية يمكن أن يؤدي بسهولة إلى خلق قضايا إنسانية، وحث على التعامل مع الشواغل الإنسانية والاحتياجات الأمنية العسكرية المشروعة بطريقة متوازنة. وأشار إلى ضرورة توخي الحذر وضبط النفس في نقل القنابل العنقودية. وشدد على ضرورة ضمان السلامة والأمن النوويين. وقال إن الصين تدعو طرفي النزاع إلى التحلي بالعقلانية وضبط النفس قدر الإمكان والالتزام ببروتوكولات الأمان النووي والقانون الدولي لتجنب الحوادث النووية من صنع البشر، مؤكدا أن الصين تدعم أيضا الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مواصلة الحفاظ على الاتصال مع جميع الأطراف والاضطلاع بدور بناء في ضمان سلامة وأمن المنشآت النووية الأوكرانية. وأردف أن الصين أكدت دائما أنه لا ينبغي استخدام الأسلحة النووية وأنه لا يمكن أبدا كسب حرب نووية ولا ينبغي خوضها أبدا. كما دعت الصين إلى بذل كل الجهود لمنع تصعيد الصراع إلى أزمة نووية. وفيما يتعلق بقضية أوكرانيا، أكدت الصين دائما على ضرورة حماية سيادة ووحدة أراضي جميع البلدان، والتمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، واحترام الشواغل الأمنية المشروعة لجميع الأطراف، ودعم كل الجهود التي تبذل من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة. وأصدرت الصين في فبراير الماضي ورقة موقفها بشأن الحل السياسي للأزمة الأوكرانية. وقال إن الصين ستواصل استخدام ذلك كأساس لتعزيز التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي.
مشاركة :