إعادة إصدار روايات إحسان عبد القدوس في ذكرى رحيله الـ26

  • 2/7/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تعد الكلاسيكيات الأدبية كنزا من كنوز التراث الثقافي، وتُقدم دور النشر حول العالم على طباعة الكلاسيكيات من الروايات وأمهات الكتب لكي يطلع عليها الشباب. مؤخرا، اتجهت عدة دور نشر مصرية، ومنها «الدار المصرية اللبنانية» للقيام بإعادة طباعة الكلاسيكيات الأدبية والتي لقيت نجاحا كبيرا في العام الماضي، ومنها كتب المنفلوطي وهيكل والعقاد وطه حسين وغيرهم من الأدباء. وقامت المصرية اللبنانية الأسبوع الماضي بمبادرة جديدة حيث أطلقت «نادي الكتاب» بمكتبة القاهرة الكبرى الذي سيعقد شهريا، وناقش في أولى فعالياته رواية (أنا حرة) لإحسان عبد القدوس مع إصدار طبعة جديدة من الأعمال الكاملة للكاتب والروائي الراحل إحسان عبد القدوس (1919 – 1990) والذي تحل ذكرى رحيله في 11 من يناير (كانون الثاني) من كل عام، وهو واحد من أبرز وأهم كتَّاب الصحافة المصرية والعربية في القرن العشرين، ومن أشهر كتَّاب الرواية والقصة القصيرة كذلك. كانت تحظى روايات عبد القدوس وقصصه بجماهيرية كبيرة، حيث كانت تناقش قضايا المرأة وتحررها بجرأة وكانت أعماله تنفرد بالنسب الأعلى قراءة، كما كان لها نصيب الأسد من اهتمام صناع السينما حيث لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا وصنفت الأفلام المأخوذة عن رواياته ضمن أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. شارك في الاحتفاء برواية «أنا حرة» أحمد عبد القدوس نجل الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، والكاتب منير عامر، والناقدان د. صلاح فضل، ود. جابر عصفور، بحضور نجله الثاني الكاتب الصحافي محمد عبد القدوس، والروائيين مكاوي سعيد وأشرف الخمايسي، والسيناريست مصطفى محرم، والفنانة نبيلة عبيد، والفنان سمير صبري، والمنتج السينمائي محسن علم الدين. وكشف أحمد عبد القدوس، عن الفائدة من طبع الكلاسيكيات من أعمال والده ورسالته في حماية تراثه الأدبي، وأن الكاتب الصحافي حلمي النمنم، وزير الثقافة المصري، قد نبهه إلى وجود تزوير في نسخ طبعت من قبل في الأسواق العربية تختلف عن قراءته للرواية الأصلية، قائلا: «اكتشفنا تزويرا وتحريفا في بعض الأحداث أو الألفاظ فيما يقرب من 25 رواية من أعمال إحسان عبد القدوس، ونحمد الله كثيرا أن والدتي كانت محتفظة بالنسخ الأصلية لكل ما نشره والدي وبالتالي تمكنا من إعادة نشرها». وعن طقوس عبد القدوس في الكتابة، قال نجله: «إنه كان قبل شروعه في الكتابة يتأنق ويرتدي أفضل ملابسه، ويحدد وقتا معينا للكتابة، أما معظم وقت فراغه فكان عبارة عن لقاءات وزيارات من رجال السياسة والثقافة والصحافة والفن». كما أوضح الكاتب الصحافي محمد عبد القدوس «أن كتابات والده الصحافية والسياسية لم تقل أهمية عن أعماله الروائية، حيث رسخ مدرسة صحافية حرة من خلال صحيفة (روزاليوسف)، أما صحيفة (أخبار اليوم) فكان توزيعها في عهده يتجاوز المليون نسخة». وذهب الناقد الأدبي صلاح فضل إلى أن إحسان عبد القدوس كان من أهم الأدباء الذين أسسوا لفن الرواية العربية، واستطاع أن يعبر عن تطورات سياسية وتاريخية هامة عبر أدبه، وأنه كان الصوت الثاني بعد قاسم أمين في الدفاع عن قضايا وحرية المرأة، مشيرا إلى أن روايته أنا حرة كانت أول رواية تتحدث باسم المرأة ولم يكن يوازيه في هذا إلا نزار قباني في الشعر. وفي إشارة إلى الاتهامات التي كانت تلاحق أعماله الأدبية بتهمة إفساد أخلاق فتيات مصر وجرأة رواياته في الحديث عن العلاقات العاطفية؛ استعاد فضل لقاءه مع عبد القدوس في المكسيك حينما واجهه بذلك، فكان رده: «إنه يسرد قصصا واقعية ويجسد نبض المجتمع» مؤكدا أن «المرأة هي أساس المجتمع وتحررها يعني تحرره». واستطرد فضل أنه حينما اتهمه بالإفراط في مدح جمال عبد الناصر وحكمه وتحويله لديكتاتور، فما كان من عبد القدوس إلا أن قال مدافعا، بأنه رغم صداقته الوطيدة بالرئيسين عبد الناصر والسادات، فإنه لم يكن دوما على وفاق مع السلطة فرغم صداقته الحميمة مع جمال عبد الناصر فإن ذلك لم يمنعه من الزج به في السجن. وطالب الحضور ومن بينهم الفنان سمير صبري والفنانة نبيلة عبيد بحاجة السينما إلى أعمال لها قيمة أدبية مثل التي قدمت عن أعمال عبد القدوس، في ظل الانحدار الذي تعاني منه. وتجدر الإشارة إلى أن إحسان عبد القدوس (1919 - 1990) هو نجل السيدة فاطمة اليوسف مؤسسة مجلة «روزا اليوسف» وهي تركية الأصل ولبنانية المولد، كما كان والده محمد عبد القدوس ممثلا ومؤلفا. فكانت نشأته في بيت تعقد به الندوات والصالونات الثقافية التي تجمع كبار رجال الفكر والأدب والسياسة والفن. كتب أكثر من 600 قصة وقدمت السينما نحو 50 عملا أدبيا له، وإن كان قد أصابها التحريف لتناسب جمهور السينما وفقا للجهات الرقابية. وقد منحه الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، كما منحه الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك وسام الجمهورية. ونال جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1989. وقد أصدرت الدار المصرية اللبنانية خلال الفترة الماضية خمسة أعمال له، هي: أنا حرة، آسف لم أعد أستطيع، عقلي وقلبي، سيدة في خدمتك، النساء لهن أسنان بيضاء. وستصدر الدار المصرية اللبنانية أعمال إحسان عبد القدوس الروائية والقصصية والسياسية الكاملة قريبًا.

مشاركة :